الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- السابع : مقال وترجمة - اسحاق دزرائيلى

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2020 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اسحاق دزرائيلى ( 1766- 1848) هو ابو رئيس وزراء بريطانيا المشهور بنيامين دزرائيلى ( 1804- 1881) وكان الابن الوحيد لرجل اعمال غنى هاجر اسلافه الى البندقية بعد ان طردو من اسبانيا فى القرن الخامس عشر .

وقد قاوم الصبى طويلا مجهودات ابيه لاعداده ليكون رجل اعمال ، حتى لقد حاول التماس المساعدة من صامويل جونسون ، ولكن الدكتور العظيم كان على فراش الموت حينئذ .

واخيرا حين بلغ الثانية والعشرين ، نشر مقطوعته الشعرية الغنية بالحيوية ، التى سماها عن (سوء استعمال السخرية )، ولقد ادى نجاح هذه المقطوعة الشعرية ، الى اقناع والده على العدول عن فكرة انشاء اسرة ملكية من رجال الاعمال ، يتعاقب على الحكم فيها الابناء والاحفاد .

واصبح الشاب حينذاك حرا فى مخالطة المؤلفين ومحبى الكتب ، وفى القراءة والكتابة دون حرج ، واستطاع ان يعد للنشر فى الصحافة مجموعة من ( النوادر والشخصيات والاسكتشات والملاحظات الادبية والنقدية والتاريخية ) .

اطلق عليها اسم مناسب هو غرائب الادب ، وقوبل الجزء الاول منها عند نشره فى عام 1791 بنجاح غير متوقع ، حفزه على اتباعه بالجزء الثانى بعد عامين ، ولكنه كان يعتبر هذه المؤلفات مجرد حصيلة جانبية لمواهبه ، ولذلك بدا يكتب سلسلة من من الروايات التى لم تكن ذات قيمة ، والتى كانت احدها تتضمن شيئا جديدا بالنسبة للجو الشرقى الذى جعله خلفية لها .

وكتب نتيجة لاخفاقه فى هذا الفن يقول حين بلغت سن النضوج فى الخامسة والثلاثين ، قررت ان انبذ احلامى فى التاليف ، وان اهب نفسى بعد ذلك لتحصيل المعرفة ، وفى الاربعين سنة التى تلت هذه الحقبة نشرت له كتب كثيرة منها .

( كوارث الادب ) ومشاجرات المؤلفين ، وثلاثة اجزاء اخرى من ( غرائب الادب ) وتاريخ لم يكمل للادب النجليزى فى ثلاثة اجزاء تحت عنوان .طرائف الادب ، ودراسات تاريخية كثيرة كتلك التى كتبها عن حكم جيمس الاول ، وشارل الاول .

وقد كان اسحاق دزرائيلى فى بحثه الدائب عن الوثائق والمخطواطات التى لم تنشر ، رائدا فى مجال البحث التاريخى ، وسيظل فى مجال النوادر الادبية ، فى مكانة فريدة لايضاهيه فيها منافس.


والان الى مقاله - رجل الكتاب الواحد
عرفنا مستر موريس حديثا فى مذكراته التى تمتلىء بالحيوية ، بحقيقة يمكن ان نعتبرها ذات اهمية فى حياة الاديب ، فهو يقول لنا اننا اخبرنا تو، ان سير وليام جونز كان يتم قراءة اعمال شيشرون كاملة كل عام باستمرار ،
وان حياة شيشرون هى نموزج رائع لحياته .

والغرام باعمال شيشرون هو قاسم مشترك بين الكثير من الناس ، حين سئل العالم الفرنسى ارنو ، عن خير وسيلة يستطيع بها المرأ، ان يكون صاحب اسلوب جيد فى الكتابة ، نصح بمداومة القراءة اليومية لشيشرون ، وحين علق سائله على ذلك بانه يقصد الاسلوب فى اللغة الفرنسية لا اللاتينية ، اجاب ارنو وفى هذه الحالة ايضا يجب ان تقراء شيشرون.

حين نعتاد على ذلك الكاتب العظيم ، الذى اخترناه كاتبنا المفضل ، فان من الممكن بفضل هذه الالفة ، ان نجد انفسنا من اشباهه، ونجد فيمن كان ذا صلة بكاتب عظيم واحد صفة النبوغ، فقد تشبع ذهنه بقدراته ، واصبح مستعدا فى اى لحظة ، كما يقول المثل اللاتينى القديم خذ حذرك من رجل الكتاب الواحد.

ان بلينى وسنكا يعطياننا نصيحة امينة العواقب فيما يتعلق بالقراءة ، ويقولان لنا اننا يجب ان نقرأ كثيرا ، ولكن فى كتب قليلة ، ولكنهما كانا يعيشان فى عصر ليس فيه قائمة شهرية بالمطبوعات الجديدة .

اننا نحتاج الان الى فن يعلمنا كيف نقرأ الكتب ، وليس الى فن يعلمنا كيف لا نقرأها وسيكون ذلك فنا عمليا .

لم يكتفى بروتس بقراءة يوليوس قيصر باستمرار حتى فى اشد اوقات حياته انشغالا بالاحداث ، بل وكذلك قضى الليلة الاخيرة العظيمة من حياته يلخص نسخة منه ، وهو يعلم ان امامه لقاء حاسما ضد انطونيو واكتافيوس

وقد امر سليم الثانى بترجمة تعليقات قيصر الى التركية ، وقيل ان قراءتها باستمرار كانت سببا فى اشتعال حماسته للحرب ، وكان فولتير يضع على مكتبه عادة نسخة من اتالى لراسين ، وكريم الصغيرة لمايسلون ، وقد قال ديدرو، لو اضطرتنى الظروف الى بيع مكتبتى لاحتفظت منه باعمال هوميروس وريتشارسون .

ويقول لنا هيرو دى سيشل ان مسيو توماس وهو كاتب فرنسى يظهر فى كتاباته بلاغة قوية وتفكيرا عميقا ، كان يوجه اهتماما اكبر الى دراسة مؤلف واحد .

وكان هذا المؤلف هو شيشرون ، وكان لا يذهب الى الريف قط الا وهو يحمل بعض اعماله ، وكان فينلون مشغولا بهوميروس ، وقد ترك وراءه ترجمة لمعظم الاوديسا ، دون ان تكون عنده اى نية فى نشرها ، بل لمجرد التمرين على الاسلوب .

وكان بودالوالشهير يعيد كل عام قراءة القديس بولس بامعان ، وكان جرتيوس يتذوق كولان الى حد انه اعتاد ان يحمل منه نسخا صغيرة فى جيبه ولقد شاهده الناس يقبل هذه النسخة الصغيرة فى نشوة المتعبد الصادق.

ولقد قرأ لايبتنز فرجيل مرات كثيرة حتى انه حين تقدمت به السن كان لا يزال يردد كتبا باكملها من الذاكرة ، وحين وجد ميتا فوق مقعده كانت نسخة ارجنس قد سقطت من يده مع اخر انفاسه .

وكان بلوتارك ومونتينى ولوك المؤلفين الذين تتلقفهم يد روسو باستمرار ، وهم الذين اخذ منهم اساس افكاره لمؤلفه اميل .

وكان اللورد برلى العظيم يضع فى جيبه باستمرار كتاب تولى الذى كان اسمه الوظائف ، وكان شارل الخامس ونابليون بونابرت يحملان فى ايديهما دائما اعمال ميكافيلى ، وكان دافيلها هو الشغل الشاغل لهامبدن ويظهر انه اكتشف عن طريق ذلك المؤرخ الحروب الداخلية ، تلك الحروب التى توقع نشوبها فى وطنه .
ان هذه الحقائق تكفى لتصوير وتبرير تلك الواقعة التاريخية التى تروى لنا ان سير وليم جونز كان من عاداته الثابته ان يتم قراءة كل اعمال شيشرون مرة كل عام ، وتعطينا مثلا للنتيجة السعيدة التى يجنى ثمارها من يظل رغم تلك الكثرة الهائلة من المؤلفين – رجل الكتاب الواحد
غرائب الادب – الجزء الرابع
والى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من