الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير الدفاع الإيطالي ومُستَقبَل ميسي

امين يونس

2020 / 9 / 29
كتابات ساخرة


كانَ لي أملٌ ياحمكو ، أن أخلصَ منك نهائياً بعد سماعي بإصابتك بالكورونا … لكن يبدو أنهُ حتى هذا الوباء الخطير لم يستطِع التغلُب عليك . على أية حال ، لا تقترب مني ، فأنا لا أثِق بشفاءك المزعوم ! .
* هه هه هه … لو كُنتَ صادِقاً في اُمنيتِك ، لما كُنتَ تتصل بي مرتَين في اليوم للسؤال عن وضعي .
ـ عموماً .. هنالك بعض الأصدقاء سألوني عنك وعن السبب في غيابك في الإسبوعَين الأخيرَين ، لكنني لم أخبرهم أو بالأحرى لم " اُفرِحْهُم " بأنك مُصابٌ بالكورونا .
* هه هه .. حتى تعرف بأنَ لي شعبية جيدة والناس تفتقدني يارجُل .
ـ بماذا كُنتَ تشغل وقتك ياحمكو في الأيام الماضية ؟
* بماذا ؟ وهل هنالك غير التلفزيون ؟ صّدِقني بأني لم أنزعج من أعراض الكورونا التي أصابَتْني ، بِقَدَر الأذى والإحباط الذي كنتُ أشعرُ بهِ من مشاهدتي لمحطات الأحزاب الحاكمة . المُشكلة كما تعرف جيداً ، أنني نصف مجنون .. فمع توفُر العشرات من المحطات الترفيهية والدرامية الأجنبية والعربية ، فأنني مُصِرٌ على متابعة تلفزيونات الأحزاب الحاكمة في الأقليم ، فقط لكي اُعّكِرَ مزاجي ! .
ـ لماذا أنتَ مُتحامِلٌ عليهم لهذه الدرجة ؟
* لأنهُ يارَجُل .. وسط هذه الأزمة الخانقة وتأخُر الرواتب وإنتشار البطالة وتفّشي الكورونا والفساد المُستشري .. تُحاصرك إعلانات المطاعم الفاخرة التي تُقّدم مئات أنواع الأطعمة والحلويات والمثلجات … إلخ . فكيفَ لا أطّقُ من الغيظ ؟ بالكاد إستطعتُ أن تدبير ثمن أدوية المرض اللعين وهُم يتلاعبونَ بأعصابي بإعلاناتهم التافهة . أو خُذ هذهِ : وزير دفاع أيطاليا زار أربيل ، فما الداعي لذكر تأريخ حياته من الألِف الى الياء ؟ وِلِدَ في سنة كذا في المدينة الفلانية ودرس لا أعرف أين ثم شكل حزباً وبعدها بسنوات إنتمى للحزب العلاني ثم أصبح وزيراً للدفاع .. ويُكررون ذلك في كُل نشرة أخبار ! .
وفي محطةٍ أخرى مُقابِلة وكأنهُ تنافُسٌ على الإهتمام بِكُل ما هو بعيدٌ عن هموم المواطن البسيط الفقير المُعدَم … هنالك برامج يومية طويلة عن كُرة القدم الاوروبية ، وتحليلات مُفصَلة عن برشلونة وخطورة ترك سواريز للنادي وإلتحاقه بأتلتيكو مدريد … أو الخَوض في قضية مصيرية ألا وهي ، هل سيترك ميسي برشلونة وكيف هي علاقته بالمُدرب الجديد ؟!.
ناهيك عن التحليلات السياسية والإقتصادية لجهابذة الأحزاب الحاكمة ، الذين بعد أن تستمع للدُرَر التي يتفوهونَ بها ، تلعن أبو اليوم الذي أجبرَك على المكوث في البيت . المُشكلة ، البارحة وفي فورة غضبي رميتُ كوب الشاي بقُوة على التلفزيون فإنكسر الإثنان الكوب والتلفزيون …
تصّوَر ، اليوم وبغياب التلفزيون شعرتُ بتحسُنٍ كبير وتماثلت للشفاء .. وكما يبدو أن سبب مرضي لم يكُن الكورونا المسكين ، بل الأخبار ! .
ماذا أفعل بتأريخ حياة وزير الدفاع الإيطالي ؟ وما علاقتي بكَم مليون يقبض مُدرب ليفربول … الذي يهمني متى أستلم أنا راتبي وهل سيكون كاملاً أم مُستقطعاً ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح