الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنَّة –6

باسم السعيدي

2006 / 7 / 7
كتابات ساخرة


يجمع المتتبعون لتصريحات الدكتور موفق الربيعي على صفة مهمة لديه وهي : الخطل السياسي ، وقد يقول فلان هنا أو فلان هناك .. ما هذا التجنّي على تلك الشخصية ؟ وسنترك أحاديثه هي التي تجيب من دون أن ندلي بدلونا كثيراً .
فقبل أربعة عشر شهراً وفي 1/5/2005 صرّح الربيعي لفضائية الـ (CNN) الأمريكية بأن القوات الأمريكية والقوات الأخرى المتواجدة في العراق ستبدأ (على الأرجح) إنسحاباً بأعداد كبيرة بحلول منتصف العام القادم (أي 1/7/2006) .
وبقراءة مبسَّطة لتصريح الربيعي نستفيد حقيقة واحدة لاغير وهي – إن الرجل حالم من الدرجة الأولى – ويبدو أنه يعتمد أسلوب (الإستخارة) بمسبحته ذات الـ 101 حبة للتنبؤ بمستقبل العراق ، ثم يخرج على شاشات الفضائيات ليعلن (إكتشافاتِه المذهلة) على الملأ.
وهذا ليس تكهُّناً بتصرف الربيعي .. لأن ما خالف العقل والمنطق لايمكن إلا أن يخرج بأسلوب يجانب العقل والمنطق .. فما هي الأسباب والموجبات المنطقية على أرض الواقع التي دفعت بالربيعي الى هذا التصريح ؟
أهو السلم الأهلي المتحقق والعالم كلُّه (وبضمنه العراقيين أنفسهم) يتحدث عن حرب أهلية وشيكة في العراق ؟ (برأيي إن الحرب الأهلية بدأت فعلاً اليوم).
أم هو الإستقرار الأمني ؟ والعاصمة موزعّة كمناطق نفوذ للميليشيات المتحاربة والحكومة عاجزة (عجز الأميركان أنفسهم) عن فِعْلِ شيء ؟
أم هو الإستقرار الإقتصادي ؟ والفلاح العراقي لايستطيع بيع محصوله في علوة جميلة إن كان سنياً ؟ ولا يستطيع بيعه في علوة الدورة إن كان شيعياً ؟ ودعك عن طريق الأردن وسوريا وما يحصل فيه ؟
أم هو الإستقرار السياسي ؟ وما زال قطّاع كامل من داخل الحكومة فضلاً على من هم خارجها لايعترف بالدستور نفسه ؟
أم هو (المِكْنَة) المتوافرة للجيش العراقي ومازالت شريحة واسعة (غرب العراق) تخشى إنتقام تنظيم القاعدة في حال التطوُّع للإنخراط في صفوف الجيش العراقي ؟
أم هي جاهزية الشرطة في ضبط الأمن ؟ ومازالت مناطق شاسعة في العاصمة محرَّمة بإتِّفاق مسبق مع حكومة الجعفري واستمر على عهد المالكي محرَّمة على قوات الشرطة ومغاوير الداخلية من الدخول بسبب عدم الثقة ؟
أم هو الإجماع الوطني على خروج القوات الأجنبية ؟ في الوقت الذي يطالب فيه سياسيون عراقيون منخرطون في العملية السياسية بعدم التعاون مع قوى الأمن العراقية إلا بحضور القوات الأمريكية ؟
أم هو الإستقرار الدبلوماسي العراقي مع دول الجوار ؟ في الوقت الذي يكاد يكفر بعض العراقيين بـ (إيران) بسبب تدخّلها ؟ وآخرون بـ (تركيا) بسبب كركوك ؟ وغيرهما يكفرون بـ(العرب) بسبب السيارات المفخخة ؟
لا أدري علام اعتمد الدكتور الربيعي في تقييم (تحديد الموعد الأولي) لخروج القوات الأجنبية من العراق ؟ إلا أن يكون قد إعتمد (نتائج دراساته الستراتيجية) على مسبحة (أم الـ 101) ؟
ويزيد الدكتور في تصريحه المذكور عبارة تثبت نظرية الـ 101 .. وهي : "ستكون مفاجأة كبيرة بالنسبة لي لو أن القوات الأجنبية لم تفكر جديا في بدء الانسحاب بنهاية النصف الاول من العام المقبل".
وبعد مرور 14 شهراً على تصريحه ذاك أقول له – ألست متفاجئاً ؟؟ وبماذا سيفيدنا (تفاجؤك)؟ وإذا كنت متفاجئاً فلماذا تبقى في منصبك الى اليوم لتخرج علينا في كل يومٍ بجديد يستفز المواطن أكثر فأكثر ؟
أغرب ما في شخصية الربيعي هو أنه ينسى تصريحاته ، فمن المفترض به أن يكون قد ساق تصريحه بناءاً على معطيات واقعية قوية (بإعتباره مستشار الأمن القومي) .. ولكنه بعد مرور سبعة أشهر فقط يعود فيدلي بتصريحٍ ينسف كل رؤيته الستراتيجية للإستقرار وخروج القوات الأجنبية .
قال الربيعي للـ بي بي سي (BBC) في 21 /12/2005 : : "يجب علي ان اعترف ان قوات الامن العراقية بشكل عام، وشرطة البصرة - وقوات الشرطة في ارجاء عديدة من العراق - بشكل خاص، قد اخترقت من قبل التنظيمات المسلحة وحتى من قبل ارهابيين. لا يمكنني نكران ذلك."
بربكم .. قوات الشرطة مخترقة من قبل التنظيمات المسلَّحة ومن الإرهابيين .. فأي عراقي بإمكانه الثقة بهذه الشرطة وقوى الأمن ؟ وأي عراقي يمكنه الثقة بحكومة كهذه ؟ وأية أرضية واقعية تقدِّم صورة للإستقرار كي تصبح (مبرراً) لخروج القوات الأجنبية ؟
وأي مستشارٍ أمني هو الذي يقيِّم مستوى حرفية وأداء القوات الأمنية لكي يعود بعد ثلاث سنوات فيقول إن السياقات المتَّبعة في تعيين أفراد القوى الأمنية هي خاطئة ؟ ومن يقول بأن السياقات الجديدة ستكون صحيحة ؟ على وفق أية معطيات ؟
سأروي لكم هذه الحادثة .. في صبيحة أحد الأيام وجد رجل جثة لشخص مقتول بطلق ناري في الرأس بالقرب من محل عمله (محل تجاري) .. وبعد ساعات لم يأتِ أحد ليرفع الجثة فاتصل بالرقم 130 ليخبر عن القتيل .. وفي المساء نفسه جاءه مجموعة من المسلَّحين قالوا له بالنص (لو لا إننا نعرفك جيداً إبن عائلة كريمة لقتلناك) .. وبالمناسبة كان الرجل يعمل في إحدى المناطق غرب بغداد أي ليس في منطقة نفوذ ميليشيا تعمل في وزارة الداخلية .. إذن فالداخلية ما عادت حكراً على (جهة ما) .
ثم يكمل تصريحه بقوله : بأن الحكومة العراقية تتبع الآن نظاما دقيقا وشاملا للتحقق من هوية الذين يتقدمون للخدمة في قوات الامن، وذلك "لتطهيرها ولمنع اختراقها في المستقبل.".
ثم تضيف البي بي سي الملحوظة التالية على الخبر (واعترف موفق الربيعي بجهله بالمدى الذي بلغه هذا الاختراق).
الربيعي بإختصار كارثة على العراق ... كان ينبغي أن يعود مع بريمر بما أنه مستشاراً لبريمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو