الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم البروتوكول

محمد الصديق الوزاني

2020 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


وهم البروتوكول.. إنها فكرة حقيقة قاتلة تحدث في كل زمان وفي كل مكان

يصادف أن تقوم المؤسسات التعليمية بعملية تعقيم شاملة وإحترام تام للبرتوكول الصحي مع بداية الدراسة مع احترام التباعد الاجتماعي و وضع الكمام وثوتيق العملية بصور و ڨيدوهات، لكن بعد ذلك ينتهي كل شيئ ويصبح الدخول والخروج من المؤسسة عادي..

يحدث أن يحضر وزير أو مسؤول كبير لتدشين مقر جديد أو زيارة تفقدية أو إفتتاح لمهرجان أو ملتقى ونقدم له الثمور والحليب أو الحلوى والمشروبات بشكل منظم ولائق ونلتطق الصور، وبعد المغادرة نتهافت على ما تبقى من الحلويات ويتلاشى التنظيم أمام الفوضى..

حتى الشرطة والنظام الأمني أصابته لعنة وهم البروتوكول، حيث تفكك خلية إرهابية خطيرة في زمن قياسي قبل تنفيذ عمليتها ويلقى القبض على أعضاءها أمام عدسات الإعلام وحظور المواطنين للمشاهدة لرسم معالم نظام أمني قوي ظاهريا، وفي المقابل لا ينجح في إلقاء القبض على مختطف طفل صغير لأربعة أيام، إلى أن إغتصب وقتل ودفن..
وفي عز أزمة الفيروس اللعين كذلك تطلق شرطة المدينة الدرون "طائرة صغيرة تصور من الأعلى" لدقائق معدودة لرصد مخالفي الحجر الصحي، وتصور تلك العملية وتنشر إعلاميا وترسل للقيادة العليا بأننا نشتغل بجد وبعد ذلك لا أثر لها واقعيا..

في دعوة العائلة والضيوف للغداء أو العشاء يطرد الأطفال ويبعدون عن صالة الاستقبال للظهور بمظهر لائق، وتوضع أفضل المأكولات وأجود أنواع اللحوم الحمراء علما أن المستقبل يتحمل مصاريف زائدة عن قدرته المادية المألوفة.. كل هذا للظهور بمظهر مرضي..

من قلب ملعب كرة القدم يقاتل اللاعب ويلعب جيدا لعلمه أن مدرب المنتخب أو فريق كبير جاء لمراقبته وتقيم آداءه للتعاقد معه، ولو كان آداؤه دائما وفي كل المباريات على نفس المنوال لحقق الكثير..

هنالك في المستشفى تأتي قناة تليفيزيونية لتغطية ضحايا حادث مأساوي ماا، وتجهز الغرف بكل اللوازم وكل شيئ جديد من أغطية وأسرة وقنينات الأكسيجين، ولو بتنقيلها مؤقتا من غرف أخرى غير معنية بالمتابعة الإعلامية للظهور إعلاميا في أحسن صورة وعمل دؤوب..

يمكنك دعوة عامل بناء أو نجار أو صباغ إلى منزلك للقيام ببعض الإصلاحات، لكن خلاصة الإصلاح عمل هش لكن مرقع خارجيا ليظهر لك بأنه جيد، ومع حصول العامل على أجرته كاملة ومرور بعض الأيام سيتضح أن هناك خلل في إحدى الزوايا لكنها لم تتضح وقت إستمرار الأشغال..

يضع المرشح للإنتخابات لائحة طويلة من المشاريع التي يتوقع أن ينجزها في حال نجح وتوعد بها المصوتين.. وبعد النجاح يتغير الموقف ولا يحدث أي تغيير جدري بإسثناء بعض الحركات البسيطة حسب شخصية الفرد..


لهذا سنظل كأشخاص وكمؤسسات وكنظام دولة عموما متخلفين مادمنا لم نتخلص بعد من فكرة وهم البروتوكول، والإهتمام دائما بالظواهر وإهمال الداخل والدوام الذي هو أساس التغير والرقي..

إنها فكرة قاتلة للاسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح