الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد

طارق الحارس

2006 / 7 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


مرة أخرى تسيل الدماء في مدينة الدماء السائلة دائما وأبدا . مرة أخرى تسيل الدماء وبغزارة في مدينة الصدر . مرة أخرى يسقط عشرات الأبرياء من أهالي هذه المدينة نتيجة جريمة ( بطلها ) انتحاري ، مجرم قام بتفجير نفسه وسط سوق شعبي من أسواقها الفقيرة .
ما الجديد في ذلك فهذه المدينة التي انتظرت من العهد الجديد أن يحفظ دم أهلها ، أن ينزع السواد الذي لبسته سنوات طويلة ، أن يرفع عنها الظلم والفقر والعوز والبطالة منذ انشائها حيث كانت تسمى مدينة الثورة وبعد تغيير اسمها ليصبح مدينة صدام وأخيرا بعد تغيير اسمها الى مدينة الصدر، لكن الذي حصل أن النزيف استمر والظلم لم يرفع والفقر لم يقتل ؟
هل الجديد هو الاستنكار والتنديد الذي نراه من خلال بعض القنوات التلفازية وبعض الصحف العراقية ، ذلك الاستنكار والتنديد الذي لا يعيد الموتى الى أمهاتهم ولايعيد الموتى الى زوجاتهم ولا يعيد الأطفال الى أمهاتهم ولا يعيد النساء الى أزواجهن ، ذلك الاستنكار والتنديد الذي تعودنا عليه منذ ثلاثة أعوام مع كل جريمة بشعة تقع في مدن العراق ويدفع ثمنها المواطن الفقير والذي هدفه على الأغلب الترويج والدعاية لهذا الحزب أو ذاك المسؤول
الجديد في الموضوع هو أن جبهة التوافق أعلنت بصريح العبارة أن أرواح العشرات من ضحايا التفجير الأخير لم تهز ضمائرهم ، إذ أن اختطاف تيسير المشهداني عضوة جبهة التوافق والنائبة في البرلمان ( التي نتمنى أن تحصل على حريتها في أسرع وقت ) دعاهم الى تعليق نشاطهم في البرلمان ، بل والمطالبة بتعليق جلسات البرلمان ، فضلا عن تهديدهم بسحب وزرائهم من الحكومة خلال ( 48 ) ساعة في حالة عدم اطلاق سراح النائبة المختطفة في حين أن هذه الجبهة لم تطالب بتعليق مشاركتها في جلسات البرلمان أو تعليق جلسات البرلمان أو سحب الوزراء من الحكومة حينما سقط العشرات من الأبرياء في مدينة الصدر .
يبدو أن هذا هو الأمر الجديد ، إذ تبين أن لا قيمة لأرواح الفقراء ، لاسيما من أهالي مدينة الصدر الذين ذهبوا للانتخابات بالرغم من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهاونات التي سقطت فوق رؤوسهم ، إذ لم نسمع أن جهة حزبية هددت الحكومة أو البرلمان أو طالبت مطالبة حقيقية لحماية هؤلاء الفقراء .
الجديد في هذه الجريمة أيضا أنها ستتيح فرصة جديدة لبقاء الميليشيات ، بل أنها كانت فرصة كبيرة لرفع صوت هذه الميليشيات عاليا في وجه التوجه الأخير للحكومة الذي طالب بحلها ، إذ أنها قالت أن الحكومة عاجزة عن حماية المواطن الفقير وهذه الجريمة خير دليل في حين أن الدلائل تشير الى أن هذه المدينة عانت كثيرا من هذه الميليشيات قبل أن تعاني من الارهابيين .
الجديد في الموضوع أنه لازال هناك مَن يصر على أن بالعراق مقاومة شريفة تقاتل من أجل خروج ( المحتل ).
الجديد في الموضوع أن الحكومة العراقية تريد التصالح مع هؤلاء القتلة ، بل أن بعض أطرافها تتوسل بالرافضين للمصالحة من هؤلاء القتلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس