الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقلنة الكتابة - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النزال - الحلقة الثامنة عشر من – لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا- في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 10 / 6
مقابلات و حوارات


الكتابة عند نازك الملائكة..
La Mésopotamie بلاد الرافدين / العراق. ذلك سنة 1947, وعلى يد امرأة الشعر نازك الملائكة, وفي قصيدة كاملة التأنيث, قصيدة التفعيلة, و بعنوان مزعج مربك هو : " الكوليرا . هذا الشكل الجديد للكتابة الابداعية ونرى أنه فتح الطريق الملكيّة لحريّة الكلمة الشعريّة على حساب "ذكورة الشعر العموديّ ", و مهّدت الطريق لأشكال جديدة من الخطابات الشعريّة كقصيدة النثر و النثر الشعريّ, و غيره من ضروب الكتابة الفنيّة كشعريّة الرواية , التي لا تكفّ حاليا عن النموّ و التوسّع خارج حدود الأجناس الأدبيّة و قيودها.

يقول الشاعر العراقي حميد سعيد:
"إن الكتابة الإبداعية تنتج عن مخاض معقد جدا، حتى في حالة أن يكون النص الإبداعي شديد الوضوح؛ لأنها تصدر عن تمثل مجموعة من المعارف، وهي التي تكون محيط الوعي الذي يشكل مهاد الإبداع؛ ولكنها – في الوقت ذاته- تنتج وعياً".

وعن الكتابة أنسي الحاج يقول:
"الكتابة كلّها هي هذه العملية الخيميائية، ولا قيمة لها الا بمقدارها، وبمقدار تحدّيها شبه اليائس لاستحالة النجاح في هذه العملية. ليس هذا فحسب، بل الفكر، مجرد الفكر في مجرد الرأس، ان لم يكن توقًا، وبكل جدية التوق ومأسويته، الى تحقيق تلك العملية الخيميائية السحرية التي تشتقّ الشيء من خصمه والنبل من الوحل والوجود من العدم والجمال من الغياب، فأي معنى له ولصاحبه؟

2.لمن تكتب، ومن تخاطب، ولِمَ تكتب؟
يجيبنا الشاعر النزال متحدثًا عن ماهية السؤال، قائلًا:

سؤال واسع أحاول اختصار إجابته بالآتي:
أكتب لنفسي التوّاقة للإبداع والتي لا تستريح حتى أضع لواعجها وأحلامها وأخيلتها على الورق ثم أنقله للناس وأظن ذلك محكومًا بالغريزة البشرية المحبة للمشاركة والظهور وحب التواصل مع الآخرين.
وأكتب لوطني الذي منحني للعالم بعد أن منح لي ما أمتلك وما أعطي. هذا الوطن العظيم الذي تغنيت بأناشيده وتنقلت بين مدنه وقراه وبواديه وهتفت لجيشه المدافع عنه ودعوت له في كل محنة ووقفت منافحًا عنه في كل عدوان ارتُكب ضده. وأنشدت مع رجاله ونسائه وأطفاله أناشيد الفرح عند كل نصر.
وقفت مع وطني الذي هاجمته الغربان جالبة معها الأشرار من أقطار الأرض فدمروا وقتلوا ونهبوا وسجنوا وأفسدوا في الأرض شرَّ فساد.
وقفت مع المقاومة التي مرغت أنف المحتلين في تراب الهزيمة والخذلان فاندفق شعري طوفانًا من الثورة والعنفوان.
وكذلك وقفت مع الانتفاضات المتلاحقة ضد النظام الفاسد وآخرها ثورة تشرين 2019 المباركة التي كتبت لها وللمقاومة مئات قصائد المؤازرة ورثاء الشهداء وحث العراقيين على الوحدة والوقوف مع أبنائهم وبناتهم في ثورتهم المباركة.
كتبت النَّسيب الرقيق ودوَّنت الآهات التي سببتها الغربة وصدحت بالاشتياق للوطن والأحبة.
هجوت البخلاء والظالمين والفاسدين.
وناجيت ربي وامتدحت رسوله الكريم.

وفي جواب لي على أحد السائلين قلت في قصيدة (كتبتُ كلَّ شيء):

كتبتُ كلّ شيء
أسرفتُ في الثناء
والهجاء
والرثاء
والغزل
كتبتُ للأطيار
والأزهار
والأقمار
والفخار
والفشل
لكنّ حرفًا في الشفاه لم يزل
مهمهمًا
متمتمًا
يلجمه الخجل
ولن أبوح
ولن أريح
لن أحرّر النداء
سأحرق الدفاتر الرعناء
بكل ما فيها من الشعور
والنشيج
والنساء
من كان يرتجي الشموخ
فليعرج إلى السماء
على جناح كبرياء
وليفترش رؤى الأمل
ويزرع الضياء
في المقل
وحينها
يقول إنه وصل


أما لمَ أكتب فجوابي هو لأني خُلقت لأكتب وإن لم افعل لصرت مجرد مخلوق لا يجيد شيئًا، مع أني مُجيد في التجارة والصناعة والزراعة ولا أجني من شعري مالًا ولا امتيازات. أحس أن الكتابة هي حصني ومحرابي ووطني المقيم في داخلي.
الكتابة هي الحياة وهي النجاة وهي سبيل الوصول إلى القلوب والمطرقة التي تضرب رؤوس الشياطين والسندان الذي يتلقى ضربات الحاقدين.
أكتب لأن الكتابة رئة حين يغيب أوكسجين الحياة.
والكتابة هي العالم الآخر الذي أسافر إليه دونما حاجة لجواز سفر وتأشيرة دخول.
والكتابة هي الرسالة – أو الرسائل – التي تبلغ نبض القلب لمن نحب.
وهي الرسالة – أو الرسائل – التي تبلغ جمهوري ما توصل له عقلي من فكر.

انتظرونا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن