الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكاكين الدراسات العليا

اسماعيل موسى حميدي

2020 / 10 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دكاكين الدراسات العليا في العراق
................................................................
تشعر بالفخر او تشعر بالتأسي،لايفرق عندك الامر، ما دمت في العراق، فالنتائج متشابهة، والصور البشعة المتسقة بالاحباط لن تغادر مخيلتك ،والصدور التي تنشج على ضياع موطنها تتسع آفاقها طولا وعرضا مع مرور الحس الوطني الباهت الذي ينادي "أريد وطن".
للمزور طريقان ،الاول ان يأتي بوثيقة مشابهة للوثيقة الاصلية بتزوير محتواها وختوماتها وتواقيعها،والثاني ان يضعف او يعطل الجهة الرسمية التي تمنح الوثائق والشهادات ويجعلها طيعة لمزاجه ،عندها يحصل على مايريده من شهادات بصورة سلسلة دون عناء.
ونقول للأسف ان احد أهم البرامج المهمة في البلد الذي هو برنامج الدراسات العليا بات خاضعا لمعايير غير ثابتة ضمن مسؤولية تخطيط منطقي تسير بتجاه البناء ، لدرجة ان بعضهم يعد الشهادة العليا التي تصدرها جامعاتنا مفرغة المحتوى العلمي بصورة شبه كاملة وتنصلت عن المستوى الذي وضعت من أجله في تمييز النخبة والعمل على توليها برامج التنمية في مؤسسات الدولة: فالكم الهائل من الشهادات قتل الكم القليل من النوع وشتت النخبة المنشودة من الخريجين، وأرى سبب ذلك هو عدم ثبات القرارات فيما يخص هذا المفصل الحيوي الذي يسير بتوالي الاجتهادات من استحداث وحذف لتعليمات الدراسات العليا التي تأتي في الغالب بفعل رغبات ووجهات نظر متعددة تتغير بتغير المسؤول القائم عليها ومن يؤثر عليه، ما جعلنا ندور في حلقة واحدة بدايتها تشبه نهايتها .
وهنا دعوني أؤشر لكل مبررات ما اكتب من خلال توضيح أهم ما موجود من ضوابط الدراسات العليا حاليا .
1- أول شرط وضعته الوزارة لمتقدمي الدراسات العليا في العراق هو (الفشل) في الاختبار التنافسي،إذ رفعت الوزارة شرط النجاح من الاختبار التنافسي لسنوات عدة ،بعدما كان شرط النجاح هو حصول الطالب على 60% في الاختبار التنافسي سابقا.
2- إستحداث الدور التكميلي(الدور الثالث)في عدة سنوات او اعطاء(10) درجات للمرقنين لعبورهم المرحلة.

3- إعتماد مبدأ الرسوب في الدراسات العليا،وهذه سابقة ملفتة للانتباه ،فالطالب الذي فشل في الماجستير او الدكتوراه يستعيد مقعده مباشرة في السنة المقبلة دون اي قرار باعادة الترقين ،بعد ان كان سابقا يحرم الطالب الراسب مدى الحياة من الاعادة ،فماذا تعمل الدراسات العليا في طالب فاشل.
4- إجتهاد قنوات قبول كثيرة ألغت عنصر التمييز والمفاضلة بين المتقدمين ،مثلا اذا قدم احد الاشخاص على قناة السياسيين او الشهداء او قناة الداخلية ،فانه لاينافس فقط على هذه القناة وغالبا ما يقبل كل المتقدمين عليها ،وهنا فقدنا عنصر التمايز والمفاضلة بين من يقبل على القناة العامة وبين من يقبل على هذه القنوات، فاصبح لدينا جيش من الاميين في الدراسات العليا.
5- إن فكرة مبدأ المنافسة هو افراز المتميزين عن غيرهم من اصحاب القدرات، مثلا قبول الثلاثة الاوائل على المتنافسين فقط على قناة معينة والحكمة من ذلك، اولا: قبول النخبة، وثانيا: اعطاء فرصة لمن لم يحالفه الحظ في القبول بإعادة تأهيل نفسه والاستعداد للفرصة المقبلة،ولكن تفقد ميزة التنافس ماهيتها عندما تأتي بتوسعة في عدد المقاعد 200% من الوزارة كمكرمة .دون النظر في النوع،فتقبل كل الذين فشلوا من المتقدمين.فما الغاية قي قبول فاشلين في الاختبار ونحن بصدد سنة جديدة ومنافسة جديدة تتيح الفرصة للجميع في المنافسة.
6- إهمال متطلبات سوق العمل واحتياجات الوزاراة من الكوادر من حملة الشهادات العليا.
7- إستحداث قنوات غريبة على الدراسات العليا بصورة مستمرة ،مثلا فتح مقاعد خاصة لوزارة الداخلية في الجامعات،نعم لاضير في ذلك ولكن يجب ان تكون ضمن تخصصات تعود بالفائدة للوزارة ،فما فائدة شرطي يحصل على ماجستير في تخصص طرائق تدريس الاجتماعيات وهو منتسب يعمل في الحمايات او في النجدة.

8- عدم وجود برنامج تنمية حقيقي يعود بالفائدة للحاصلين على الشهادة العليا في كل وزارة تعود بالفائدة الى الدولة ،بل انهم اصبحوا عبئا على المؤسسات ووزاراتهم،فما ان يحصلوا على الشهادة العليا حتى يحصلوا على امتياز الشهادة ويوم التفرغ دون تغيير في ادائهم او برنامج عملهم داخل مؤسساتهم ،مثلا في وزارة التربية التي فيها آلاف مؤلفة من حملة الشهادات العليا ،ما فائدة مدرس يحصل على شهادة الماجستير في النقد الحديث وهو يدرس طلبة الصف الاول متوسط، او ما فائدة مدرس حاصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية وهو معاون مدرسة ابتدائية وهكذا يوجد الالاف من هؤلاء ،لذا كان بوزارة التربية ان تتبنى برنامج تنمية يعود بالفائدة لها من خلال تكليف حملة الشهادات العليا بمجالس ادائية خاصة بتطوير الاداء ومتابعة الاخفاقات وتبني اساليب الاشراف والقيام بالتدريب وانتاج البرامج الاثرائية ومتابعة برامج الجودة وغيرها،وكان الاجدر بوزارة التربية ان تسمح لتخصص طرائق التدريس فقط لمنتسبيها لانه الطريق الوحيد الذي يعود بالفائدة لها في اداء كوادرها.


تشير تقديرات احصائية بان ما يقرب عشرة الاف من قيادات الاحزاب في العرق قد حصلوا على شهادات عليا ،وربما تستغرب من هذه النسبة خصوصا انهم حصلوا على تلك الشهادات من جامعات عراقية معروفة بسمعتها ،كذلك من (معهد العلمين) الذي أسس حديثا في النجف بادارة عائلة بحر العلوم والذي يمنح مئات الشهادات سنويا باعتراف وزارة التعليم العالي الذي يعده كثير من المتابعين بانه جاء على غرار معهد (القائد المؤسس) الذي الغي فيما بعد ،وقد استحدثه النظام البائد واستفادت منه كثير من القيادات البعثية انذاك ،والغريب ان المعهدين (معهد القائد المؤسس ومعهد العلمين يمنحان شهادة في غير الاختصاص)بمعنى يمنح الماجستير في العلوم السياسية لخريجي قسم اللغة العربية او الاقتصاد المنزلي).
وأخيرا يمكن ان نصنف خريجي الدراسات العليا اليوم الى ثلاثة اصناف وكالاتي :
-فئة التدريسيين في الجامعات وهم قلة لكون الجامعات متخمة بالكوادر وقليلا ما ترشح منتسبيها للدراسات العليا واغلبهم حصلوا على الدكتوراه.
-فئة ،القيادات الحزبية واغلبهم حصلوا على شهادات.
-،فئة الموظفين الذين يذهبون مترنحين داخل وزاراتهم يحصلون على الامتيازات دون اي تغيير في عطائهم او اسهامهم في مؤسساتهم.
-فئة غير المعينين واغلبهم من الاوائل واصحاب الطموح،يذهبون الى الباب الشرقي يتظاهرون مطالبن بالتعيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه