الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وحيدة
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
2020 / 9 / 30
الادب والفن
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/2b3542b9-c0b9-4808-abca-362b868de1fe.jpg)
عاشت وحيدة ، وماتت وحيدة ، بالمعنى الحقيقى للكلمة ، ماتت وحيدة عن عمر يناهز الستون عاما ، واقاربها فى معظمهم يقول عنها البت وحيدة ، يستكثر عليها بعض اقاربها ، حتى عبارة وحيدة مجردة.
ولدت وحيدة لابويين مستوريين يمتلكان قدرا لا يستهان به من الارض الزراعية ، والتى صارت تباع بالمتر لدخولها كردون المبانى .
ولدت بعيب خلقى فى الفم بحيث كان معوج اشد الاعوجاج ، ولا اعلم ان كان هذا العيب الخلقى كان قابلا للتجميل من عدمه ، ولكن ما اعلمه يقينا انه لا احد ساعد هذه المسكينة على خوض غمار التجربة ، رغم انه لم يكن ليدفع مليما واحدا من جيبه ، ففقد كان القليل من ميراث وحيدا كفيلا بسد كل مصاريف الجراحة التجميلية ان كان لها ان تتم . فمن المؤكد انه خلال العشرون عاما الاخيرة فان جراحات التجميل فى العالم كله ، تقدمت كثيرا
عاشت وحيدة مع اخ لها وزوجته اقرب للخادمة منها الى صاحبة منزل او حتى فرد فى اسرة المنزل ، تنادى الكل بأبلة اواستاذة ممن هم فى حكم اولادها ان كانت قد تزوجت ، والكل يناديها وحيدة ، روحى يا وحيدة تعالى يا وحيدة ، فى مشاوير ومهام لا تنتهى
وما ان انتهت مهامهما فى التربية وحمل الاولاد وتربيتهم وتخرجهم من المدارس والكليات وحتى زواجهم ، حتى غادرها الجميع . وكان شقيقها الذى كانت تعيش فى كنفه قد سبقها الى دار الاخرة
ثم غادرت سيدة المنزل زوجة اخو وحيدة المنزل بل والبلدة كلها وتركت وحيدة وحيدة تماما ، بعد ان نال الزمن من وحيدة ولم تكن قادرة بشكل مناسب على القيام بمهامها الانسانية لنفسها .
وعاشت وحيدة سنوات طوال بعدها لا احد يعلم عنها شيئا ، الا عرضا ، ترى كيف عاشت وحيدة سنواتها الاخيرة بدون معين ولا سند ، كيف كانت تفكر فى سنين عمرها التى ضاعت هباء لا احد يدرى ، حتى انهارت صحتها فجاة .
فانتبهت زوجة اخيها للموقف وحاولت تدارك الامر ، ولكن الوقت كان قد فات بالفعل على انقاذ وحيدة .
سالت احد اقاربها ، لماذا لم تتزوج وحيدة ؟ بالتاكيد كان هناك من يمكن ان يتزوجها ان لم يكن لمظهرها فمالها يشفع لها ، ردت على من سالتها لتقول لقد رفض الجميع ان تتزوج وكانوا يقولون ، ان المتقدم لزواجها لابد ان يكون طامعا فيها .
يا لرهافة احساسهم ، وحنوهم على وحيدة وخشيتهم على مالها ، من ان يناله احد غيرهم ، ومضت السنين بوحيدة حتى نادى المنادى انتقلت الى رحمة الله وحيدة ، وماتت وحيدة ، وحتى العزاء لم يحضره سوى اقل القليل حتى من سوف يرثوا وحيدة لم يحضرو ا الجنازة .
وهكذا عاشت وحيدة ، وماتت وحيدة ، ترى كانت تفكر فى سنواتها الاخيرة او حتى فى ايامها الاخيرة ، انا لم ارها فى الفترات القليلة التى تصادف ان قابلتها ، برمة بحياتها ـ او انها كانت ناقمة ، كانت، بالعكس ، تبادرنى ازيك يا استاذ عامل ايه ؟ بصوت عال و شبه ضاحكة ساخرة ، وكانها تسخر منا ومن حياتها وحياتنا ، التى تروح وتنتهى ، لاسباب غير اسباب وحيدة ولكنها فى كل الاحوال تنتهى .
رحم الله وحيدة التى كان لها من اسمها نصيب كبير ، وعوضها مولاها عن شقاء الحياة التى عاشتها فى الدنيا ، بنعيم مقيم فى الدار الاخرة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية
![](https://i4.ytimg.com/vi/c-_I2-25MJE/default.jpg)
.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف
![](https://i4.ytimg.com/vi/W_aVfygHXTE/default.jpg)
.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف
![](https://i4.ytimg.com/vi/lxMweSSpyv4/default.jpg)
.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال
![](https://i4.ytimg.com/vi/DcAVnogNuFs/default.jpg)
.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف
![](https://i4.ytimg.com/vi/gsQ32h6XKUU/default.jpg)