الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة الجزيرة: بين الإيديولوجيا والمهنية

جمال هاشم

2006 / 7 / 7
الصحافة والاعلام


عند إطلاق قناة الجزيرة القطرية لم يكن دورها «الإعلامي» الحقيقي قد اتضح بعد للمتتبعين، خاصة وأن الإمكانيات التي سخرت لها منذ المنطلق إمكانيات ضخمة تتجاوز مجرد الرغبة في إضافة وسيلة إعلامية «إشهارية» لبلد صغير جدا، فقد تبين فيما بعد أن هذه الدولة أرادت أن يكون لسانها أطول من حجمها، وإذا لم ترتبط مكانتها بتاريخها وسكانها... لقد كانت رائحة البترول تملأ فضاءات مقر الجزيرة، فأثرياء قطر الذين مولوا قناة الجزيرة (وعلى رأسهم وزير خارجيتها) لم يكن في نيتهم إطلاق قناة فضائية خدماتية بالمعنى التجاري للكلمة، لأن مستوى المنافسة الحاصل بين القنوات العربية لا يسمح لقناة إخبارية أن تنافس قنوات متنوعة خاصة في مجال الإشهار المربح، لقد كان الهدف الإيديولوجي والسياسي هو الغالب على توجهات قناة الجزيرة وخطها «التحريري» المبني أساسا على تصفية الحساب مع دول وأنظمة سياسية معينة (والدليل على ذلك حجم التوترات والمشاكل التي خلقتها قناة الجزيرة مع العديد من الحكومات باسم حرية الرأي...؟ من طرف قطر «الديمقراطية» جدا والتي تحتل القواعد الأمريكية جزءا كبيرا من أراضيها!!..) ولعل هيمنة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على القناة القطرية يفسر التوجه الايديولوجي لهذه القناة المساندة للتنظيمات الإسلاموية، والملتبسة في حديثها عن جماعات القتل والتخريب فمهما سقط من أبرياء فإن ذلك ليس إرهابا ولكن ما يسميه الآخرون إرهابا (أمريكا وغيرها) والإرهاب هو فقط ما يصيب قطر! وتعتبر قناة الجزيرة من أكثر القنوات الفضائية استضافة لرموز التكفير والحقد والكراهية بهدف ترويج أفكارهم والتشكيك في الفكر الديمقراطي الحداثي، لأن ما يخشاه أمراء الخليج هو زحف الدمقرطة العصرية لهذا يفضلون الفكر الإسلاموي القريب من توجهاتهم التقليدانية البدوية على الديمقراطية بمعناها الحقيقي والتي ستعصف بمصالحهم، والغريب هو أن هذه القناة تساهم كذلك في تصفية الحسابات الضيقة لأنظمة المنطقة وفي تضخيم التناقضات الثانوية القائمة بينهم، فإذا كانت عقدة دويلة قطر هي استحالة قيامها بأي دور قيادي في المنطقة لأن هذا الدور تقوم به السعودية الأقوى اقتصاديا وبشريا وسياسيا، فإنها تسعى على الأقل إلى احتلال بعض المواقع وإن كانت افتراضية (إعلاميا أو ثقافيا) وإن كانت لا تستطيع تقديم البديل على الصعيد السياسي لأنها بكل بساطة ليست نطاما ديمقراطيا وإنما حكما عشائريا يقوم بنوع من التطهير القبلي (إسقاط الجنسية على المنافسين المحتملين وطردهم) والإحراج الذي تعيشه قناة الجزيرة هو أنه رغم خطابها الشعبوي الإسلاموي، فإنها تنطلق من أرض تحتضن أكبر القواعد العسكرية الأمريكية وبأموال حكومة لها علاقات جيدة مع إسرائيل...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم