الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربع قصائد

عادل عبدالله

2020 / 9 / 30
الادب والفن


1-
هذا الجمالُ الذي يعمرُ الآن قلبي،
كمصباح منيرٍ في غرفةٍ محاطة بالظلام،
أ يكونُ لزاماً عليَ كسرهُ بحجارتي،
بعدَ أن قصُرتْ حجارةُ الآخرين عن اصابته،
أو تفتتَ الصلبُ منها
على هالة النور من حوله ؟
ذلك الملاكُ الذي يكتبُ الشعرَ لي خلسةً،
مهرّباً أسرارَ قومهِ،
حريصاً على ان يُبقيَ الأمرَ بيننا،
أ يكونُ لزاماً عليَ التقاط صورة معهُ،
أو كسر إحدى جناحيه،
أو أسرهُ في قفص،
كي أقيم الدليل لهم،
على أن ذاك الكلام الذي قلتُهُ عن طوفان وشيكٍ
لم يكن كذبا ؟
هيهات، هيهات
سابقى هناك مقيماً على مدخل المقبرة،
متسلَماً من الأموات ما تبقَى لهم من حياة
أعيش بها لهم ،
بعد أنْ أقدمَ المجرمون على قتلهم قبل آجالهم .

2-
في درج مكتبتي سربٌ من القصائد المكبّلة،
كلّما أعلنتْ رغبتها بالرحيل،
هددتها بالمحو و الإبادة.
إنها ليست قصائدَ بالمعنى المشاع للقصيدة،
إنها نبوءات كبرى بأحداثٍ جسامٍ لم تقع بعد،
نسخٌ شعرية موجزة عن كيفية خلق الله للعالم،
معادلاتٌ رياضية تمكّن الإنسان من التعرّف
على الساعة التي سيموتُ فيها،
و هي قبل هذا و ذاك،
مواقيت بالغة الوضوح و الدقّة
لانفجار مستودعات العالم النووي
من تلقاء نفسها، امتثالاً لرغبة الذرات في التحرر.
لذا فقد كان لزاماً عليّ الحفاظ علينا معاً،
و لذا حرصتُ على نقشها أوشاماً على جسدي
مخافة الضياع و الهروب.
3-
لقد عثرتُ عليه للتّو ،
ذلك الصندوق الأسود الذي لفظتهُ المدينةُ
بعد انهيارها العظيم.
إنني أسمعُ الآن أصواتهم من خلاله،
و هي تأمر الجنود بمنع المغادرين منها ،
أراهمُ في شريطٍ مصوّر
وهم يخلونَ أموالهم من البنوك
و اتباعهم من الملاجئ.
لكن، الى أينَ ينبغي عليّ الفرار
أو كيف لي أن أفضح المتآمرين
و قد تسمّرتْ على بابِ بيتي
مفارزُ الكلاب المدرّبة، محيطةً نوافذه بالنباح
معلنةً لأسيادها العثور على منفّذ الجريمة.
4-
هذه الجبالُ الشاهقة ،
المأهولةُ بالأسرار و الجمال و الصعاب،
لا تثير دهشتي، و لستُ معنيّاً ببلوغ قمتها،
أسوة بالجموع التي تقف الآن في سفوحها
مسكونة بحلم الوصول.
ثمة جبال أخرى، جبال من الناس،
في الشعر و الفكر و الفن و العلوم،
أقف الآن في سفحها، خاشعاً لجلالها،
طامحاً في بلوغ منازلها،
كمتسلّقٍ معاقٍ يداهمه الطوفان
و لا نجاة له سوى الاعتصام بحبل قمّتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف