الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللحظة تستوجب التغيير النوعي

إعتراف الريماوي

2006 / 7 / 7
القضية الفلسطينية


عندما تُمعن قوات الإحتلال الصهيوني في عمليات القتل ضد الشعب الفلسطيني، من خلال القصف الجوي والمدفعي والبحري والبري، يأتينا التعليق الأمريكي: "أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"...وعندما تم أسر الجندي الصهيوني "المدفعجي" وصف العالم هذه العملية ب "الإرهاب"!؟ وعندما تصل المقاومة الفلسطينية لأي مستوطن صهيوني في المناطق المحتلة عام 1967 أو المحتلة عام 1948 كذلك يتم وصمها ب "الإرهاب"!!؟
والعالم العربي لا يجد مكانا له إلا "الوساطة" لقلة الحيلة أو خجلا ولضرورة عمل أي شيء على الأقل،...في هذا السياق تُضحي النتيجة مسبقة والمسمى جاهز لأي عمل فلسطيني في سبيل الدفاع عن نفسه وسعيه للحرية والإستقلال، بل أن ممارسة الشعب الفلسطيني ديمقراطيته تُضحي من "الكبائر" ويجب حصاره وعقابه عليها!!
لم تقف الأمور عند حد ما، ولن تتوقف ممارسات الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومن يوفرون له الغطاء سواء بصمتهم أو أولئك بجبروتهم، فمع القتل والتشريد الذي يمارسه ضد شعبنا واستمرارالإستيطان ووجود آلاف الأسرى الفلسطينيين، قد أقدم الإحتلال على إعتقال ما يقارب ثلث الحكومة الفلسطينية وأكثر من ثلاثين نائبا، بالإضافة لمن كانوا معتقلين قبل ذلك، وهذا ليس جديدا على ممارسات الإحتلال، فقد أقدم الإحتلال ،وعلى مدار سنوات النضال الوطني، على الإعتقال والإغتيال لمختلف فئات الشعب بما فيها القيادات السياسية، ولكن وفي هذه الظروف، ما هي الطريقة التي يجب أن نرد فيها على مخططات وممارسات الإحتلال؟!
بالبداية لا بد من أن يتم تحويل "التوافق الوطني" إلى برامج عمل يومية تُجسد عملية توحد الشعب الفلسطيني وتعزز تماسكه وصموده، وأن يتم إطلاق الحملات واللجان الشعبية المنبثقة والمشكلة من جموع المواطنين وفي مختلف الأحياء ومن غالبية المؤسسات والفعاليات والأحزاب، وأن يتم تعزيز التضامن والتكاتف الشعبي، وفي هذا السياق يأتي أهمية تفعيل وإعطاء الفرصة لمختلف القطاعات والفئات الإجتماعية ، بهدف إحداث تحول نوعي في الفعل الفلسطيني بإتجاه تحشيد الطاقات وتوظيفها في الهم العام على أرضية المشاركة الحقيقية الحرة، غير الموظفة لأهداف فئوية أو آنية. علينا كسر حالة الجمود والإحباط والخذلان السابقة، وإعادة الإعتبار للمواطن الفلسطيني ودوره الرئيسي في عملية التحرر والتنمية الإجتماعية، وإستعادة البعد الشعبي العارم للمقاومة جنبا إلى جنب مع الأشكال الكفاحية الأخرى، من خلال تلك العملية سيتم إجتذاب مدخلات نوعية وإضافية في مشروع المقاومة وفي مفاصل دينامياته وتفاعلها الداخلي.
الإحتلال يريد من تواصل هجمته على الشعب الفلسطيني، بعد تدمير الإمكانات الإقتصادية أن يحصد قطافا سياسيا، بوهمه أن يعيد التفكير الفلسطيني للوراء قليلا، يحاول أن يفتح شهية البعض على "السلطة" مجددا وليجعلها مكان صراع وإختلاف داخلي ولتخلو له الساحة! ليشرع ب"إنطوائه" ومخططاته... ولكن التوافق الوطني الفلسطيني ونقله إلى حيز الممارسة، سيعزز مقاومة وتوحد الشعب الفلسطيني بالإتجاه الصحيح، ضد الإحتلال، وسيقطع الطريق على أي إنحراف، عفوي أو مقصود من قبل البعض، الأمر الذي يفوت الفرصة على المحتل في زج الشعب الفلسطيني "بالتشاجر" على" سلطة" غير موجودة.
إذا المطلوب هو تعزيز الوحدة الوطنية وتصليبها في مواجهة الإحتلال بمخططاته وممارساته الهمجية، من خلال ضرورة إحداث التغيير النوعي في العلاقة الفلسطينية الداخلية وتجسيده ببرامج وفعل شعبي وكفاحي متواصل، فالعدوان الصهيوني مستمر، ولن يقف عند حدود غزة و"الصواريخ" والجندي الأسير، بل أن المخطط أكبر من ذلك، إذ يستهدف هزيمة الإنسان الفلسطيني وتسييد ذاته!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور