الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائد القدوة في المجتمع السياسي

عماد عبد الكاظم العسكري

2020 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


القائد القدوة
انتخبت الجماهير العراقية القائد الذي ترى فيه املها وترسم أحلامها على خطواته الإصلاحية فكان اختيارها لمصطفى الكاظمي اختيار القائد القدوة الذي يتمتع بالنزاهة وحب الوطن والاخلاص في العمل والمهنية ومطاردته للمفسدين ومحاولته القضاء على الفساد الذي ينخر في جسد الدولة العراقية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا نتيجة تسلط البعض ممن امتهنوا مهنة السرقة لمنظومة القيم والاخلاق وأصبحوا عبيدا للملذات والشهوات والسرقات لاموال الشعب دون ان تردعهم منظومة قيمية اخلاقية أو تربية اجتماعية فليس غريباً ان نجد هذه المنظومة السياسية فاسدة ومنحرفة في المجتمع ولكن الغريب ان ينهض من بين هذه المنظومة أشخاص نزيهين وشرفاء ليحاولوا تصحيح المسار في الدولة والمجتمع بعد سنوات طويلة من الفساد ولذلك نحن ننظر الى هذه الحالة الإيجابية بعين القدوة لان القائد القدوة هو الشخص الذي تتوفر فيه مقومات القيادة الحكيمة والروية الثاقبة لمصالح المجتمع والدولة واولها القضاء على الفساد والمفسدين في المجتمع فالقاضي يحكم على مواطن في المجتمع بالسجن سبعة سنوات لسرقة ديك ولكنه يعامل السارق السياسي واصحاب النفوذ في المجتمع باحترام لانه يرتدي القاط والرباط ويمتلك الاموال والمنصب لكنه سارق كمن سرق ديك الا ان هذا حكم عليه وذاك محترم فاختلال الموازين في المجتمع جعلت من الشعب البحث بين هذا الكم الكبير من السياسيين على القائد القدوة لتضع املها فيه لعله يستطيع ان يقدم للشعب ما عجزت عن تقديمه الاحزاب والحركات السياسية خلال سبعة عشر عاما من تاريخ العراق فالشعب يبحث عن الرمزية القيادية التي يرى فيها انقاذه من خضم التناقضات الفاسدة في المجتمع السياسي فكان اختياره لمصطفى الكاظمي ومن معه من القادة والسياسيين على هذا الأساس لأنهم شخصيات تتمتع بالنزاهة والامانة والشرف والاخلاق وهذه المنظومة من القيم انفقدت في المجتمع نتيجة تحكم منظومة الفساد في الدولة وغابت مفاهيم الشرف والنزاهة وأصبح السياسي يتباهى بالرشوة في القنوات الإعلامية ويصف الجميع بأنهم فاسدين ومرتشين وجبناء فهذه المنظومة القيمية الفاسدة هي التي كانت ومازالت تحكم وتتحكم بمصير الشعب وهي نفسها التي اوصلت العراق الى ما عليه الان من خراب ودمار فمنظومة القيم والاخلاق لابد لها ان تنهض بوجه منظومة الفساد والانحراف في المجتمع وتواجه الفاسدين بقوة فالقائد القدوة هو من يتحلى بهذه الصفات ومن المعيب جدا ان يمتدح القران الكريم هذه الأمة بأنها خير أمةٍ اخرجت للناس ونجد مايناقض القران في تصرفات ومنهج الإسلاميين السياسيين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) مما يدل على ان السرقة هي تدمير لمنظومة القيم والاخلاق في المجتمع اذا كانت من أشخاص يقتدي بهم المجتمع لذلك اختيار الشعب للقائد القدوة الذي تتجسد فيه هذه المنظومة القيمية من الشجاعة والشرف والنزاهة والامانة والاخلاص فهذه المنظومة الاخلاقية لم تفقد صفاتها فلم تتغير الشجاعة الى جبن ولا النزاهة الى فساد ولا الفضيلة الى رذيلة ولكن النفوس تغيرت بتغير المجتمعات فأصبح التباهي بالفساد فضيلة والتباهي بالشرف رذيلة في المجتمع السياسي لذا لابد للقيادات القدوة في المجتمع من محاربة منظومة وضربها بيد من حديد لكي تنهض الأمة بدورها ويصلح المجتمع فالكاظمي لايحتاج الى حزب سياسي لخوض الانتخابات بل يحتاج الى مشروع بناء الدولة ومنظومة القيم والاخلاق من جديد في المجتمع ويحتاج الى مشاريع اقتصادية وإنتاجية وصناعية فالقائد القدوة هو ما يحتاجه الشعب لرمزيته ولكي يكون قدوة للآخرين في تصرفاته السياسية والمهنية في الدولة فالكاظمي لايحتاج الى حزب سياسي لخوض الانتخابات إنما يحتاج مشروع بناء الدولة وإعادة العمل بمنظومة القيم والاخلاق والنهوض بالدولة من خلال بناء المشاريع الاستراتيجية صناعياً وإنتاجياً واقتصادياً وتنموياً والنهوض بالقطاعات العامة في الدولة فالقائد القدوة هو النموذج المفقود في المجتمع السياسي والذي تمثل بشخصية الكاظمي واختياراته فالكاظمي اليوم يمتلك السلطة وليس بحاجة الى حزب أو حركة سياسية لإيصاله الى دفة الحكم إنما عمله السياسي والمهني والاجتماعي قادر على التجديد له في الحكم وقد يكون عدنان الزرفي وفاءق الشيخ علي أو غيرهم بحاجة الى حزب سياسي للوصول الى سدة الحكم فالقائد هو مايمتلك من مواصفات وصفات تغيره عن الاخرين كقائد قدوة في المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟