الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والعلمانية بين الترف والضرورة: مع المرجع كمال الحيدري

علاء اللامي

2020 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مشاهدة الحلقة الأولى من "الحوار" بين الإعلامي سعدون محسن ضمد والمرجع الديني كمال الحيدري في برنامج "المراجعة" يمكن القول إنَّ من العبث واللاجدوى محاولة فهم ماهية العلاقة بين الدين والعلمانية أو فهم ماهية إحدى هاتين المقولتين أو كلتيهما، باللجوء إلى مرجع ديني أو إلى متأدلج علماني ليشرح لنا ذلك، لماذا؟ لأن الفقيه سيبدأ غالبا بأن يقول لك ما قاله المرجع الحيدري: لا يمكن تعريف الدين لأن التعريفات بحد ذاتها جدلية ولأن الدين من عند الله وهو مقدس، وينتهي بأن يستشهد بآية قرآنية تقول (إن الدين عند الله الإسلام) وهو ما سيفهمه أهل الأديان والمعتقدات الأخرى كشطب وتخطئة لأديانهم ومعتقداتهم كلها وعلى العلمانية تلقائيا فهي في جوهرها دعوة للمساواة بين أهل الديانات والعقائد جميعا وحمايتهم من اضطهاد بعضهم للبعض الآخر. أما الثاني - العلماني القشري المتأدلِج - فيريد إخراج الدين من الحياة الإنسانية كلها وليس من إدارة الدولة والسياسة كما يقول تعريفها السائد. وهذا النوع من العلمانيين القشريين بنسخته الشوهاء السائدة عندنا للأسف وهي تختلط بما سماه فردريك إنجلز الإلحاد المراهق وهي نسخة أكثر إسفافا وتسطيحا منها في أي مكان آخر ولا تبتعد عن صورة أيديولوجية شاحبة معادية للدين - وخصوصا للإسلام دينا وحضارة بائدة وشعوبا ترفض الهيمنة الغربية فهؤلاء "العلمانويون" أجبن من ان ينتقدوا أو يقاربوا علميا الديانة المسيحية أو اليهودية - ولهذا أتذكر دائما قول الراحل العلوي المتبرئ من العلمانية في أحد حواراته "إذا كنتَ تعني بالعلمانية تلك السائدة في الصحافة أو الكتابات العربية اليوم، فأنا أقول لك دون تردد إنني لست علمانيا! رغم أنه لا يتردد في وصف نفسه بالماركسي والمشاعي الثوري! ومن حيث الجوهر، وعلى المقلب الآخر، فهذا هو ما يفعله ويقوله الفقيه المحافظ والسياسي الديني المتعصب حين تسأله عن رأيه الشخصي في الدين فيعلي من شأن دينه ويشطب على أديان الآخرين، أو عن العلمانية ليحكم عليها حكما شخصيا انطلاقا من ثوابته الدينية، ويمكن ان تسأل العلماني عن رأيه الشخصي بالدين فيشطب عليه كليا أو جزئيا أو تسأله عن العلمانية ليعلي من شأنها ويعتبرها العلاج الأول والأخير لآلام البشرية! وكل هذا متوقع ولا جديد ولا فائدة فيه، لأن الآراء الشخصية لهذين الشخصين/ النموذجين تخصهم هم، ولا تصلح لأن تكون مرجعية منتجة وعامة لغيرهم! الحوار المفيد والمنتج والمثري يكون مع علماء وباحثين متخصصين ومشهود لهم بالحياد العلمي لفهم ومقاربة هذه المواضيع التي تبقى ثانوية - إن لم نقل ترفيهية - قياسا إلى قضايا وطنية ملتهبة أخرى. باختصار لقد كان حوارا مخيبا للآمال وبعيدا تماما عن انشغالات الناس المثقفين وغير المثقفين في العراق، ولو أن الموضوع قارب مثلا تداخل وتدخل الديني بالطبقي والاستقلالي كما هي الحال في تجربة "لاهوت التحرير" اللاتينية مثلا لكان أكثر قربا من مصائب العراقيين المبتلين بنظام لصوصي ودولة فاقدة للاستقلال والسيادة ولكن: ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ *** تَجرِي الرّياحُ بِما لا تَشتَهي السُّفُنُ رابط الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?reload=9&v=vbviOjRpQXk&fbclid=IwAR3Z7lsX9YxyfVLFn9xsOYl479LsmfeiXs4PlaMfF-NP2kblYoIN8LJLYLg&ab_channel=%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9HD








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي