الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة سادية لكتاب مازوخي - ترجمة مازن كم الماز

مازن كم الماز

2020 / 10 / 5
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


هذه مقدمة سوبرفيرت لكتاب ليوبولد فون ساشر - مازوخ "نساء يرتدين الفرو" النسخة المنشورة عام 2008

إن غرضي هنا هو أن أدمر أي متعة يمكنك أن تحصل عليها من هذا الكتاب . قد تعتقد أنك تجلس الآن بشكل مريح , أو ربما تستلقي في سريرك , لكن ذلك ما يفعله جسدك فقط . أما في عقلك فهناك حالة واحدة فقط للقراءة - وضعية الخضوع . عندما تقرأ فإنك دائما تجثو على ركبتيك و تتقبل بتواضع دروسك من الإله الكاتب . كل قارئ هو مجرد زومبي , عبد , روبوت , يريد أن تتم برمجته و إرشاده . ضع جانبا أفكارك الخاصة بك لتقرأ أفكاري أنا . افعل ذلك , افعله الآن . إذا كنت تعتقد أن أي كاتب يكترث لقرائه فعليك أن تعيد التفكير مرة أخرى . وحدهم أحط الكتاب قدرا يحمل أي تقدير أو اعتبار لقرائه . أما بالنسبة لكاتب غظيم فإن القارئ هو فقط عقبة بينه و بين الشهرة . هذا هو السبب في أن الكتب العظيمة يصعب فهمها لدرجة لا تصدق . انظر إلى كتاب استيقظ يا فينيغان . لا يقوم الكتاب بأية مبادرة للمساومة . إنه لا يهتم بك . الكشف الوحيد في الكتاب هو أنك كقارئ في عالم الكاتب تعادل دودة أو عقب سيجارة فقط . كل ما يفعله جويس هو أن يسحقك على الأرض بكعب حذائه . أعرف ما الذي تتوقعه من هذه المقدمة . تريد أن تعرف كل خلفيات القصة . أن تعرف أن ليوبولد فون ساشر - مازوخ ولد عام 1836 , نشر قصته "نساء يرتدين الفراء" عام 1870 , و مات عام 1895 . أن تعرف أنه جاء من جزء من الأمبراطورية النمساوية تعرف اليوم بأوكرانيا . أنه كتب بالألمانية و نشر عددا من الكتب و القصص الأخرى , و حقق شهرة أدبية في حياته . تريد أن تعرف أن فيتشيته ظهرت في كثير من أعماله و أنه كتب قصته "نساء يرتيدن الفرو" بناءا على خبرته كعبد لامرأة تسمى فاني فون بستور . أن تعرف أن أعماله و شخصيته هما ما دفعتا الطبيب النفسي كرافت - إيبينغ ليحدثنا عن ما أصبح يعرف بالمازوخية . لكني لا أريد أن أخبرك أي من هذا . قد يفيدك أن تعرف هذا . ربما لا . لكن هذا يسبب لي الملل بكل صراحة كما أني أنا أيضا لا أكترث بك و بما يفيدك أو ما تريده . الشيء الأساسي هنا هو متعتي أنا . إن الكاتب هو السيد في العلاقة الأدبية . و القارئ هو العبد . إذا أردت أن أخبرك أي شيء عن نساء يرتدين الفرو فعليك أن تستمع فقط ( دون أي اعتراض أو تفكير ) . و إذا لم أفعل فإنك ستستمر بالاستماع ( أو القراءة ) على أي حال . ليس أمامك خيار . أنا من يملك صوتا هنا . أما أنت فمجرد الأذن التي تستمع . اعتد على كل هذا . إذا كنت تتوقع أن أخبرك شيئا ما مفيدا عن هذا الكتاب فأنت غبي . أنا لا أنوي أن ألقي أي ضوء على هذه القمامة . أريد فقط أن أقول أشياءا تزيد التباس و غموض هذا الكتاب , أن ألقي به في الظلام , و أدفنه كما تفعل الحيوانات ببرازها . هذا كان أيضا ما فعله بقية الكتاب أو المؤلفين . لم يذكر فرويد ساشر - مازوخ و لا مرة في دراسته الموسعة عن المازوخية . من المحتمل أن يكون نيتشه قد قرأ ساشر - مازوخ , و هو الذي شغلته كثيرا تلك العلاقات بين السادة و العبيد , لكنه لم يذكر كاتب نساء في الفرو أيضا . و لم يذكره شبنغلر في انحطاط الغرب . أما كافكا الذي استمد الكثير من "نساء يرتدين الفرو" في قصته "التحول" لم يذكره أيضا . جويس الذي كان صاحب ميول مازوخية أشار إليه مرتين فقط في أوليسيس . لكن ذلك كان الاستثناء لا القاعدة . أما موقف بقية الكتاب من ساشر - مازوخ فكان عموما يشبه موقف هنري جيمس : "لم أقرأ كلمة واحدة لساشر - مازوخ . قرأت القليل جدا من رواياته و قد حذروني منه" . حذروك منه - لماذا ؟ لأن ساشر - مازوخ ليس لديه الكثير ليعلمه للآخرين ككاتب . يقر كتاب سيرته أن نوعية و مستوى أعماله انحدرت بشكل كبير بعد "نساء يرتدين الفرو" . "تحفته الفنية" هذه كتبت بتصوير مشاهد صغرى , أشبه باللهاث بين نوبتي جلد بالسوط . حتى هنا انظر إلى الطريقة التي يفسد بها ساشر - مازوخ وصف فيتشيته تجاه الفرو . تسخر واندا من مقارناته : تصرخ واندا " المرأة التي ترتدي الفرو ليست إلا قطة كبيرة , بطارية كهربائية قوية ؟" . قطة كهربائية , بطارية قطط - هذا مهيج حقا . هذا قول ذكي فعلا .... كلا , إنها استعارة مشوشة .. قرف ... ثم مرة أخرى , إذا سخرت منه واندا فإن هذا لأنه يريد أن يكون عرضة للسخرية . يفعل ساشر - مازوخ كل ما بوسعه ليتملص من تمكنه العالي من أعراضه لأنه لا يريد أن يكون سيدها , بل عبدها . كل كلمة محسوبة بدقة لتظهر الكراهية و الاحتقار . يفرط ساشر - مازوخ في التبسيط ( عليك أن تكون إما سيدا أو عبدا ) . إنه يمزج بين الاستعارات ( بطارية قطط ؟ ) .. إنه يناقض نفسه . انظر إليه كيف يفسد أعراضه . إنه لا يعتبرها مازوخية , التي لا توجد ككيان سريري متكامل أو واحد . بل كشيء ما فوق حسي . "كنت أزداد تشوشا مع كل يوم , أكثر خيالا , و أرتفع فوق الحس" . إنه يستمد أصل هذا المصطلح من أفلاطون -

تعليق المترجم - إذا كانت هذه الكلمات قد كتبت لجنس يسجد لأوهامه خوفا و استسلاما , لجنس يجهد كل الجهد ليرى كل قبح نفسه و عالمه في مرآته العمياء على أنها جمال مصطنع لكن مقرف و مقزز حتى الموت .. لجنس يفر من قدره إلى قدره محاولا الاختباء وراء أي تفاهة كي لا يرى نفسه و لا ما حوله .. فإنها تصبح أحق بحق قبيلة كبرى مهووسة بتفاهاتها التي ورثتها , قبيلة كبرى عاجزة سوى عن النواح و الشكوى و التسول , هي التي يرتفع صخبها اليوم داعية لانتصار أخلاق و ثقافة العبيد واسمة و متهمة الجنس و القوة و الشجاعة في هذا العالم بالإجرام و الظلم بينما تمجد الضعف و العجز حتى العنانة و تدعو الآخرين لتمجيد العاجزين و التافهين و المتسولين ... قبيلة كبرى تعيش حالة تثبيت , لا ترى الآخر إلا مغتصبا و لا ترى نفسها إلا ضحية و لا تستعذب فقط دور الضحية بل تستلذ بهذا الدور حتى القذف .. القبيلة التي ولدت بينها و تسمي نفسها خير أمة أخرجت للناس


نقلا عن
https://supervert.com/essays/venus-in-furs/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: لن نرسل الأسلحة لإسرائيل في حال شنت هجوما واسعا على ر


.. مراسلنا: قتيلان في غارة استهدفت سيارة في بلدة بافليه بقضاء ص




.. فايز الدويري: لا تزال معركة رفح في بدايتها ومعالمها ستتضح خل


.. نواب أمريكيون يعدون تشريعا لتهديد مسؤولي الجنائية الدولية..




.. شهيدان وجريح في استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة بافليه