الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم الفلسطيني صار ماء

سلطان الحمزة

2020 / 9 / 27
القضية الفلسطينية


ألقت العواصف بمجموعة من الصيادين المصريين على شواطئ قطاع غزة في يناير 2019م، فأنقذهم الصيادون الفلسطينيون وسلموهم إلى الحكومة التي بدورها أحسنت ضيافتهم إلى أن تسلمتهم مصر، والحقيقة لا ندري إن كانوا صيادين بالفعل أم كوادر من جهاز البحرية المصرية، لأنَّ سيناء لم تعد صالحة للحياة بعدما قام الرئيس الأجير عبدالفتاح السيسي بتدمير مساحة كبيرة منها.
مؤخراً قامت قوات البحرية المصرية بتدمير قارب صيد لثلاثة أشقاء فلسطينيين بعمر الورد، تدور أعمارهم حول العشرين، حيث اشتروا قاربهم ديناً حتى يوفروا لقمة العيش لأسرتهم الفقيرة، وأدَّت حادثة تدمير القارب إلى مقتل الشبان الثلاثة وهم من عائلة الزعزوع من وسط قطاع غزة، "وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر".
كان من اللافت للانتباه أنَّ أحد القتلى في الحادثة وهو ياسر الزعزوع قد أنقذ الصيادين المصريين من قبل، وقد ردت مصر الجميل بالقبيح، حيث استباحت الدم المصري بدعوى الدفاع عن انتهاك سيادتها.
لا يرد الجيش المصري على عمليات انتهاك سيادته على مدار الساعة من الجانب الإسرائيلي، حيث أصدر صحفي أمريكي كتاباً حول هذا الموضوع باللغة الإنجليزية في عام 2018م، وقد تحدث باستفاضة عن انتهاك إسرائيل لسيادة مصر دون أن تلفظ الأخيرة ببنت شفا. لكن المسألة مختلفة بالنسبة للفلسطينيين، فهم الحلقة الأضعف في الوطن العربي.
الجيش المصري يؤكد على الدوام أنَّه مجردٌ من الإنسانية والوطنية من خلال تعامله مع أهل قطاع غزة سواء في عرض البحر أو حتى من خلال انتقالهم من غزة إلى العالم الخارجي عبر الأراضي المصرية، حيث يذلهم عبر الحواجز المختلفة في سيناء، ويقوم بسرقة بعض الأغراض منهم، كما يصدر بعد الأغراض الثمينة بحجة مخالفتها للقانون، ولعل الأسوأ من ذلك هو المبالغ المالية الكبيرة التي يأخذها من المسافرين مقابل ما يسمى ب"التنسيق" للسماح لبعض المسافرين بالانتقال عبر بوابة معبر رفح، وتتباين المبالغ المالي من 600 دولار إلى 5000 دولار، ويعمل في هذا المجال شركة هلا التابعة لابن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وهنا يجب التأكيد على أنَّ ثمَّة اتفاق بين الجيشين المصري والإسرائيلي، حيث يبتز المصري المواطنين ويأخذ منهم مبالغ مالية طائلة، بينما يبتز الجيش الإسرائيلي بعض المسافرين ويدعوهم للتعامل معه كجواسيس ضد القضية الفلسطينية. وهنا يجب التأكيد على أنَّ الجيشين المصري والإسرائيلي يجب أن يشعرا بالعار طالما أنهما يتعلمان في الكليات الحربية كي يقتلا أشخاصاً يبحثون عن لقمة العيش لهم ولذويهم من الضعفان، بل هاذان الجيشان هما العار ذاته.
الحالة سابقة الذكر تستدي تدخلاً عاجلاً من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل مؤسسات حقوق الإنسان، حيث من المتوجب على هذه المؤسسات أن تضمن حق أهل قطاع غزة في التنقل والحركة، وإلا بالأجدر بهذه المؤسسات أن تفكك نفسها وتتحول إلى أدنية أطفال، وهذا أشرف لها من بقائها شاهد زور على انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني من الجانين المصري والإسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و