الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أحرجنا رجال السادات

مصطفى مجدي الجمال

2020 / 10 / 6
سيرة ذاتية


في مثل هذه الأيام من 45 عامًا عقد اتحاد طلاب الجمهورية ندوة سياسية مهمة على مدى ثلاثة أيام بمشاركة عدد كبير من القيادات الطلابية، وكان عنوانها "مصر بعد عامبن من العبور" وذلك في مقر معهد التجارة الخارجية بالزمالك وقتذاك..

تحدث في الندوة عدد من الوزراء.. كان واضحًا من اهتمام الدولة والأجهزة بالندوة أن نظام السادات يحاول السيطرة على الجامعة بعد حرب أكتوبر التي أصبح التباهي بها مبررًا لسياسات السادات المناهضة على نحو فج لسياسات عبد الناصر..

وكان لوفد جامعة المنصورة دور كبير في هذه الندوة واصطدمنا أكثر من مرة بالوزراء المحاضرين.. كان أكثر ما ضايقني محاولة الفريق عبد الغني الجمسي وزير الدفاع طمأنتنا بعد اتفاقي فصل القوات في سيناء وسحب قوات كبيرة إلى غرب القناة.. وكان من بين ما قاله لنا كسر كبير بعدما تأكد من خلو القاعة من الصحفيين أنه سيرسل مهندسي وأفراد القوات المسلحة إلى سيناء في صورة مهندسين وعمال في شركة المقاولين العرب..

وضحكت كثيرًا في الجلسة التي تحدث بها عثمان أحمد عثمان عن مشروعات التعمير، ولكنه سرعان ما انجرف إلى "تلقيح" الكلام على عبد الناصر فقاطعه بحدة زميلنا حمدي قناوي طالب هندسة المنصورة فارتبك عثمان ارتباكًا فظيعًا وأنهى كلمته على الفور وغادر القاعة بسرعة..

وفي اليوم الأخير جاءنا إسماعيل فهمي وزير الخارجية وأخذ "يبلعنا" سياسة السادات في التفاوض مع إسرائيل وتوسيط الولايات المتحدة.. كان الانطباع العام أن كلامه "عائم" و"ساكت"..

فقررت أن أسأله في موضوع غير مباشر.. قلت له: أنا شاب مصري نشأت على إعلام يؤكد أن أمريكا هي العدو الأول للأمة العربية وأن الاتحاد السوفيتي صديق صدوق بنى السد العالي وساعد في التصنيع وسلح الجيش المصري.. ولكن في السنتين الأخيرتين سمعنا السادات يقول إن الموقف الأمريكي موقف بناء وأن الاتحاد السوفيتي هو الوسواس الخناس.. لست بصدد التساؤل عن أي الموقفين أصدق، وإنما أسألك كمهندس ومنفذ السياسة الخارجية المصرية: ماهي المعايير التي يتم على أساسها تحديد الأصدقاء والأعداء؟ وهل تغيرت المعايير أم الدولتان الأعظم أم سياسة النظام المصري..

أقسم أن الوزير بُهت وصمت برهة ثم قال: سؤال مهم.. مهم جدا.. ويحتاج ندوة لوحده وربما أكثر من ندوة..

ونهض من فوره واتجه رأسًا إلى خارج القاعة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد مصطفى الجمال
فؤاد النمري ( 2020 / 10 / 6 - 13:33 )
الولايات المتحدة كانت العدو القاتل لجميع دول التحرر الوطني ومصر في طليعتها
وصحيح أن الاتحاد السوفياتي ساعد مصر في السد العالي وفي التصنيع وفي التسليح
لكن هل صحيح أن ناصر قال لبريجينيف أثناء زيارته إلى الاتحاد السوفياتي في فبراير 19070 قال .. في حرب 67 أنتم وقفتم تتفرجون علينا ننهزم
وكيف تفسر ذلك
في 9 يونيو كنا في سجن عسكري في مدينة الزرقاءودخل علينا مدير السجن وقال لنا . أنتم الشيوعيين صدعتم
أيضاً عميل للاستعمار !!؟؟رؤوسنا وانتم تتحدثون عن ملوك ورؤساء العرب عملاء للإستعمار لكن هل عبد الناصر أيضاً عميل للاستعمار !!؟ وقال .. تفو يلعن أبوكوا .. واغرورقت عيناه وخرج


هناك لغز لا أستطيع أن أفككه وهو أن الطائرات الإسرائيلية عبرت سماء المتوسط لتقصف مصر من الغرب
والأساطيل الحربية السوفياتة تواجدت بكثافة في المتوسط ومع ذلك لم تحذر مصر من ذلك

يرجى الإجابة !!

تحياتي


2 - تعليق واحد علي جملة واحدة فقط 1
محمد البدري ( 2020 / 10 / 6 - 18:57 )
مشكلتك يا عزيزي الجمال انك كنت شاب مصري نشأت على إعلام يؤكد أن أمريكا هي العدو الأول للأمة العربية وأن الاتحاد السوفيتي صديق صدوق بنى السد العالي وساعد في التصنيع وسلح الجيش المصري.
اعلام من الذي روج لهذا الكلام؟
اليس هو اعلام عبد الناصر الذي يخالف 100% ما كان يحدث علي الارض.
ان الالتزام بمبدا الواقع والتبصر فيه هو مفتاح المعرفة اما سماع ما يزعق به الزعيم فذلك يخالف طرق اكتشاف الحقيقة.
عاش عبد الناصر وعصابته في غرفة الرعاية المركزة الامريكية من 52 وحتي 67 وتركوه يفعل كل ما يعن له ليكون صاحب الصوت الواحد الاحد لم يتدخلوا، بل ساعدوه عبر لعبة ذكية.
وعدوه بتمويل المشروع الذي يفخر به الناصريين ودفعوه بسحب تمويلهم الي الصديق !!! السوفيتي فضربوا عصفورين بحجر واحد. القموه حجرا سوفيتيا كاره هو لشيوعيته والحاده ودكتاتورية بروليتاريته وتخلصوا في نفس الوقت من استعمار تقليدي كلاسيكي يقف حجر عثرة امام امبريالة جديدة قوامها الراسمالية بتشجيعه لتجريد بريطانيا وفرنسا من قناة السويس. ووعدوه بمساندته لو فعل فكانوا اول الاصدقاء الصادقين تحقيقا للقول الشهير Friend in need friend indeed
يستكمل


3 - تعليق واحد علي جملة واحدة فقط 2
محمد البدري ( 2020 / 10 / 6 - 18:57 )
بلع الزعيم الطعم بل ربما كان الطعم علي هواه فلم يكن مخلصا للسوفييت بقدر ما كان مخلصا للامريكيين بمكافحة الشيوعية اينما وجدت خاصة بعد التأميم واستمر التاميم داخليا علي الملكيات الصناعية والمالية بعد ان قضي علي الزراعية منها في عام الانقلاب الامريكي. ولم يعترض العم سام رغم ان الفعل مضاد للراسمال واصحابه!
ان اقصي ما فعله سلاح الصديق الصدوق هو انه جعل عبد الناصر يقبل مبادرة روجرز ومن بعدها اوصل نفس السلاح الاسرائليين الي الكيلو 101
قول السادات إن الموقف الأمريكي موقف بناء وأن الاتحاد السوفيتي هو الوسواس الخناس.. هو بالضبط ما كان يجول في خاطر الضباط الاحرار قياما وقعودا وعلي جنوبهم. ولهذا فعندما جاء السادات لم يكن ممكنا السكوت علي السراويل الساقطة للنظام فسرعان ما البسوا النظام جبه قفطان تتناسب واخلاق القرية شرط ان يقوم بدور راقصة استربتيز في المولان روج العربي وهو ما جعل اسماعيل فهمي يستقيل.
وحسب قول المصريين اللي فات مات. الان لا يستقيل احد رغم الاستربتيز العربي الحالي وبدون سوفييت.
تحياتي


4 - كلمه حق
على سالم ( 2020 / 10 / 7 - 02:19 )
عبد الناصر يجب وضعه فى مكانه الصحيح من التاريخ , هذا الرجل كان كارثه على مصر وعلى جموع الشعب المصرى المعذب , عبد الناصر لم يكن ابدا مؤهلا لحكم مصر هو وعصابه الضباط الاحرار , الرجل كان عديم الخبره فى السياسه والديبلوماسيه والاقتصاد وكل نواحى الحياه , قرارات عبد الناصر كانت غير مدروسه وتفتقر الى الخبره والتفكير المنطقى ,الاعلام الناصرى كان غسيل مخ مكثف للشعب الساذج حتى صدق ان الرجل هو القائد الوحدوى والرئيس الملهم والمفكر والفيلسوف ونبى الامه العربيه , كوارث هذا الرجل واضحه للعيان ومع ذلك نجح عبد الناصر فى الضحك على الشعب والغدر به وتبديد موارد الدوله على مشاريع فاشله وحروب خاسره , المشكله الان فى هذه النوعيه التى تقدس عبد الناصر بل ووصلت الى تأليه هذا الرجل , هذه النوعيه يجب تثقيفها وتحرير عقلها من عباده الفرد واعتباره الاله المنتظر

اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار