الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية ( معلمة البيانو)

زهير إسماعيل عبدالواحد

2020 / 10 / 1
الادب والفن


رواية السيرة الذاتية تجربة من الحياة
رواية ( معلمة البيانو / الفريدة يلينيك ) أنموذجاً
عــن دار طوى صدرت رواية ( معلمة البيانو ) عام 2013 م ، بترجمة خالد الجبيلي توزيع منشورات الجمل ، تقع في 319 صفحة من القطع المتوسط بطبعتها الاولى .
من تجربة حياتيه خاضتها الكاتبة النمساوية (ألفريد يلينيك ) المولودة في 20 تشرين الاول من عام 1946م في مدينة (مورزو شلاغ ) بجنوب النسما ولقـــد درست الموسيقى والمسرح وتاريخ الفنون فــي فيينا. و حصلت (ألفريدة) على جائزة نوبل للأدب عــــام 2004م وتعـتبر (يلينيك) كاتبة يسارية مثيرة للجدل وتتسم أعمالها بالسوداوية وتتطرق الى مواضيع حساسة وصعبة كالعلاقات ( الجنسية و السلطة ) والضغوط الاجتماعية.
يعتـــبر البعض أن الرواية هـــي تجربة شخصية ومنهم من يعتبرها لغة يجسدها الكاتب الذي يكون متمكن من أدوات هذه اللغة . وأمــــا البعض يعتبرها مزيج بين الرأي الاول و الثاني أي بمعنى أن الرواية هـــي مزيج بين التجربة و اللغة إلا أن كثير من الروائيين يجدون أن الرواية التـــي تتكلم بلغة عالية جداً ماهي إلا أستعراض للمهارات اللغوية للكاتب ، ويصف البعض تلك الروايات ( بالخانقة ) حيث تكون ثقيلة على المتلقي البسيط ويفضل بعـــض القراء الروايات التي تعمتد على التجربة واللغة المبسطة بعيداً عن السلطة اللغوية .
ربما اثبتت بعض الروايات أن التجربة فــي الحياة هــي أفضل عمل روائي وهي أيضاً تصقل موهبة الكاتب وتساعد القارىء كونها تجربة اجتماعية ومن خلال هذا الموضوع نورد لكم رواية من روايات السيرة الذاتية كما يطلق عليها بالأدب .
حيث نجد في رواية معلمة البيانو واحدة من تجارب الحياة اليومية التي تدخل للعمل الادبي
محور أحداثها فتاة تدعى (إريكا كوهوت) معلمة البيانو والبالغة من العمر36 عاماً تعيش (إريكا) مع والدتها إلا أن الأم تفرض سيطرتها على أبنتها الوحيدة والتي تحاول فك تلك القيود التي وضعتها والدتها عليها وتحاول التمرد على القوانين الاسرية الصارمة ، تعشق هذه المعلمة أحـــد تلاميذها ، أستخدمت الكاتبة كمية كبيرة من مشاهد الآيروتيك لهذا سوف أتهرب من سرد بعــــض أحداث الرواية التي أعتبرها البعض بأنها رواية السيرة الذاتية ومن رحم الحياة اليومية وأعتمدت الكاتبة على المشاهد الدرامية من خلال تصويرها الاحداث بطريقة سينمائية رائعة بحيث تقفز بك من حدث الى آخر مع بعض الاثارة و التشويق إلا أن الكثير من القراء العرب لا يفضلون هكذا روايات بسبب محتواها الأيروتيكي ، تعرضت الكاتبة الى الكثير من التهم بسبب عملها هذا لأنها تتهم مجتمعها النمساوي بالنفاق ، وايضاً أنتقدت ( يلينيك ) المتجمع البرجوازي الذي تعيش فيه وتقول إن الحياة فيه كالعيش في الأدغال ، فأما أن تكون الفريسة أو الصياد كمــــا ترفض النظرة الدونية للمرأة واعتبارها سلعة و دمية للجنس
قد تحولت هذه الرواية الى فلم سينمائي تم عرضه عام 2001م باللغة الفرنسية ويرى البعض أنها رواية سهلة الفهم ، وأنها تستحق القراءة رغم كل ما يقال عنها ومع أنها رواية سيرة ذاتية كما اسلفنا إلا أنني لا أشجع على قراءتها من هم دون 21 سنة ، كما انها تنفع الروائيين العرب ممن يسيروا بهذا المجال الادبي لدفعهم للتحرر من قيودهم المجتمعية العربية التي تفرضها عليهم البقعة المولدون فيها
ولكثرة المشاهد الجنسية والسادية في المجتمعات الاوربية وتطابقها مع أحداث هذه الرواية تحيلني الى رواية أخرى بنفس فكرتها وهــي رواية ( قصة او ) واحدة من اصدارات دار المدى ومن ترجمة ميرنا الرشيد حيث أستخدمت كاتبة رواية (قصة او) اسم مستعار وذلك في عام 1954م بقيت تحت هذا الاسم طيلة الاربعون عاماً حتى كشفت عن نفسها وحتى عند استلامها لأحد الجوائز كانت قد وضعت على وجهها قناع ومن غير الدخول بالحيثيات الا أنه هناك تشابه كبير بين الروايتين من نواحي كثيرة .
هنا يجب الاشادة بالدور الكبير لكل من المترجمين اللذين تمكنوا من إيصال الصورة بهذه الروعة من النص الاصلي ،كما يمكننا القول بانه هناك مجهود عظيم يبذل في هكذا اعمال خصوصاً اذا كانت تلك الاعمال تحتوي على مشاهد تصويريه درامية بهذا الشكل والسعي خلف اظهار المحتوى للمتلقي بهذه السهولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا