الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من المجهول- الموت-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 30
الادب والفن


هل اعتقدت في يوم من الأيم بعد أن استيقظت من النوم أنك قد كنت ميتاً وعدت إلى الحياة؟
قد يكون هذا ما حدث لي ذات مرة، فقط عندها أدركت أن للحياة قيمة. حاولت أن أعيش بعدها بشكل إيجابي ، الحلم يتكرر أمامي، وأستيقظ من الموت فأشعر بالسلام عندما أجد نفسي على قيد الحياة، أحياناً أتمنى العودة إلى الحلم حيث كنت أيضاً بسلام، فالموت أحياناً هو نوع السلام.
لماذا لا نعود لمناقشة موضوع الموت؟ فقد كان هناك في وقت من الأوقات مقاه لمناقشته ، هو ذلك المجهول الذي خافت منه البشرية منذ نشوئها، و ابتكرت من أجله الصلاة، و من ثم الأديان، و الوعد بالجنة الأبدية فيما بعد الموت، كل هذا لتهدئة روع البشر من هذا الزائر الغير مرغوب فيه ، وربما يكون أحياناً مرغوباً به من قبل البعض، نخن نرى ونسمع عن حوادث انتحار، وموت رحيم يختارها الناس بأنفسهم.

في التقليد البوذي : نصح الرهبان في العصور القديمة بالتأمل في المقابر ، أو الجلوس بجوار أي جثث ميتة متحللة عثروا عليها في رحلاتهم من أجل التفكير في أن هذا سيكون مصيرهم في يوم من الأيام ، كطريقة لإدراك عدم ثبات الحياة وغباء التعلق بالعالم. اليوم مع وباء الكورونا تشعر أن الموت أقرب إليك.
في أحد النصوص البوذية يخبر بوذا رهبانه أنه إذا رأوا جثة ميتة - جثة ميتة حديثًا ، أو جثة تأكلها الحيوانات أو ليست أكثر من هيكل عظمي أو كومة من العظام - يجب عليهم أن يقولوا لأنفسهم: "جسدي له نفس الطبيعة ، هكذا سوف أكون . بهذه الطريقة ، يدرك الراهب عدم ثبات الحياة ، وفي كلمات بوذا: "الحياة منفصلة ، ولا تتمسك بأي شيء في العالم".


الموت حاضر دائمًا، يمكن أن يكون إدراكنا لفنائنا تجربة متحررة ويقظة ، والتي يمكن أن تساعدنا على العيش بشكل طبيعي ، ربما لأول مرة في حياتنا.
لا يحتاج الموت إلى فلسفة فهو يفسر نفسه ، نحن نبكي أمواتنا، وسوف يكون هناك من يبكينا عندما نغادر، لكننا في جميع الحالات لا نغادر كأشياء، فلكل منا قصته الحية .
ما يثير الشجون في قضية الموت هو ذلك الموت القسري في سورية ، فكل فرد هناك مشروع لميت ، وهنا تبطل مقولة الأجل الذي اختاره الله حتى عند المؤمنين ، و-أنا لا أسميهم متشددين، فهكذا كان الدين ولا زال- ، هم يقتلون النّاس تحت وهم اسمه الدين، و الردة ، و التكفير ، نقلوا الموت من إرادة الإله، ومن القضاء و القدر إلى إرادتهم كمتدينين، وهنا لا نتحدث عن المؤمن الذي يصوم ويصلي، ويكفي الناس خيره وشره ، بل عن وكلاء الله على الأرض .
أيها المؤمنون الذين تقتلون من أجل الله: هل أنتم من منحتم الحياة لتسلبوها؟
كفالكم وعيداً وتهديداً بالجنة و النار.
مع أن الموت حقيقة لكن لا تذكروننا به على مدار الساعة وتحذرونا من النار. نريد أن نحيا، نريدكم أن تخرسوا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده