الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرضُ الفقراء

مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)

2020 / 10 / 6
الادب والفن


للشجرِ صانِعْ
وللمطرِ صانِعْ
والأرضُ لها عبيدَها
سادَتَها
وألفَ شاريٍ وبائعْ
فكيف في حقولِ القمحِ في بلادنا
يُولَدُ كُلَ يوم
مِئةَ ألفَ جائِعْ
***
الفواكه للتصدير
والخضار للتصدير
وما تبقى للبشرِ هنا
لا يَصلُحُ وجبةً للحمير
فكيف يطْلبون مِن جائِعْ
أن يكونَ جندياً
حامياً للدِيارِ
ومُحارِباً وقتَ النذيرْ
***
للقصورِ موائدَها
وللسجونِ موائدَها
وللآجئين والمُشرَدين تُمنَح الوجَباتْ
فكيف وزَعوا الزَرْعَ بين البشَرِ
منهم مَنْ يأخُذُ الحِصص
ومنهم منْ يعتاشَ على الفُتات
***
الأرزاقُ تُوَزَعْ
والأقدارِ تُوَدَعْ
وعلى مرمى حَجَرٍ
مِن قصرِ السلطانِ
مُدن الصفيح تَكثُر
طوابير الفقراءِ تَكثُر
تُناجي الله الرزق
وتَطلُب مِن السماءِ مطر
***
مساجدٌ مُزخرفة بالروانق
كنائسٌ مُزينة بالسبائِك
ومليونَ بيتٍ عشوائي حولها
مصنوعٌ مِن الخشبِ والصفائح
وأجملُ الفنادق محجوزة
وُزِعَت غرفها
بين أميرٍ ..غنيٌ وسائح
فكيف بالله عليكم
قسمتم الناس
الى مجموعة شرائح
***
في أرضنا الثروات
ومِن أرضِنا تخرُجُ الطيبات
يأخُذُها السلطان
يحتسي الخمر بربعِها
وبنصفِها يلعب في الكازينو
الثلاث ورقات
وما تبَقى من ما يَخرُجُ من الأرض
مِن ثرواتِ وطيبات
يُنفِقها أبناء السلطان
على بعض المغامرات ..على بعض النزوات
***
فيا فقراء الأرضِ
لسنا نحيا على الخُبزِ أحياناً
والرغيف ما أطال بأعمارِنا
كُلُ ما هناك
أن للحقولِ سماسرتها
للبذور تجارها
فإن لَمْ تجِدْ شيئ
على مائدة أطفالك
إبحث حوْلَ القصور عن كيس القمامة
في صومعة قديسٍ
أو حضرة علامة
سَتَجِد أن للجائعين والفقراء
قومٌ وسلالة
فإن لمْ تنتزع الرغيف
مِن فمِ الأسدِ
ستبقى طول الدهرِ
جائعٌ جائع
الى يوم القيامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟