الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التعليم والتعليب: بوس الواوا

مها أحمد

2006 / 7 / 6
حقوق الاطفال والشبيبة


في مصر – أكبر دول الوطن العربي – يُطبع كحدِّ أقصى من أكثر الكتب مبيعاً ثلاثة آلاف نسخة يتقاسمها سبعون مليون نسمة أي ما يعادل (0.004) نسمة لكل مئة قارئ وفي مصر أيضاً أسس الشيخ حسن البنا في أوائل القرن العشرين جماعة الأخوان المسلمين التي انتشرت أفكارها انتشار النار في الهشيم عبر أرجاء ما يسمى العالم الإسلامي وسط أرضية خصبة من الإحباط والجهل وتفشي الأمية ( يمكن الإطلاع على تقارير التنمية البشرية في الوطن العربي التي تعدها الأمم المتحدة وما تقدمه من أرقام مخيفة لأعداد المتسربين من المدارس والأميين) فهل هناك علاقة بين تدني نسبة القراءة وانتشار مدارس منحرفة في التفكير والتأويل والتفسير؟..
بالتأكيد الجواب هو نعم, بدليل مساعي أمريكا الحثيثة لمحاربة هذه المدارس في كل مكان بدعوى "مكافحة الإرهاب" ونكتفي نحن في مواجهة الإرهاب ومكافحوه بالتشبث بثوابت متحجرة في زمن المتغيرات المتسارعة دون أن نفكر بإعادة النظر بمنظومتنا الفكرية والثقافية لتلائم احتياجاتنا وتطلعاتنا الوطنية والقومية التي ستظل مؤجلة التحقق بانتظار تمتين بنيتنا العلمية والتعليمية والتربوية التي تفتقد المرونة والقدرة على التكيف ومواكبة ثورة التكنولوجيا الرقمية وتحدياتها الهائلة في تسارعها الحثيث, إنها السلحفاة في سباق مع الغزال, الغزال الذي قطع أشواطاً كبيرة جداً في علوم الفضاء والذرة والهندسة الوراثية جعلته قادراً على التلاعب بالجينات البشرية وربما يتمكن من ابتكار وسيلة لاستئصال مورثات العنصرية والتعصب والبلادة وزرع مورثات العبقرية والإبداع مكانها ما دامت القوانين في أمريكا قد أباحت إجراء تجارب لاستنساخ مخلوق هجين يمتلك سوبر إمكانات: دماغ إنسان, ساقا فهد, عضلات حصان, عينا صقر, ونعومة أفعى (أليس للبارانويا الأمريكية حدود!) وقد حققت هذه التجارب نجاحات باهرة في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية التي يجثو الخيال العلمي على أعتاب فتوحاتها الباهرة وآخرها كان تمكّن علماءها من استخدام سمك القرش في أعمال المتابعة والتجسس وتعقب الأعداء في عمق البحر بواسطة أجهزة تنصت فائقة الدقة مرهفة الإحساس, ويبدو أنه لن يمر وقت طويل حتى يتحول العالم العربي إلى كائنات بطول قامة قزم أو سلحفاة نسيها الزمن وتجاوزها التطور بينما تحبو على هامش الحضارة الإنسانية ذلك أن في عالمنا العربي هناك رجل دين – في قرننا الحادي والعشرين- يفتي بحرمة دخول المرأة إلى شبكة الانترنت دون وجود محرم معها(!) وفي عالمنا العربي أيضاً لم تجد اليونسكو (المنظمة العالمية للثقافة والعلوم) خيراً من هيفاء وهبة تمنحها لقب (سفيرة الثقافة العربية في العالم)(!)..
لولا المتنبي وسيف دولته وسلالتهما الرائعة النادرة الممتدة من ما قبل حمزة بن عبد المطلب إلى ما بعد هادي حسن نصر الله لتبرأت من جنسية قومٍ جلّ ما تبقى من حضارتهم ثقافة (بوس الواوا) .. وهيفا تقف على المسرح لتقول للعالم: هذه هي ثقافة العرب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية