الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبغى المعبد

مهند عجلاني

2020 / 9 / 27
حقوق الانسان


ليست مشكلة الكاهن هو أنه يحرّم الزواج بين أناس لا تجتمع (أديانها)، مشكلته هو أنه يحلل الزواج بين أناس لا تجتمع (قلوبها)!. وفي هذه المشكلة للمعبد، مارست البشرية زناها في الزواج أكثر من المبغى!.

فالفقه يزوج بكل بساطة فتاة، يعرف فقيه حارتها أنها تكره الخاطب، بل وتحب غيره حد العشق. لا أعرف؛ لكم لعن (الزواج) الكهنة، ولا أعرف لكم أصبحت من النساء غانيات في محراب المعبد عينه. هنالك حيث منحن أجسادهن باسم الزواج. لذا، حينما يقول قاسم أمين: ”إني بحثت كثيرا في عائلات مما يقال أنها في إتفاق تام، فما وجدت إلى الآن، لا زوجا يحب امرأته، ولا امرأة تحب زوجها، فيما يسمى بالعائلات السعيدة“. فهو لا يقصد إلا زيف شريعة الزواج الكهنوتي وخطيئتها مع مجتمعاتنا بهذا المؤدى. لذا، ليس المشكلة في الزواج الاعتباطي -الاعتباطي هو عديم المعنى- هو أننا زناة فيه، المسألة هو أن معظمنا (كاذبون فيه)، وهو أسوأ في منطق القيم.

بسبب تلك (الحلية الاعتباطية) للتزويج لم يتوانَ أن يقول أحد تلامذة النبي لأب أراد أن يزوج ابنته إعتباطيا: ”فإنك إن زوجتها، فكأنما قُدتَّ إلى الزنا“. حيث يغدو الزوجان زناة في عين زوجيتهما/زواجهما.

هذه الكلمة النبوية لا تتجه في قسوتها إلى تأكيد أن (معظم الأزواج ليسوا أزواجا) فحسب، وإن كثيرا مما يسمى زواجا ما هو إلا زنا. وإنما تتجه أيضا في قسوتها إلى مفردة (قُدتَّ)، التي تقع على الأب وليس الزوجان. لتعددى هنا المسألة من عهر الزواج إلى عهر الأبوة. باعتبارها مسألة قيمة لا جسد، ومسألة معنى لا حلال وحرام. وبالتالي لأنها مسألة شرف لا دين، رغم أنه ليس الدين إلا الشرف مع الناس ومع الله.

هنا يمكن أن تظهر رزية الزواج في سيرته الكهنوتية/التقليدية الجافة، بأنها رزية اسم ليس إلا، حين يتورط بغير وجوده. وبالتالي فما هو في الحياة ومعابدها ليس زواجا في الحقيقة، ولا شأن للاسم به. لتتأكد المسألة في كلها، هو أن معظم الأزواج ليسوا أزواجا. لذا لم يصدر الزنا إلا عن المعبد في شرعته الزوجية. ولم تفسد الأخلاق إلا بالزواج، لأنه قتل الحب، ذلك لأنه أحاله على المعبد، ولم يحيله على القلب، ولأن الزواج الحقيقي هو الحب عينه. فالعاشقان زوجان دائما، سواء قَبِلَ المعبد أم لم يقبل، جمعهما بيت أم لم يجمعهما، بل سواءا قررا ذلك أم لم يقررا، فقيس (ابن الملوح) زوج ليلى، وإن لم يتزوجا. وفي هذا المنطق، يسخر العشق كثيراً من الكاهن في الحلال والحرام.

ما تريد أن تقوله الطبيعة في دلالتها هو أنه ليس كل من دخلا المعبد كانا زوجين، كما أنه ليس كل من دخلا الفراش كانا زانيين، فلطالما يزني الزوج بعين زوجته، حينما يخدعان بعضهما بالعيش معا دون رغبة، لغاية ما، ولطالما يكون أحدهم إلهيا مع غانيته إن حضره العشق، (فكل عشق شريف)، مهما تجاوز أصحابه قوانين المعبد والبشرية.

لذا، المرأة التي تتزوج برجل لأجل مال أو جاه فهي زانية، وإن سماها المعبد زوجة. بل من الأهون قبحا في سلّم القيم أن ترتبط لأجل جسده على أن ترتبط من أجل جاهه وماله. أما المرأة التي تترك زواجا من الحب لأجل زواج من المال والجاه، فهذه حمقاء في الكفر وليس في الحب فحسب، وزانية في الروح وليس في الجسد فحسب.

المصدر: كتاب "مبغى المعبد" لعبد الرزاق الجبران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية