الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ما مِن شيءٍ فتّكَ الجسم العربيّ وساهمَ بشكلٍ كبير في بتّرِ أجزائه ورمّيها في ساحات الصّراع السلطويّ، سواء الدّاخلي أو الخارجي، كما فعلَ ظهور البترودولار، الذي لَم يُحسن مالكوه توظيفهُ لخدمة العروبة وقضاياه المصيريّة، إذ كانَ جُلّ همّهم التفرّد بالحكم العربيّ، وجعل بلادهم الصغيرة غُرفة التحكّم القمّعي بأنظمةِ الحكم في كافّة أقطار الوطن العربي .

فلقَد كانت - وما زالت- هذه الأنظمة الهشّة تقوم بدعَمِ الثورات المُضادة، وتكرّس كُلّ طاقاتها في التصدّي لأيّ تحرّكٍ ولدَ ولادةً طبيعيّة من رحمِ الشعب ؛ لأنّها تؤمِن بأنّ أكثر ما يُشكّل خطورةً على طُغيان حكّمها، وفساد نهجها، هي الشّعوب الحرّة التي ما عادت تقبل بالضّيم .

ولوّلا ظهور البترودولار، لما كانت كُلّ الأنظمة العربيّة، تسارِع في إعلانِ الولاء المُطلَق لهذه القيادات المُتضعضعة، التي تُخيفها وتزعّزع كيانها تغريدةٌ واحدةٌ على مواقع التواصل الإجتماعي، ولما تجرّأت هذه القيادات على أن تصلَ الى بلاطِ السُلطة وهي خاليةٌ من أيّ فكرٍ يدعّم حكّمها، لكنّهُ البترودولار، الدستور الذي لا يجرؤ أحد - أيًّا كان مسمّاه- أن يعتدي عليه .

لقَد دفع البترودولار محمد بن زايد إلى إعلان التطبيع العلنيّ مع الكيان الغاصِب والمحتَل، دون خجلٍ أو وجلٍ حتى، ودون تقديسٍ لدماء الشُهداء النقيّة الزكيّة، ضاربًا عرض الحائط كُل الإنتفاضات التي قدّمها الشّعب الفلسطينيّ، وهو صاحب الحقّ الأوّل في بلادهِ، بدءًا مِن انتفاضة الحجارة التي كانَ جنودها الأطفال في ثمانينيات القرن الماضي، والتي ركّعت العدوّ على قدميه، في وقتٍ عجزَت فيه جيوش الدول العربيّة عن ذلك، بعد أن أُذيقَت أمامهُ طعم الهزيمة الحنظليّ، وأجبرتهُ - أي انتفاضة الأطفال- على التفاوض، وليسَ انتهاءً في ما يجري الآن على الأراضي الفلسطينيّة مِن مواجهات يقودها الشّعب الفلسطينيّ الأعزل، والذي تُركَ في ساحة المعركة لوحده، بعد أن تنازلَ عنهُ أبناء جلدتهِ الخونة، فهذا الشعب الجسور، لم ولن يستكين ؛ إلّا باستعادة أراضيه كاملة، دون أن يُسامح ولو بشبرٍ واحدٍ منها، إضافةّ نزع الكرامة العربيّة المطروحة في أزقّة البيت الأبيض .

لَم يكُن محمد بن زايد مُقدمًا على هذه الخطوة، لولا علمه بأنّ الوضع العربيّ يسمَح له بذلك، وأنّهُ قَد قام بشراءِ ذِمم حُكام الدول العربيّة قاطبةً بثمنٍ بخِس، ما عاد تلكَ التي يعيش معها صراع منذ ثلاث سنوات . فالرجل الأوّل في بلاد زايد، وبفضلِ البترودولار الذي مهد لهُ طريق الخيانة مع أشدّ أعداء الأمّة، يعلَم ما لا يعلمهُ أحد سواه، من أنّ الأمّة العربية مُحاصرة من الداخل والخارج، وتعيش صراعًا لم تعشّه مِن قبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج