الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين سلام الشجعان ؟

نبيل محمود والى

2006 / 7 / 8
القضية الفلسطينية


قبل إلقاء اللوم على الدولة العبرية في المشهد الفلسطيني الحالي نتيجة لإشعال فتيل المواجهة باختطاف جندي إسرائيلي في عملية يقينا وتأكيدا لا تصب في صالح الشعب الفلسطيني .. و ما يتعرض له شعب عربي شقيق في الضفة الغربية وقطاع غزة و يدفع ثمن جريمة لم يقترفها و ما تعرضه الفضائيات يوميا من لون الدماء وصور الأشلاء الفلسطينية فيه إذلال مهين لأمتنا العربية والإسلامية بعد أن أصبحنا مفعول به دائما ! علينا أن نراجع أنفسنا أولا من قادنا إلى هذا الموقف وتلك المذلة حتى لا نعيب زماننا والعيب فينا ؟

الفلسطينيون خاصة والعرب عامة فشلوا في التعامل مع الملف الإسرائيلي على مدى أكثر من خمسة عقود حربا بإزالة الدولة العبرية من الوجود أو تحقيق انتصار حاسم عليها ! أم سلما لأننا عاجزون على التعايش معها من خلال الاعتراف والمفاوضات وتأسيس الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كما نحب أن نردد ؟ وما يحدث على الساحة إلى يومنا هذا هو فقط عمليات تعبر عن الفعل ورد الفعل بعيدا عن جوهر القضية ولب النزاع بينما ميزان القوى لا يجرى في صالح العرب فرادى أو مجتمعين ...

النظام العربي وعدد لا بأس به من القيادات الفلسطينية ساهموا بقدر عظيم بل كانوا حجر الأساس ولا يزالون فيما يتعرض له الفلسطينيين إلى يومنا هذا بدءا من رفض قرار التقسيم ومرورا برفض مبادرة المجاهد الأعظم الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي في أوائل الستينيات من القرن المنصرم ومبادرة الرئيس محمد أنور السادات إبان زيارته للقدس عام 1977 من ذات القرن ووصولا لمبادرة الرئيس الأمريكي في كامب ديفيد الثانية في ظل ثقافة أعداد الجيوش العربية لحماية العروش والكروش ..

الاتجار بالقضية الفلسطينية كان ومازال وسيظل هدفا في حد ذاته لتحقيق المنافع والمكاسب الشخصية و الإقليمية والدولية ناهيك عن إبراز الزعامات المختلف والمتعدد أطيافها ، وبسياسة الأمر الواقع توسعت إسرائيل كما وكيفا على الأراضي الفلسطينية المتنازع عليها عما كانت عليه عند صدور قرار التقسيم وصار من المستحيل نظريا وعمليا العودة إلى قرار التقسيم الذي كان يمثل الشرعية الدولية أو حتى حدود ما قبل يونيو 1967 ! بعد أن أصبحت إسرائيل عين الحقيقة ولها درع وسيف وتحولت القضية الفلسطينية في المحافل الدولية إلى نزاع الفرص الضائعة ولم تعد ضمن دائرة اهتمامات الدول الكبرى !

انه الحصاد المر لسياسات وجهي العملة الاستبدادية العسكر و الأصوليين من الإسلاميين التي ما فتأت تعبر عن ردود أفعال غير واعية محليا و إقليميا ودوليا على العربدة الإسرائيلية ! حتى حملنا الأجيال القادمة و لعقود طويلة بأكثر مما يفوق قدرتها و ضاع الحلم و تبخر الأمل بعد أن انتهك إسلامنا على أيدينا وصار الدين الكلأ المباح يقودنا إلى نفق المجهول فلا دولة فلسطينية مستقلة ! ولا قدس عاصمة تلك الدولة ! ولا عروبة ! ولا يحزنون !

المشهد لم يتغير خلال النصف قرن الفائت قادنا إليه مرات عديدة الثوار الأحرار الاشتراكيون في الجمهوريات العربية العسكرية بدءا من الرئيس جمال عبد الناصر و الرئيس حافظ الأسد رمزي هزيمة العرب التاريخية وفقدان الأرض والكرامة ! مرورا بالرئيس ياسر عرفات منظر سلام الشجعان الذي كان ! إلى حاكم بغداد الذي سلم بلاد الرافدين للمحتل الأمريكي قبل أن يحرق نصف إسرائيل بالكيماوي المزدوج كما وعد الأمة ! وصولا إلى الحركات الأصولية الإسلامية من القاعدة إلى الإخوان و حماس الذين يلهبون مشاعر البسطاء من العامة ملتحفين رداء الدين ويجيدون اللعب في الوقت الضائع للشهرة والتاريخ وإثبات الوجود بعد خراب مالطة في زمن الإرهاب والكباب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة