الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في العقد الاجتماعي

رؤى الدرويش
باحثة بالشأن الاجتماعي

(Ruaa Al-darweesh)

2020 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عند الحديث عن فلسفة العقد الاجتماعي ,لا بد لنا من ذكر المفكرين الذي ساهموا في دراسة وفهم هذه الحالة , حيث ان جان جاك روسو من المؤسسين لفكر العقد الاجتماعي الذي احدث نجاح وتغير كبير للثورة الفرنسية ابان عصر الانوار,اذ اكد على ان الحرية هي حالة فطرية للانسان , لكن في حالة اندماجة ضمن النسيج الاجتماعي لم يعد للحرية نفس المعنى اذ تتحول من الطبيعية الى الحرية المدنية المقيدة وفق مجموعة من القوانين الموضوعة بواسطة اتفاق يمثل التزام جماعي. وبموجب هذا القانون يتنازل الفرد عن جزء من حريته مقابل ان يقوم القانون بحمايته , مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هذا التنازل هو مقابل منفعة شخصية.
اما هوبز فيرى ان الدولة هي نتاج توافق بين مجموعة من الافراد , وظيفتها الامن والاستقرار والتنظيم وحماية المجتمع. اذن الدولة هي عقد اختياري يقوم به الناس لتشكيل نظام يخرجهم من حالة الهمجية والفوضى الى النظام والحماية لافراده.
جون لوك اكد على ان الانتقال من الحالة الطبيعية الى المجتمع السياسي يكون عبر تعاقد اجتماعي يخضع لثلاث محددات:سيادة الشعب عن طريق اختيار ممثلين يقومون بتشريع القوانين, تاصيل الاغلبية والتي تعني اقرارالمصالح العامة على الخاصة, واخيرا السلطة السياسية والمقصود بها سيادة الشعب واقرار حكمة. ويعتبر لوك اول من فصل السلطات الثلاث ( التشريعية والقضائية والتنفيذية).
اذن العقد الاجتماعي هو تعاقد بين الحاكم والمحكوم ( عند لوك), او علاقة المحكومين فيما بينهم( عند هوبز), او هو تنازل عن جزء من الحرية الطبيعية للجماعة( حسب روسو).
الان وبعد الحراك الشعبي الذي حدث يجعلنا بحاجة الى قوى اجتماعية بمقدورها الانتقال من الحراك الشعبي المجرد الى تمثيله وعقلنته على اسس اجماع من التوافقات الشعبية المتكافئة , بما يشترط ان تكون غير (هوياتيه) , ومن ثم الوصول الى اتفاق يمثل الإرادة الشعبية , والتمهيد لتأسيس نظام حكم يقوم على المواطنة والعدالة والديمقراطية.
وحسب فلسفة العقد الاجتماعي الكلاسكي، فإنّ إرادة الشعب هي القانون الوحيد الذي يشكل مرجع اساسيا لكل تشريع، بما يجعل من الدولة وتنظيماتها ضامناً لتنفيذ هذا التشريع، الذي ارتضاه الأفراد بصفتهم "مواطنين أحراراً" .
وهنا اعتقد ان العقد الاجتماعي الذي حصل في اوربا جاء وفق صياغات الحداثه التي افرزها عصر الانوار والذي ينبغي علينا ان نراعي قوانينه في مجتمعنا كي نصل الى تطبيقات سليمة لعقدنا الاجتماعي , وهنا نرغب ان نحدد بعضا من الاراء الخاصة لانجاح هذا العقد , وهي:
1- انهاء الفكر الاقصائي والمقولات التي تجب ما قبلها
2- انزال المعتقدات ( القومية والاممية او تنظيرات الاحزاب الدينية) الى مفاهيم, يتسنى مناقشتها واخراج ما هو جيد منها.
3- العمل وفق معادلة اصلاح العقل والوجدان.
4- ضرورة العمل على خلق قيم وطنية تكُّون الغاية التي يعمل الجميع لاجلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر