الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الاولى لانتفاضة تشرين في العراق / الجزء الثاني

حيدر خليل محمد

2020 / 10 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


انتهينا في الجزء الأول الى بداية انطلاق الشرارة والذي كان يوم 1/10/2019 ، وذكرنا اسباب الانتفاضة المباشرة والغير مباشرة ببعض التفاصيل .

تجمهر الناس من عدة محافظات في ساحة التحرير للمطالبة بالحقوق الشرعية والحقة ، ابتدأت اول افواج الجماهير بالتجمهر في الساحة حوالي الساعة التاسعة صباحا ، حيث بدأت الجماهير تحتشد في الساحة الى ان صارت حشودا كبيرا ، حافظ الجميع على النظام العام ولم يخالفوا أي قوانين ولم يتجاوزوا على اجهزة الامن التي كانت مرابطة في الساحة ، وتعاونوا مع الشرطة ومكافحة الشغب كأخوة ، لكن ما إن دخلنا الساعة الثالثة بعد الظهر وازداد عدد الجماهير ، كانت بداية الجماهير عند بداية جسر الجمهورية ونهاية الحشود وصلت الى نصب الحرية ، كان تجمهرا كبيرا جدا ، حيث بدأ في هذا الوقت تنطلق نحونا خراطيم المياه الحارة بإتجاه المتظاهرين مباشرةً ، اصيب عدد كبير من منهم بسبب قوة اندفاع المياه من الخراطيم وايضا نتيجة التدافع الذي حصل بسببها .

وبعدها بدقائق بدأ اطلاق قنابل الغازات الخانقة والمسيلة للدموع ، لكنهم كانوا يطلقون تلك القنابل مباشرة صوب المتظاهرين وخصوصا حول منطقة الرأس ! .
لكن لم ينفع تلك المحاولات البائسة ولم يتراجع المنتفضون بل زادوا اصرارا وعزيمة أكبر .
حتى جاءت لحظة الحسم بالنسبة للفاسدين وعصاباتهم حيث كانوا يعتقدون بأن هذه المحاولة الاخيرة ستنهي تواجد المتظاهرين ، حيث بدأوا باطلاق العيارات النارية والرصاص الحي صوب المتظاهرين ، سقط عدد كبير بين شهيد وجريح ، ولم تكتفِ عصابات السلطة بذلك ، بل لاحقت المتظاهرين في الازقة والشوارع القريبة من ساحة التحرير .

أخُتطف مجموعة كبيرة من الشباب والناشطين ، عاد البعض منهم واختفى الاخرين والى اليوم لا احد يعلم مكانهم .
وفي نفس الوقت حيث قتل واغتيال واختطاف وقناصة تعمل لقنص الناس ، كان الاعلام العراقي لا يهتم بما يجري ، بل بعدها شنوا حملة اعلامية كبيرة ضد المتظاهرين وهذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثالث .
بعد هذه الاحداث المؤلمة وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى والمختطفين ، كان مساءاً دامياً بكل ما للكلمة من معنى .
انطلقت دعوة من عوائل واصدقاء الشهداء والمختطفين للعراقيين بالخروج في يوم الجمعة ( جمعة الثأر ) والذي صادف يوم 25/10/2019 ، لكن كان الشباب يترددون يوميا على ساحة التحرير .

بدل من أن تستعطف السلطة السياسية الجماهير وتقف معهم وتعتذر عما حصل من أجهزتها القمعية وتبرر للناس فعلتهم الشنيعة ، لكن هذه السلطة السياسية زادت من عملياتها القمعية وكشّرت عن أنيابها الديكتاتورية ، وراحت تلاحق الناشطين والاعلاميين ، وحجبت مواقع التواصل الإجتماعي ، وقطعت الانترنت ، وأغلقت بعض الفضائيات التي غطّت التظاهرات ، وسخّرت اعلامها المأجور لأتهام المتظاهرين بالتآمر على العراق !!!.

كل هذا القمع ومخالفة الدستور التي كتبوها هم والتي نصّت على حرية الصحافة والاعلام والتعبير عن الرأي وحق التظاهر ، لم ينفع مع شعبا ملّ ظلمهم وفسادهم واستبدادهم ، بل زاد غضب العراقيين ، وارد الناس ان يعرفوا ماذا يجري في الساحة السياسية ومصير المتظاهرين في ظل قمع الاعلام الحر وقطع الانترنت .

خرج الملايين يوم 25/10/2019 ، ضد عنف السلطة المفرط وقمعها وديكتاتوريتها ، مطالبين بإسقاط النظام الذي فقد شرعيته بعد قتل العراقيين عمداً دون وجه حق.
قامت عصابات السلطة بقنص الجماهير واستخدام القنابل الغازية الخانقة حيث كانوا يصوبوها مباشرةً الى منطقة الرأس .
قتلت السلطة الفاسدة برئاسة عادل عبد المهدي القاتل وعصاباتها المئات من الشباب والناشطين والاعلاميين حتى وصل عدد الشهداء على مدى الانتفاضة اكثر من 600 شهيد والاف الجرحى ، ومئات المختطفين والمعتقلين .
لكن كل هذا القمع المفرط والخطف والاغتيال لم يثني عزيمة الثوار المنتفضين ، فلازالوا يرابطون في ساحات الالعز والفخر ، تحت خيمهم التي اصبحت قصوراً لهم ، بل وطناً يتحدثون في وطنهم هذا بكل حرية ، حتى قال الكثير منهم واخيرا وجدنا وطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في


.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة




.. الشرطة الفرنسية تطلق غازاً مسيلاً للدموع على متظاهرين متضامن