الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين زيف -التطبيع- والتطبع مع الكيان الاستعماري الاستيطاني.

حسن عماشا

2020 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بمععن العباءة الأيديولوجية الصهيونية ومقالاتها عن الكيان الاستعماري الاستيطاني وتوصيفه الزائف باعتباره "أرض الميعاد"، كزيف اعتبار الديانة اليهودية "أمة "، ما يثير الدهشة والغرابة، هو أن تقوم "منظمة التحرير الفلسطينية" بكافة فصائلها وبما انبثق عنها بشكل خاص ما يسمى "السلطة الفلسطينية" بحملة شعواء على "الإمارات العربية المتحدة" و"البحرين"، بكونهما أقدمتا على إعلان اتفاقات سلام و"تطبيع" مع الكيان الاستعماري في فلسطين.
في حين أنها لم تنبس ببنت شفة على من سبق الدويلات الخليجية في مصر والأردن إلى عقد اتفاقات "سلام" مع الكيان الغاصب. خصوصا بعد أن قامت "منظمة التحرير" نفسها بعقد اتفاقات مماثلة في "أوسلو".
وكانت هذه المنظمة السباقة حتى على مصر في خلق الأرضية للقبول والتعايش من الكيان الاستعماري الاستيطاني من خلال ما تبنته من رؤية للصراع عبر ما سمته "البرنامج المرحلي" في "المجلس الوطني الفلسطيني " المنعقد عام 1974. وحيث أقدمت بذلك على تحول استراتيجي من المشروع التحرري الوطني إلى وهم "الدولة الفلسطينية" على الأراضي المحتلة عام 1967. ما يعني ضمنا القبول بالكيان الاستعماري والتعايش معه. وصولا إلى ما حصل مؤخرا في انعقاد ما سمي مؤتمر الأمناء العامين وبرئاسة السيد محمود عباس رئيس ما يسمى "السلطة الفلسطينية". حيث برز فيه الهاجس الأعظم هو "وحدة القوى الفلسطينية" تحت سقف "الدولة الفلسطينية" وتأمين "شبكة الأمان المالية" (!!!) والتي يفترضون أن العرب عليهم تأمينها والا يكونون قد طعنوا للشعب الفلسطيني.
لم يدرك الأخوة في المنظمات الفلسطينية أن ما يحصدونه اليوم هو حصاد الخيارات التي اتخذوها منذ العام 1974.
وإن كان هذا الخيار يشكل حجر الزاوية في الموقف العربي العام الرسمي والسياسي الحزبي.
فبدل إعادة النظر في الرؤى والمنطلقات التي أدت إلى هذا المأزق نجد الأخوة في المنظمات الفلسطينية أسرى الفكر الكياني بمن فيهم القوى الأكثر تقدما. والذي بات يشكل عائقا كبيرا في تجاوز المأزق ليس في الساحة الفلسطينية وحسب إنما في كل الكيانات العربية التي تتخبط بأزمات كبرى على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ولا فكاك منها إلا بإحياء المشروع التحرري الوطني- القومي العربي.
ونحن اليوم في ظروف تاريخية أفضل من أي زمن مضى تتيح لنا أن نحقق مساحة كبرى من الحرية والاستقلال والسيادة على أرضنا ومواردها.
في ظل واقع عالمي يتغير وتتراجع فيه قدرات قوى الاستعمار على الهيمنة والسيطرة وتتقدم قوى عالمية ذات قدرات تنمو باطراد بمواجهة قوى الهيمنة والاستئثار العالمية. ولدينا قواعد محررة ولو نسبيا وبشكل متفاوت بدءا من سوريا والعراق وحتى في اليمن حيث تشكل مرتكزات متينة أهمها محور المقاومة المتناغم وهو الأقوى في ساحاته والمتمكن وحده للتصدي للعدوانية الأمريكية وأدواتها "الخشن و الناعمة" إقليميا ودوليا بما فيها الكيان الاستيطاني. ويستند هذا المحور إلى تحالفات متينة وقوية بدءا من الجمهورية الاسلامية في إيران وصولا إلى الاتحاد الروسي والصين الشعبية فضلا عن دول وشعوب امريكا اللاتينية وفي طليعتها فنزويلا وكوبا.
إذا كان الخيار الكياني الفلسطيني ادى إلى المأزق الذي وصل إليه المشروع التحرري الفلسطيني. ومن خلفه المشروع التحرري العربي. فإن فلسطين لا زالت تلامس وجدان الأمة العربية من المحيط إلى الخليج. ليس بجانب الرابط الروحي الديني المشدود إلى بيت المقدس،وحسب. بل هي عنوان الحرية والاستقلال والكرامة لكل الأمة.
من هنا يقع على عاتق الطليعة الفلسطينية المبادرة للانخراط في ساحات المواجهة والملتهبة بشكل أساسي إلى جانب محور المقاومة في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة ولتكون نواة حركة تحرر عربية جديدة ترتقي بها ومعها قوى المقاومة في كل قطر عربي. فلا يترك الشعب اليمني وحيدا أو الليبي يمزق وتتناتشه قوى النهب الدولية والإقليمية ولا تبقى مصر مكبلة واسيرة "المعونة" الأمريكية.
ويكفي نفاق وتزلف بزعم الحياد في الصراعات العربية وهي ليست إلا صراع بين محور الشر والنهب وبين محور التحرر والاستقلال. ولو كانت أدوات محور النهب من نسيجنا القومي فهم لا يعدوا إلا مجرد عملاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24