الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتيوشا تضرب امريكا ولاكن الخسائر عراقية فتحتاج اعادة نظر

كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)

2020 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بين فترة واخرى نسمع أن القاعدة الامريكية تعرضت للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل مجهولين, لكن ما يستغرب ان هذه الصواريخ دائما تسقط بعيدة عن الثكنات العسكرية الامريكية, وما أصابت يوما هدفها.

لا نعلم سبب عدم دقة الصاروخ, هل هو بسبب خوف الرامي, ام ان الامريكان ابناء الرب, يحميهم ويبعد عنهم كل سوء؟ التطور الكبير في تصنيع الاسلحة, جعل نسبة اصابة الهدف عالية جدا, لكن صواريخ “المقاومة” لغاية الان لا يمكنها الا أن تشعل صفارة الانذار في السفارة الامريكية, بالرغم من مساحتها الكبيرة وعلو بنائها

قصف السفارة او المواقع العسكرية التابعة دون اي خسائر تذكر في مصلحة من؟وهل يعجل بخروج الامريكان “المحتلين” من العراق ؟ هل يقبل ترامب بالانسحاب قبل الانتخابات بسبب صاروخ يقع بعيدا من جنوده ؟ علمنا حكماؤنا اننا إن قررنا القتال ودخلنا المعركة, فيجب ان نضرب بكل قوتنا, وفي الاماكن الموجعة والقاتلة للخصم, ولا نفكر بأننا إن ضربناه بقوة, ربما سيرد علينا بضربة اقوى منها ويوجعنا

الصواريخ البعيدة عن اهدافه تحقق مصلحة امريكا قطعا, بل وتفتح الباب واسعا للتكهن بان من يضرب تلك الصواريخ هم اشخاص متواطئون مع الامريكان ليطول بقائهم في العراق..

ترامب او اي من قياداته لن يفكر بالخروج من العراق وصواريخ الكاتيوشا تضرب جنوده “مثلما تقول المقاومة” فيحسب نصرا لهم وهزيمة له, يستغلها خصومه ضده في الانتخابات القادمة.

البعض يقول ان ايران هي من تدفع جهات تابعة لها لضرب أمريكا.. فهل هذا يبدوا واقعيا على الأرض ؟ منذ مقتل الجنرال سليماني والجارة الاسلامية تسعى لتجاوز فقدان هذه الشخصية المهمة, لذا هي غير مستعدة لمواجهة اخرى في الوقت الراهن، بالمقابل امريكا دائما تحاول بعث رسائل اطمئنان لإيران, بأنها لا تريد الدخول بحرب معها على الأقل حاليا، وتغاضيها عن عبور ناقلات النفط الإيرانية عرض البحر دون أي إعتراض، خير دليل

من يطلق الصواريخ حقا؟من خلال ما تقدم نصل الى نتيجة, ربما يعترض عليها كثيرون, او يراها غير مطابقة لما يحدث, لكن لو راجعنا تسلسل الأحداث بواقعية, سيجد أن ما يحدث لا يمكن ان يتجاوز عما نقوله.. بأن من يطلق الصواريخ جهات تريد أن يطول بقاء القوات الامريكية في العراق لعدة أسباب و من تلك الأسباب أن بقاء القوات الامريكية, يعني إبقاء إيران قلقة من التواجد الامريكي, وبالتالي ستكون مضطرة لتوفير الدعم المادي لهؤلاء, بالرغم من الضائقة المالية التي تعيشها

ان الجهات التي تضرب الصواريخ ليس لها ثقل سياسي في الشارع او لنقل وجودها مرتبط بحملها السلاح فهي لا تجيد غيره, اي لا تحمل مشروعا سياسيا, وبالتالي خروج الامريكان يعني موتها سريريا, وهذا ما لا تريده او ترضاه.

بقاء ضرب الصواريخ, يعني بقاء فكرة المقاومة ولو شكليا, وما تعنيه هذه الكلمة من رمزية لدى الشعب, حتى وان كانت هذه الصواريخ تقع بشكل متعمد خارج أهدافها.

بغض النظر عمن هو المستفيد الأول من تلك الصواريخ أصابت أهدافها أو لم تفعل، فهي أكيدا لا تحقق مصلحة حقيقية للشعب العراقي.

اختلفت الأهداف التي وُجهت لها قذائف الكاتيوشا هذه المرة عن سابقاتها. فقد سقطت على معسكرات للجيش والقوات الأمنية العراقية في معسكر التاجي القريب من بغداد, بينما كانت توجه سابقاً الى معسكرات مشتركة تتواجد فيها قوات امريكية الى جانب العراقية, او المجمع الدبلوماسي في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد, بدعوى مقاومة الأحتلال. وهذا يعني حسب القانون العراقي بأن مرتكب هذا الفعل سيخضع لقانون 4 أرهاب.

الميليشيات التي اطلقت هذه القذائف معروفة لدى الأجهزة الامنية, ولو لم تكن تعرفها فان ابسط مواطن يستطيع ان يدلها على مقراتها واعطاء اسماء قادتها… فهي ذاتها التي دأبت على دفع الأوضاع العامة, في حالات سابقة, الى التأزيم عندما تستدعي مصالحها ذلك



ان مافيات الفساد واذرعتها المسلحة تستشعر مكامن الخطر التي تحيطها بعد الأدانة الشعبية لجرائمها ضد شباب انتفاضة تشرين / اكتوبر المجيدة التي قوضت نفوذها وقضت على عصمتها وكشفت ولاءاتها وكسرت اصنامها, وهي تحصد اليوم نتائج ما زرعته من عداء للشعب, من خلال اجبار ميليشياتها على غلق مقراتها في محافظات عديدة, كانت حاضنة شعبية لها, كما ان مقراتها في مناطق اخرى في البلاد لا تحضى بالقبول شعبياً… ثم اختفاء واختباء الصف الأول من قادتها, واستقالة رموز لها من مراكز مهمة في الدولة, وكذلك تجرؤ أهالي شهداء انتفاضة تشرين 2019, لأول مرة, على تقديم دعاوى قانونية ضد قيادات هذه الميليشيات من قتلة المتظاهرين, وغالباً ما اصبحت تصريحات قياداتها عرضة للتندر والأستهزاء والأستهجان من قبل جمهور واسع من العراقيين, وقد كان مجرد الدعوة لأخضاعها للقوانين وتنظيم ادوارها كفراً صراحاً

اضافة الى ما سبق, فأن مستجدات لاحقة عززت من مشاعر قلقها حول مستقبل وجودها, تمثلت بفرض شخصية السيد مصطفى الكاظمي كرئيس للوزراء ضمن صفقة أمريكية – ايرانية, واستدعاءه لقادة عسكريين مرموقين كان لهم دورهم المشرف في دحر داعش وتحرير المدن العراقية من تحت برائنها, تحضى بأحترام شعبي واسع, ترى فيهم مصدر خطر على حرية نشاطاتها, ثم سعيه للسيطرة على المنافذ الحدودية وقطع شريان حياتهم الأقتصادي.

لهذا فأنها تستجدي صداماً مسلحاً مع اجهزة الدولة العسكرية والأمنية بقصفها لمنشآت تابعة للدولة , لتعقيد الأوضاع وربما توجيه الأمور نحو قتال داخلي.

ان التعرض الأخير لمواقع القوات الوطنية المسلحة بالصواريخ, وكذلك لمرفق حيوي مثل مطار بغداد الدولي يطلق بالونات اختبار لعدة جهات رسمية ودينية وكذلك اجنبية يفترض اسنادها لبناء دولة مؤسسات عراقية رصينة :

– اختبار لجدية رئيس الوزراء الكاظمي وتحدي له بنفس الوقت بشأن وعوده بحصر السلاح بيد الدولة.

– اختبار لهيئة الحشد الشعبي, كمؤسسة تخضع لأمرة القائد العام للقوات المسلحة, وموقفها من وجود اطراف فيها تعادي الدولة واجهزتها الدستورية الشرعية.

– اختبار لموقف المرجعية الدينية من هذه الممارسات المناهضة للدولة, بأعتبارها الأب الروحي لهذه الجهات التي لازالت تربط وجودها بفتوى المرجعية.

– اختبار لمدى صبر الأمريكان على ضرب سفارتها بالعاصمة, بعد انسحابها من معسكرات مشتركة والتمركز في مواقع محددة متفق عليها مع الحكومات المتعاقبة السابقة.

مصلحة شعبنا تتطلب تفادي اي صراعات مسلحة يكون وقودها الشباب العراقي, لذا يجب عدم تبليغ هذه الميليشيات مرادها والأنجرار لقتال داخلي معها, وانما التعامل معها على اساس القانون وقطع شرايينها الأقتصادية ومصادر نفوذها, ثم وضع المرجعية الدينية وهيئة الحشد الشعبي امام مسؤولياتها التاريخية اتجاه الشعب والوطن




جدول رمي صاروخ الكاتيوشا 107 بالدرجات وبالملييم
image.png

صاروخ "107" ملم هو صاروخ من النوع السابح، يمكن رمايته فرديا بسبطانة واحدة، كما أنه يأتي على شكل راجمة (12 صاروخا). وهو روسي الصنع، وتصنّعه دول أخرى كذلك. ... ويوجد منه نموذجان: تدميري- ويكون لون الصاروخ بالكامل أخضر وطوله 79 سم، وحارق- ويأتي فيه خط أحمر دائري، وطوله 85 سم.
يمكن رمايته فردياً بسبطانة واحدة , أو من منصات أرضية أو متنقلة تحملها عربات بيك آب

يعد صاروخ كاتيوشا أو 107 من أكثر الصواريخ إستخداما في الشرق الأوسط ويدخل حاليا في جميع النزاعات في الشرق وتستخدمه عدة جيوش و مجموعات مسلحة و فصائل مقاومة .

- مميزات السلاح:

سهل الحمل والتنقل.
سهل التمويه.
سلاح مؤثر خاصة في التجمعات والمعسكرات.
- بعض المميزات العددية للسلاح:

وزن الصاروخ (18) كغم.
يحوي رأسه الحربي (3) كغم من المتفجرات.
المدى الأقصى: (8500) م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة