الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فهم البلدان شبه الاقطاعية شبه المستعمرة وطبقاتها الرجعية ، ملاك الاراضي والبرجوازية الكمبرادورية والرأسمالية البيروقراطية

عمر الماوي

2020 / 10 / 1
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بدايةً علينا ان ننطلق من الفهم و التقسيم الماوي لطبيعة دول العالم التي تنقسم حسب هذا الفهم الى قسمين، الدول الرأسمالية الامبريالية المتطورة من جهة و الدول شبه الاقطاعية شبه المستعمرة المتخلفة من جهة اخرى، و عليه فإن لم تكن الدولة رأسمالية امبريالية فهي حكماً دولة شبه اقطاعية شبه مستعمرة ذات تطور متأخر لاسباب و عوامل و اعتبارات سنغوص فيها من خلال هذا الطرح الذي نقطع به مع الفكر التحريفي و البرجوازي الصغير، فلا يمكن فهم و استيعاب و ادراك كيفية حل التناقضات في الدول ذات التطور المتأخر بدون فهم طابع هذه الدول شبه الاقطاعية شبه المستعمرة ، فبدون هذا الفهم سننزلق حتماً الى المفاضلة ما بين هيمنة و اخرى كما يفعل البعض من المتمركسين الذين لا يدركون الطابع شبه الاقطاعي شبه المستعمر للسواد الاعظم من دول العالم. ففي عرف هؤولاء من منطلق فهمهم السطحي لا وجود الا لامبريالية وهيمنة واحدة (الامبريالية الاميركية) في انكار واضح للتنافس ما بين الدول الامبريالية.

كما نعلم ، تعلمنا المادية الديالكتيكية أن الانماط التاريخية هي كالتالي: الإقطاع => الرأسمالية => الاشتراكية. في كل مرة ، يحل أحد أنماط الإنتاج محل الآخر. قدم كارل ماركس وفريدريك إنجلز هذا التطور في المراحل التاريخية .

ومع ذلك ، وفقًا للقانون الديالكتيكي المادي للتطور غير المتكافئ ، تبدو عملية التطور هذه مضطربة بشكل خاص في بعض الحالات.

هذا شيء ليس من السهل فهمه في الدول المتقدمة و التي انجزت ثورتها البرجوازية و المعني هنا بالتحديد الدول الاوروبية مثل فرنسا التي انجزت الثورة البرجوازية بهزيمة الاقطاع فالعلم الفرنسي و النشيد الفرنسي وكل ما يعبر عن فرنسا كدولة حديثة هو نتاج و انعكاس لهذه الثورة.

ومع ذلك ، استغرق هذا الانعكاس وقتًا أطول بكثير مما يُعتقد عمومًا. بدأت الثورة عام 1789 ، لكنها لم تنته بالفعل حتى عام 1848 ، بعد فترات من التقلبات. كانت هناك ثورة ، ثورة مضادة ، عودة ، رد فعل مضاد ، حتى النصر النهائي للبرجوازية.

وفي بلدان أخرى كان النصر تقريبا نفس الشيء، في دول متقدمة مثل هولندا ، إنجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، والتي تطورت الرأسمالية فيها بسرعة.

ولكن في بلدان أخرى تظهر الامور بطريقة أكثر اضطرابا من ذلك ، كما هو الحال في ألمانيا و إيطاليا . نحن نعلم كيف كانت الاشتراكية القومية والفاشية ، جزئيًا ، نتاج هذا التطور الملتوي لانتصار البرجوازية ، التي كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأرستقراطية.

هذا التطور غير المتكافئ يوجد في إطار البلدان التي عرفت الثورة البرجوازية. كما يوجد في تلك التي لم تعرفها ايضاً.

هذا يتوافق مع قوانين الديالكتيك. دعونا نضع لمحة عامة عن هاتين الحالتين.

انتصار الديمقراطية في حالة واحدة وليس في الأخرى

عندما تنجح البرجوازية في انجاز ثورتها الديمقراطية ، يمكنها أن تعزز نفسها بحرية. بحيث يتم توجيه المجتمع وتشكيله حسب الحاجة.

لكن الثورة التي قادتها البرجوازية ليست العنصر الوحيد الحاسم. في بيان الحزب الشيوعي ، كارل ماركس و فريدريك إنجلز قالوا :

"إن اكتشاف أمريكا والالتفاف حول إفريقيا قد وفر تربة جديدة للبرجوازية الصاعدة. سوق جزر الهند الشرقية والصين ، واستعمار أمريكا ، والتجارة مع المستعمرات ، وتكاثر وسائل التبادل ، وبوجه عام ، البضائع الممنوحة للتجارة والملاحة والصناعة ، هو صعود لم يكن معروفًا حتى الآن ، وفي نفس الوقت ، عجل بنمو العنصر الثوري الموجود في قلب المجتمع الإقطاعي المنهار. "

وهكذا ، فإن الإقطاع تحمله الطبقات الأرستقراطية ، التي تعارضها البرجوازية ، والتي تشكلت تاريخيًا من قبل التجار والمصرفيين ، إلخ. في لحظة معينة ، يكون التناقض قوياً حتى تنجح البرجوازية في الاستيلاء على السلطة ، وتستفيد من استعمار "عوالم جديدة" لتقوية زخمها.

ومع ذلك ، من السهل أن نفهم سبب معارضة برجوازية البلدان المختلفة. إن البرجوازية الفرنسية ، بعد أن انتصرت في فرنسا ، لم تنتظر تطور البرجوازية الأخرى. بمجرد أن تصل البرجوازية إلى مرحلة معينة من التطور ، فإنها تنشر رأس مالها حيثما تستطيع و بقدر ما تستطيع.

الآن ، من الواضح أن هذا سيكون له عواقب على البلدان التي لم يتحول فيها ميزان القوى الإقطاعي - البرجوازي لصالح الجانب البرجوازي. الآن يجب على برجوازية بلد ما أن تعارض ليس فقط الإقطاعية ... ولكن أيضًا برجوازية البلدان الأخرى (الاكثر تقدماً).

الرأسمالية القومية مقابل الرأسمالية العالمية

إن ضعف رأس المال و تفاوت تطوره في بلد بالمقارنة مع بلد آخر اكثر تطوراً يشكل خطرا كبيرا على البرجوازية. إذا كان زخمها ضعيفًا ، فإنها لا تستطيع التأقلم.

عندما نظم نابليون غزو ​​البلدان الألمانية ، كانت البرجوازية الألمانية ضعيفة. تم تقسيم البلاد إلى عدد كبير من الأنظمة الملكية الصغيرة ، باستثناء بروسيا ، القوية وذات الطبقة الأرستقراطية المسلحة بقوة.

وكانت النتيجة حلا وسطا مليئا بخضوع البرجوازية الألمانية للأرستقراطية البروسية من أجل توحيد البلاد وتحريرها من القوات النابليونية. هذه العملية أضعفت البرجوازية الألمانية بشكل دائم.

لكن في حالات أخرى ، كانت البرجوازية أضعف. فلم تواجه الإقطاع علانية ، أو حتى في بعض الحالات لم تتطور.

إنه إذن وضع صعب للغاية لا تستطيع البرجوازية أن تخرج منه. لذلك يلاحظ القائد ماو تسي تونغ في هذه الحالة البورجوازية التي يسميها " البرجوازية الوطنية ويقول:
" إنها تعاني من اضطهاد الإمبريالية ويعيقها الإقطاع ؛ لذلك تجد نفسها في تناقض معهم. "

في الوقت نفسه ، وقع الضرر ويجب على البرجوازية الوطنية أن "تتعامل معهم". أيضًا ، يقول ماو في نفس الوقت:

" بسبب ضعفها الاقتصادي والسياسي وعدم قطع علاقاتها الاقتصادية مع الإمبريالية والإقطاع بشكل كامل ، فإنها لا تملك الشجاعة لمقاتلتهم حتى النهاية. "

ومع ذلك ، لا يزال هناك شيء واحد يجب فهمه هنا: لماذا لم تتمكن البرجوازية الوطنية من التطور؟

الإقطاعية عقبة أمام البرجوازية
نحن نعلم أنه كان على البرجوازية أن تخوض معركة طويلة وشرسة ضد الإقطاع.

إذا كانت برجوازية البلدان الأخرى متنافسة ، فإن الإقطاع يشكل عقبة أمام البرجوازية. إذا لم يكن هناك إقطاع ، يمكن للبلاد أن تتطور تحت قيادة البورجوازية الوطنية. لأنه لا يمكن أن يكون الإقطاع هو العدو الرئيسي الذي يسمح للبرجوازية الأخرى بممارسة نفوذها ، إمبرياليتها .

لذلك يقول ماو :

"طبقة ملاك الأراضي هي القاعدة الرئيسية للحكم الإمبريالي في الصين ؛ من خلال استخدام النظام الإقطاعي لاستغلال الفلاحين وقمعهم ، فإنها تعيق التطور السياسي والاقتصادي والثقافي للمجتمع الصيني ؛ لا تلعب أي دور تقدمي. "

ومع ذلك ، هناك سؤال ينشأ بشكل طبيعي. نظرًا لوجود رأس مال يأتي من بلدان أخرى ، فأنت بحاجة إلى رأسماليين محليين. وقد رأينا أن هناك تناقضًا بين البرجوازية الوطنية وبرجوازية البلدان الأخرى. من الذي يعتني اذن بهذه المصالح الاجنبية؟

البورجوازية الكمبرادورية
في الواقع ، فإن برجوازية البلدان الأخرى تستخدم الناس لإدارة رؤوس أموالها. أوضح ماو أن هؤلاء الناس شكلوا طبقة اجتماعية أطلق عليها " البرجوازية الكمبرادور ". يشير مصطلح " كومبرادور " إلى المدير أو الكاتب الأول الذي كان يعمل لدى شركة تجارية مملوكة لأجانب ، رغم انه صيني.

يعطي ماو التعريف التالي:

"البرجوازية الكومبرادورية الكبرى هي طبقة تعمل مباشرة في خدمة رأسماليي البلدان الإمبريالية ويحافظون على مصالحها ؛ لها علاقات لا حصر لها مع القوى الإقطاعية في الريف. "

هناك جانبان هنا يجب فهمهما. فمن ناحية ، تتكون البرجوازية الكمبرادورية من أتباع ووسطاء وأشخاص يتمثل نشاطهم في طريقة الاستيراد والتصدير.

إنهم يستوردون البضائع من البلدان الإمبريالية ، ويصدرون إليها البضائع المنتجة محليًا. لكن رأس المال الذي يمتلكونه مرتبط بشكل منهجي أو يخضع لمصالح رأسمال البلدان الأخرى. هم ليسوا مستقلين .

السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك هو: من أين أتوا؟ وهنا بالتحديد يجب أن نركز اهتمامنا على الجانب الثاني ، وهو أن لديهم " روابط لا حصر لها " مع الإقطاع.

الإقطاع المطور
ولكي تكون هناك برجوازية كومبرادورية ، يجب أن يكون هناك اختراق لرأس المال غير الوطني في بلد تكون فيه البرجوازية الوطنية ضعيفة بشكل خاص. لكن عندما يدخل رأس المال غير الوطني البلاد ، لا يمكن للبرجوازية الكومبرادورية أن توجد بعد ، لأنها هي بحد ذاتها تعتبر نتيجة لهذا الاختراق

من أين أتت إذن؟ هناك بالطبع عناصر من البرجوازية الوطنية يمكن شراؤها ، لكن البرجوازية الوطنية كطبقة لا تستطيع الاستجابة بشكل إيجابي دائمًا. كما أن البرجوازية الكومبرادورية لا تأتي هنا في المقام الأول إلا من الجزء العلوي للبرجوازية التجارية.

ومع ذلك ، نادرًا ما يكون هذا كافيًا ، وسيعتمد رأس المال غير الوطني أيضًا على الإقطاع. هناك لقاء طبيعي تماما هنا.

لماذا ؟ لأنه إذا كانت البرجوازية ديمقراطية في بلدها حيث قادت وانجزت الثورة البرجوازية ،وتعمل بقواعد المنافسة الحرة والمنافسة الاقتصادية ، فإنها لا تعد كذلك عندما تتدخل في بلد آخر.

إنها تفرض نفسها. تعمل من فوق. لا تستثمر في المشاريع المحلية بالمشاركة. إنها تطالب وتستعمر وتقرر من فوق.

لذلك ، فهي تقدر أسلوب اللوردات الإقطاعيين الذين يقررون من فوق. إنهم يرون أنفسهم أقوى وبالتالي يقدرون هذا التحالف الفعلي.

استخدام كبار ملاك الأراضي

ومع ذلك ، هناك قلق واضح في عملية تحويل جزء من القوى الإقطاعية إلى برجوازية كومبرادورية. في الواقع ، حتى لو كانت البورجوازية كومبرادورية ، فإنها تخضع للمبادئ الرأسمالية ، وهذا ليس هو الحال مع الإقطاعيين.

في الهند ، على سبيل المثال ، تميز النظام باستبداد الدولة المركزي القوي ، والذي استخدم وسطاء ، يُطلق عليهم اسم الزاميندار ، لجمع الضرائب في مناطق محددة. عندما سيطرت الإمبريالية البريطانية على الهند ، حولت هؤلاء الزامندار إلى ملاك كبار للأراضي عاثوا فساداً و عاشوا كطبقة طفيلية مرفهة.

في أمريكا اللاتينية ، فرضت إسبانيا نموذجها الإقطاعي ، مع المزارع ، والممتلكات الكبيرة للأراضي ، ويلاحظ الصحفي و الفيلسوف البيروفي خوسيه مارياتغي ويقول:

"إن طابع الملكية الزراعية في بيرو يقدم نفسه كواحد من أكبر العوائق أمام تطور الرأسمالية الوطنية. نسبة الأراضي التي يستخدمها المزارعون الكبار أو المتوسطون ، والتي يملكها ملاك لم يديروا مزارعهم مطلقًا ، مرتفعة جدًا.

إن كبار ملاك الأراضي ، وهم أجانب بالكامل وغير مهتمين بالزراعة ومشاكلها ، يعيشون على إيجارات أراضيهم دون تقديم أي مساهمة في العمل أو اي انعكاس على النشاط الاقتصادي للبلاد. إنهم ينتمون إلى فئة الأرستقراطية أو المستهلك الريعي غير المنتج. من خلال حقوق الملكية الوراثية الخاصة بهم ، فإنهم يرون أن الريع يمكن اعتباره معادلاً للحق الإقطاعي. "

لذلك هناك تناقضات مع كبار ملاك الأراضي. تستخدمها الإمبريالية لأنها بحاجة إليها: للحفاظ على الاقتصاد الزراعي عند مستوى معين ، و أيضًا لمنع التراكم الرأسمالي الذي يساعد البرجوازية الوطنية. إن تقوية اللوردات الإقطاعيين لبلد ما يعني بوضوح تقويض برجوازية ذلك البلد.

لذلك فإن دمج العناصر في البرجوازية الكومبرادورية أمر منطقي ، هو التقاء للمصالح المشتركة ، التي يتم حملها دائمًا "من أعلى" في نهجها العملي ، ولكن هناك اختلاف جوهري. إن كبار ملاك الأراضي الذين هم طفيليون فقط ليسوا رأسماليين ، ولا يقومون بتحديث إنتاجهم ، وسيتعين استبدالهم.

أصبح الإقطاعيون الكبار رأسماليين كومبرادوريين

شرح لينين بدقة شديدة شكلي تنمية الزراعة: من الأسفل ، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن أعلى ، كما في بروسيا.

سيتبع ملاك الأراضي الكبار هذا النموذج الثاني في الواقع في جميع دول العالم تقريبًا. فهم يتصرفون في البداية كمحتكرين في الريف ، وسيفعلون الشيء ذاته في الصناعة ، كونهم في خدمة برجوازية البلدان الأخرى ، كبرجوازية كومبرادورية.

تظهر البرجوازية الكومبرادورية عندئذ على أنها اتحاد الجزء الأعلى من البرجوازية التجارية ، وكبار ملاك الأراضي ، والقطاعات المصرفية إن وجدت.

في تركيا ، لاحظ الرفيق الماوي (الشهيد) إبراهيم كايباكايا:

"الثورة الكمالية هي ثورة الطبقات العليا من البرجوازية التجارية وملاك الأراضي والمرابين الأتراك وعدد أقل من البرجوازية الصناعية القائمة.

أي أن قادة الثورة هم طبقات البرجوازية الكومبرادورية التركية وملاك الأراضي. البرجوازية الوسطى ذات الطابع القومي لم تشارك في الثورة . "

إن البرجوازية الكومبرادورية احتكارية بطبيعتها و لذلك يمكننا أن نرى أن البرجوازية الكومبرادورية تقود الرأسمالية من فوق ، وبالتالي فهي ليست رأسمالية حقيقية ، لأن الرأسمالية هي ليبرالية أولاً ، ومن ثم احتكارية. في حالتنا هنا احتكار مباشر.

ولذلك هنا نقطة في غاية الاهمية : فهم لم يدمروا البنية الفوقية الإقطاعية ، والتقاليد الإقطاعية ، والأعراف الإقطاعية. لانها تعيد هذه البنى و تستثمرها لحسابها.

وهنا كمحصلة لهذه الهيمنة تنشأ و تتطور البرجوازية البيروقراطية

ومن أجل تمييزها عن رأسمالية البلدان التي أطاحت فيها البرجوازية بالإقطاع عبر الثورة البرجوازية ، تتم تسميتها حسب المادية الديالكتيكية بالرأسمالية البيروقراطية. إنها بالفعل رأسمالية لم تتطور بطريقة طبيعية ، ولكن دائمًا من فوق ، بطريقة بيروقراطية.

وهكذا يعطي الرئيس غونزالو (رئيس الحزب الشيوعي الماوي في البيرو) التعريف التالي:

"الرأسمالية البيروقراطية تتطور عبر الارتباط برؤوس الأموال الاحتكارية الكبرى التي تتحكم في اقتصاد البلاد ، ورأسمالية تشكلت ، كما يقول الرئيس ماو ، من خلال كبار ملاك الأراضي ، والبرجوازية الكومبرادورية وكبار المصرفيين. وهكذا ولدت الرأسمالية البيروقراطية ، وأنا أصر مرة أخرى انها مرتبطة بالإقطاع ، وخاضعة للإمبريالية ، والاحتكار.

علينا أن نأخذ هذا بعين الاعتبار: إنها احتكارية. "

"الرأسمالية البيروقراطية هي الرأسمالية التي تطورها الإمبريالية في البلدان المتخلفة والتي تضم رؤوس أموال كبار ملاك الأراضي وكبار المصرفيين وأباطرة البرجوازية الكبرى. "

البرجوازية الكمبرادورية والرأسمالية البيروقراطية والدولة

بالطبع ، بما أن هذه الرأسمالية البيروقراطية هي المهيمنة ، فهذا يعني أنها استولت على الدولة. بل إننا نميز البرجوازية الكمبرادورية البسيطة عن البرجوازية البيروقراطية بهذا الاختلاف الجوهري.

وهكذا يلاحظ غونزالو:

"إنها تمر بعملية تتحد فيها الرأسمالية البيروقراطية مع سلطة الدولة وتصبح رأسمالية الدولة الاحتكارية ، كومبرادورية وإقطاعية ؛ يترتب على ذلك أنها في المرحلة الأولى تتطور كرأسمال احتكاري كبير غير حكومي ، وفي الثانية - عندما تتحد مع سلطة الدولة - تتطور كرأسمالية دولة. "

إذن ، هناك البرجوازية الكمبرادورية الاحتكارية ، لكنها تميل ديالكتيكيا إلى الاندماج مع الدولة.

وهكذا ، فإن كل برجوازية أصبحت إمبريالية تميل الى دعم برجوازية كومبرادورية خاصة بها. وهذا يعني أنه حتى عندما تسيطر البرجوازية الكمبرادورية على الدولة ، فإنها تواجه واحدة أو أكثر من البرجوازية الكومبرادورية المتنافسة.

يضاف إلى ذلك أنه ، بطبيعة الحال ، من خلال ميلها الاحتكاري المرتبط بطبيعتها بالقاعدة الإقطاعية التي تستمر حتى بعد تحديث و تطوير نفسها ، تحاول البرجوازية الكمبرادورية التي طورت أقوى رأسمالية بيروقراطية في بلد ما: القضاء على منافسيها وترسيخ نفسها كرأسمالية بيروقراطية مطلقة.

يوضح غونزالو ما يلي:

"هذه الرأسمالية ، التي وصلت إلى لحظة معينة من تطورها ، تنضم إلى سلطة الدولة وتستخدم الوسائل الاقتصادية للدولة كرافعة اقتصادية.

ستولد هذه العملية الفصيل الآخر للبرجوازية الكبرى: البرجوازية البيروقراطية.

هذه هي الطريقة التي ستتطور بها الرأسمالية البيروقراطية ، رأسمالية احتكارية بالفعل ، والتي تصبح بعد ذلك رأسمالية دولة. هذه العملية تدفع إلى خلق الظروف التي تجعل الثورة تنضج. "

البرجوازية الكومبرادورية والرأسمالية البيروقراطية

لذلك هناك حاجة لرؤية أن هناك ثلاثة أنواع من البرجوازية: البرجوازية الوطنية ، البرجوازية الكومبرادورية (هي نفسها مقسمة إلى أجزاء مرتبطة بهذا البلد الإمبريالي أو ذاك) ، البرجوازية البيروقراطية التي هي البرجوازية الكومبرادورية. حيث انتصرت واندمجت في سلطة الدولة.

إن الانقلابات المتعددة ، العادية جدًا لهذا النوع من البلاد ، تتوافق مع الإطاحة ببرجوازية كومبرادورية بأخرى لتصبح برجوازية بيروقراطية ، أي اندماجًا مع الدولة.

عندما نقول عن بلد ما من البلدان ذات التطور المتأخر أن أسرة الرئيس لا تميز أموالها عن أموال الدولة ، فذلك لأن لدينا برجوازية بيروقراطية متطورة تمامًا. وغني عن البيان أنها رأسمالية الدولة الاحتكارية من النوع البيروقراطي ، بطبيعتها الاستغلالية والقمعية لذلك فلا حل لهذا التناقض الا عبر الثورة الديمقراطية الجديدة.

ومع ذلك ، يجب أن يكون لدينا فهم صحيح للرأسمالية البيروقراطية بشكل عام ، وإلا فإننا سندعم البرجوازية الكمبرادورية ضد البرجوازية البيروقراطية ، وليس الثورة الديمقراطية.

قدمت الإمبريالية الاشتراكية السوفياتية التركيبة البرجوازية التي كانت في خدمتها على أنها برجوازيات وطنية من القطاعات "التقدمية" في الجيش وغيره. يتم من خلال ذلك إنكار مبدأ البرجوازية الكومبرادورية ، وكذلك مفهوم الدولة شبه المستعمرة و شبه الإقطاعية. حيث تظهر هذه الافكار التحريفية التي عملت الامبريالية الاشتراكية السوفييتية على نشرها انه بصرف النظر عن الإمبريالية، ك فإن جميع دول العالم كانت رأسمالية بالمعنى الدقيق للكلمة ويعد هذا ضربًا من ضروب التحريفية و اكثر من ذلك فهو تناقض صارخ مع المادية الديالكتيكية.

من ناحية أخرى ، تسمح لنا المرحلة الماوية للمادية الديالكتيكية بفهم طبيعة الرأسمالية البيروقراطية والبرجوازية الكومبرادورية. و الحزب الشيوعي في بيرو يوضح ما يلي:

"رؤية الرئيس غونزالو للرأسمالية البيروقراطية مهمة جدا أيضا. يرى أنها تتماشى مع الرأسمالية الاحتكارية غير الحكومية ورأسمالية الدولة الاحتكارية ، معتمدا على التمايز الذي أنشأه بين فصيلين من البرجوازية الكبرى: البيروقراطية والكومبرادورية ، من أجل فهم طبيعة هذين الفصيلين بدون الخلط بينهما ، وهي مشكلة قادت حزبنا إلى تكتيكات خاطئة لمدة 30 عامًا.

من المهم أن يكون لدينا هذا المفهوم من اجل مصادرة الرأسمالية البيروقراطية من قبل القوة الجديدة التي ستؤدي إلى انتصار الثورة الديمقراطية والتقدم نحو الثورة الاشتراكية.

إذا كنا نهدف فقط إلى رأسمالية الدولة الاحتكارية ، فسنترك الطريق مفتوحًا للطرف الآخر ، الرأسمالية الاحتكارية غير الحكومية ؛ وهكذا ، فإن البرجوازية الكومبرادورية الكبرى سوف تحافظ على نفسها اقتصاديًا ويمكن أن تستعيد اليد العليا من أجل الاستيلاء على قيادة الثورة وإحباط مرورها إلى الثورة الاشتراكية. "

كبار ملاك الأراضي والرأسمالية البيروقراطية

لقد رأينا أنه في نظر الرأسمالية البيروقراطية ، حتى لو أتت جزئيًا من أجزاء من كبار ملاك الأراضي ، فمن الضروري تحديث الزراعة بأكملها. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنها تنوي التخلي عن طابعها الاحتكاري ، إنها فقط ببساطة من أجل التطوير.

بالطبع ، هذا يعني احتمال وجود تناقض عنيف بين كبار ملاك الأراضي والرأسمالية البيروقراطية. في البلدان التي ينظم فيها الإقطاع نفسه من المحتمل ان يكون هذا التناقض عنيفًا.

يجب أن نفهم هنا أنه في جميع الحالات ، في غياب ثورة ديمقراطية ، فإن الإقطاع هو أساس المجتمع ذاته . حتى لو كانت لديها القدرة على التطوير يمكن للرأسمالية البيروقراطية أن تنهار ، ويمكن أن تتحطم البرجوازية الكومبرادورية ، لكن الإقطاع يظل هو الأساس.

ومن النادر نسبيا ان الرأسمالية البيروقراطية يمكن ان تنهار من تلقاء نفسها، ولكن من الممكن تماما، كما حدث في ايران، بوجود القوى الإقطاعية مع الوقت نصبت البرجوازية الكومبرادورية (عبر العلاقات الاقتصادية الدولية) والرأسمالية البيروقراطية ، وتم اخفاء هذا المشروع وراء مبدأ ولاية الفقيه حيث يرجع فضل تأسيس الرأسمالية البيروقراطية إلى الطابع الرجعي بشكل خاص للإقطاع الذي يؤسس ويعمم البعد الاحتكاري.

الرأسمالية البيروقراطية ، البرجوازية الكومبرادورية ، كبار ملاك الأراضي
هناك إذن ثلاث عقبات في البلدان غير الإمبريالية: الرأسمالية البيروقراطية التي هي بطبيعة الحال تذهب بإتجاه احتكار الدولة من قبل البرجوازية الكومبرادورية المهيمنة ، والبرجوازية الكومبرادورية كرأسمالية تعمل كواجهة مع الصادرات والواردات الإمبريالية ، وكبار ملاك الأراضي.

يجب أن نكون حريصين على عدم دعم البرجوازية الكمبرادورية - التي تخفي طبيعتها بالطبع - لأن هذا لن يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج الرأسمالية البيروقراطية.

كما لا يمكن دعم البرجوازية الوطنية بشكل مباشر لأنها ضعيفة للغاية. فأي نجاحات لن تؤدي إلا إلى انشقاقها وظهور برجوازية كومبرادورية جديدة منها.

وبالتالي فإن الثورة الديمقراطية لا يمكن أن تقودها أيديولوجيا ومادياً الا الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين ، في صراع مباشر مع القوى الإقطاعية ، التي تعتبر الإطاحة بها مسألة ايجابية بالنسبة للبرجوازية الوطنية. في هذه العملية ، لا مفر من المواجهة مع الإمبريالية ، حتى انتصار الثورة الديمقراطية في البلاد ، والقضاء على الرأسمالية البيروقراطية.

انتهى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي


.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024




.. الشرطة الأميركية توقف متظاهرين بعدما أغلقوا الطريق المؤدي لم


.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد




.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض