الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس اللطم النخبويه

عطا مناع

2020 / 10 / 2
القضية الفلسطينية


كأننا لا نزلنا نعوي في صحراء التيه، نقفز من حضيض لحضيض، نستسهل ثقافة اللطم على واقع من صنع أيدينا، أفكارنا وصفة جاهزه تعكس حالة التردي التي حفرت فينا حتى العظم، وكأننا استئنسنا لهذا السلوك الذي تحول لمرض عضال.
باختصار: المسألة بنيوية وبامتياز، نتنكر للمتغيرات التي عصفت بكياننا الثقافي والوطني، لكننا نتقمص الدور باتقان ، وهذا ما يفسر طقوس اللطم والضجيج عند كل صفعة نتلقاها، هي صفعات متوقعه، مضمونها واحد ولكنها تأخذ أشكالا مختلفه، وهذا ما يفسر ركاكة مواقف النخب الفلسطينية تجاه تحقير شعبنا حتى من أبناء جلدتنا، انه الخد الذي تعود على اللطم في مواجهة المحكات.
كلنا واكبنا طقوس اللطم على الكلام الصادر عن الامين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد المجدلاني الذي له صولات وجولات في تحقير شعبنا، هذا ليس بتجني على السيد المجدلاني، انه واقع حالنا مع رموز المرحلة التي لا تحترم شعبها، وهل الأحترام ينتزع عنوة ؟؟؟ سؤال برسم الاجابه.
السيد المجدلاني ليس شاذا عن القاعده، انه القاعده التي نرفض الاعتراف بها، لقد غادرتنا الجزرة لغير رجعة ويقيت العصا، عصا الاستبداد والتعامل بدونية مع الشعب الفلسطيني، عصا القهر والتأسيس للتيه والاغتراب في وطن تتقاذفه القوى المعاديه، قوي كما الافعى تفتك بنا وعن طيب خاطرنا.
ما يؤلم في المشهد ليس ما جاء على لسان المجدلاني، المؤلم حفلات اللطم التي اجتاحتنا، وكأن ما شاهدناه وسمعناه من تحقير للصحفين ومن قبلهم الموظفين خارج عن المألوف، لا نريد أن نعترف أن هالطينه من هالمطينه.
دعونا من السيد المجدلاني وتنمره على شعبنا، لكن الا تعتقدوا أن هذا التنمر أسس لما يتعرض له شعبنا من صفعات أصبح عاجز عن متابعتها، اذا كان مسئول بهذا الوزن يتمنر ويحقر شعبه فلماذا نعتب على الذين يتطاولون على شعبنا من عالمنا العربي.
حالنا مع طقوس اللطم كحال الدجاجة التي تمرغ ريشها في التراب لتنظيف نفسها، أيعقل أن لنا ذاكرة الدجاج، ما نتعرض له يوميا من تحقير وتنمر وانتهاكات يؤكد ذلك، ما يحدث يؤكد أن هناك تحالف شنيع قوامه نخب ثقافية وسياسية ونقابية عقدت العزم على التمسك بمكتسباتها ، هي قوى تتعاطى مع خطاب التحقير وسياسة القتل النفسي والتجويع الجماعي بعادية على أعتبار أنها من مستلزمات المرحله.
أمام هذا الواقع المذل، ذل وضعنا بين فكي كماشة التحقير والامبالاة الوطنيه، ذل سيلازمنا طويلا في ظل غياب المحاسبه، ذل يحولنا لقردة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، ذل يكبل عقولونا قبل أيدينا وأرجلنا خوفا على مصالحنا التي لم تعد موجوده، انه الذل الذي لن ينقذنا من سوى الخلاص من الموت بالموت.
يقولوا أن الانتخابات على الابواب، والانتخابات تشعرنا أننا بشر ولو الى حين، سيقولوا لنا أنتم شراع السفينة وبوصلتها، وسنمارس طقوس الديمقراطية الكذابة التي قطعا ستستنسخ لنا ألف مجدلاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا