الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا لن تبقى في العراق وإيران لا تريدها أن ترحل بسرعة!

علاء اللامي

2020 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أميركا لن تبقى في العراق بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة سواء فاز ترامب أو هُزِمَ، وإيران لا تريد انسحابا أميركيا سريعا وكاملا، وانسحاب أميركا إذا حدث فهو بداية معركة استعادة استقلال العراق وليس نهايتها، والخطوة اللاحقة له هي تفكيك نظام أحزاب ومليشيات الفساد! سأبدأ بطرح سؤال على الحمقى والمشبوهين الذين يرون في الولايات المتحدة "حليفا استراتيجيا" سيفقده العراق بإغلاق سفارته وسحب قواته: أي حليف استراتيجي هذا الذي أوصل العراق إلى ما وصل إليه من دمار وخراب وتخلف ورثاثة: بلد منزوع السلاح وهو الخاصرة الرخوة للعالم أمنيا وجغرسياسيا،
بلد لا ينتج غذاء شعبه هو البلد الزراعي العريق،
بلد مثقل بالديون وعاجز عن تدبير رواتب موظفيه وهو الدولة النفطية والغازية المهمة،
بلد لا يسيطر على أمواله في الخارج والداخل وتذهب عائدات نفطه الى البنوك الأميركية أولا،
بلد لا يسيطر على أجوائه ولا على اتصالاته الرقمية والهاتفية وغيرها،
بلد أراضيه مقسمة الى شبه دويلات تسرح وتمرح فيها العصابات والمليشيات من كل شكل ولون،
بلد مياهه الإقليمية وطلته البحرية الصغيرة مرتهنة ومهددة بالإغلاق من قبل حلفاء أميركا في الكويت وخصومها الإيرانيين؟
فهل يسمى حليفا استراتيجيا هذا الذي فعل بالعراق كل هذه الأفاعيل وطيلة 17 عاما، وعبر نظام حكم رجعي طائفي أسس له وحماه وغطى على وفساده جرائمه؟ هل نسينا آخر جريمة له وهي قتل المئات من المتظاهرين السلميين وجرح الآلاف منهم دون أن يرتفع صوت استنكار جدي من هذا الحليف الاستراتيجي ولا من حلفائه الغربيين لإدانة القتلة ثم انتهى بأن أوصل ثلة من جواسيسه العلنيين وذوي العلاقات المعلنة مع الكيان الصهيوني ليسرقوا دماء شهداء الانتفاضة ويسيئوا إلى ذكراهم وتضحياتهم؟
وإلى من يعتقدون أن إيران تريد إخراج الأميركيين من العراق سريعا، أقول: إن كلَّ هذه الضجة والتهديد والوعيد سينتهي بانتهاء الانتخابات الأميركية، وسواء فاز ترامب أو هزم فيها، فأميركا لن تطيل البقاء في العراق بعد أن حققت الهدف الرئيس من وجودها وهو تدمير العراق وتحويله الى أطلال تسرح وتمرح فيه عصابات اللصوص والقتلة وستكتفي بمراقبته من الجو والفضاء وعبر شبكات الجواسيس وأجهزة التنصت التي زرعتها في الداخل. أما بخصوص إيران فيخطئ من يعتقد أنها تريد انسحاب أميركا من العراق بأسرع وقت لأنها ستدخل معركة مكشوفة مع العراقيين، هي ليست مستعدة لها وتعرف آفاقها المخيفة والمهددة لها هي ذاتها. وإيران حين أعلنت عن أن ثأرها لجنرالها الذي قتل في العراق سيكون بإخراج أميركا من الشرق وخاصة من العراق فهي تدرك انها عاجزة بقواها الذاتية وقوى أتباعها هنا وهناك عن إخراج أميركا من الشرق الأوسط، وهي تطلق هذا الهدف كحلم وامل بعيد لتغطية العجز الراهن فهو لا يختلف نوعا عن الهدف الذي أطلقه الدواعش باحتلال روما، وأنها قد اكتفت بزخة الصواريخ على قاعدة عين الأسد وتركت الهدف الاخر ليتحقق مستقبلا لهذا السبب أو ذاك، فتقول حينها لقد أجبرناهم على الخروج. إخراج الأميركيين من العراق ليس نهاية المطاف إلا عند الساذج بل هو بداية معركة استعادة استقلال سيادة واستقلال العراق وليس نهايتها، والخطوة اللاحقة بعد تحقق إخراج القوات الأميركية وتفكيك القاعدة العسكرية الضخمة التي أقامتها في قلب بغداد باسم "أضخم سفارة في العالم" يجب أن تكون تفكيك نظام المحاصصة الطائفية وإعادة كتابة الدستور المكوناتي على أساس المواطنة والمساواة واستعادة الثروات التي نهبها لصوص الحكم من زاعمي تمثيل الطوائف والعرقيات أو من الهيئات الدينية التي تحولت الى دويلة داخل الدولة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا