الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتماد على قصور الناس للإدراك ، من حرق سوريا ...

مروان صباح

2020 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


/ بالتأكيد ، لن يجد المراقب تعب أو مشقة أو جهد في تحسس أصداء لمثل هذه التصريحات وغيرها ، خذ عندك أيها القارئ وأغلق باب الأخبار بعد الإستماع لهذا الخبر ، وزير خارجية نظام الأسد المعلم ، يطل مجدداً من بوابة الإرهاب ويتهم تركيا بالدولة التى ترعاه ، فإذا كان حال تركيا كما وصفها الوزير وليد هكذا ، إذن النظام الأسد بماذا يمكن توصيفه ، بالفرعوني أو النيروني ، لأن لم يتبقى للنظام وأدواته سوى أن يقتلوا أولادهم وزوجاتهم لكي يتطابقوا معهما ، بل كما أشار الحديث الشهير لرسول هذه الأمة ، بأن على كل رأس مائة عام يأتي مجدد يجددها من هوانها وارتخائها واستباحتها ، في المقابل ايضاً ، هناك من يرغب بإعادة مشاهدة مشهد المحرقة كل مائة عام ، وبالتالي عندما جلس نيرون في برجه العالي يراقب الحريق ويستمع إلى شعر هوميروس الذي يصف محرقة طروادة ، ايضاً كان معلم المعلم يجلس في جبل قاسيون يستمتع بحرق السورويون وسوريا معاً على أنغام يا صبحة هاتي الصنية .

وبالتالي في كل عصر ، تُقدم هذه الفئة على جهود جبارة واستثنائية ، كما تتوجب الإشارة لذلك ، فالخلاف بين نيرون ومن أراد نشر المسيحية أدى ذلك إلى حرقهم كعقاب على مخالفة المستبد الهووي ، بالطبع لأنه سليل تلك الفئة إياها ، صار على خطى فرعون الذي حرق اليهود لمجرد أنهم تجرؤ بالمطالبة بحقوقهم والحرية ، بل التشابه البشري يكاد أن يتطابق في جميع العصور ، لقد استقدم الإمبراطور نيرون قبائل الغال من الشمال أوروبا لكي يكونوا عون على صنع محرقته الخالدة ، وهذا شهدته البشرية مجدداً كيف استدعى نظام الأسد الايراني وميليشياته لكي يكونوا العون في حرق سوريا تماماً كما حرقوا العراق وأفغانستان من قبل .

في الحقيقة لم يتبقى لمعلم المعلم سوى امتهان التمثيل والغناء كما فعل نيرون في زمانه ، فالرجل كان يصول ويجول اليونان لكي يحصل على جوائز من لجان التحكيم ، وأية لجنة تحكيم هذه يمكن لها أن ترفض منحه المرتبة الأولى بالغناء والتمثيل ، فالإمبراطور والموهوب والروحاني والطبيب والمحارب ، مجرد الانتهاء من جولته الفنية ، يعود إلى روما بجوائزه لكي يُستقبل استقبال المظفرين ، من جملة مهرجين على شاكلت المعلم ورفاقه .

لقد استدعى الشعب السوري ، الجيش التركي من أجل وقف المحرقة ، في المقابل استدعى نظام الأسد الحرس الثورى وميليشياته من أجل إشعالها ، ومن حيث الباطن تدور سرديات النظام حول تعظيم دور محوره في إخماد الثورة الشعبية دون أن يأتي على المحرقة التى أحدثوها ، كأن النظام وحلفائه يحاولون الاعتماد على بعض المؤرخين الذين ألّهوا البشرية في متاهات من حرق روما ، تماماً تبدأ معادلة المعلم من إعادة تدوين التاريخ ، نيرون أو قبائل الغال ، وبالتالي يعتمدون على قصور الناس في إدراك الصواب . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب