الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى القطارات الليليه

سليم نزال

2020 / 10 / 7
السياحة والرحلات


فى القطارات الليليه!


من الامور الرائعه هى السفر فى القطارات الليلية.حيث ينطلق القطار الليلى قاطعا السهول و الارياف و المدن و حدود الدول . حيث يرى المرء الشمس و هى تغيب رويدا رويدا . و الليل و هو يهبط تدريجيا فوق الريف الهادىء ,حيث الغابات و البحيرات الممتده .و حيث يرى المرء اضواء القرى و المدن من بعيد.و حيث تختلط الاضواء مع المطر فى موسم هطول المطر.
.و الرائع فى السفر بالقطار هم اصدقاء( الصدفة) او زملاء الرحلة الذى يمكن للمرء ان يتعرف عليهم.خاصة فى كافيتيريا القطار حيث يذهب المرء لتناول غداء ام عشاء. و يلتقى المرء اناس يتحدث معهم ,يتبادلون الافكار و بعد بضعة ساعات يقول لك الصديق او الصديقه الذين تحدثت معه او معها لساعات ,سانزل فى المحطة القادمة!.و انت تعرف انك لن ترى هؤلاء الاشخاص مرة ثانية فى الحياة.اقول فى نفسى كل مره كم هى غريبة هذه الحياة!.و يبدا الواحد بالتساؤل حول مفهوم الزمن و مفهوم السعادة بل الحياة ذاتها !
فى تلك الفترة كنا نسافر معا شلة من الاصدقاء و الصديقات.و غالبا ما يكون احد معه غيتار.نذهب الى الكافيتيريا او الى مقصوره شبه فارغه و نبدا فى الغناء, و ما هى الا لحظات حتى يبدا ركاب القطارفى التدفق الينا فى جو حبور و فرح. و فى غالب الاحيان يشاركوننا الغناء و الرقص .يا له من وقت رائع كنا نمضيه معا , و كان الواحد منا يظن ان الزمن يتوقف هنا و لن يتغير !
و لما كنت بطبعى اميل الى التامل , كنت دوما احب ان اجلس احيانا وحيدا اتامل من خلال النافذه القرى و المزارع التى نمر بها.ترى جمال الليل الهادىء فى الارياف خاصه حين يخيم الظلام, و لا يسمع سوى صوت القطاريشق طريقه وحيدا فى الليل . و ترى مزارعين يسيرون مع ابقارهم فى مراعى خضراء رائعة.او ترى مزارعا يقود التراكتور .او اكوا م القش المتراكمة .
او يتوقف القطار عند مدينة فترى شابا يضع يده فى يد صبية , و هم يسيرون ببطأ ,او عجائز جالسين على المقاعد يتشمسون او يثرثرون و يبتسمون .او ترى عند مدخل كنيسة عريس فى بدلة كحليه و عروس ترتدى فستانا ابيض, و تحمل بوكيت الورد, ومعهم اصدقاء يسيرون معهم بفرح .
و على ذكرالمزارعين و التراكتور اتذكر قصه طريفه حصلت عندما كنا فى كورس صيفى فى الجامعه شارك فيه طلابا و طالبات من حوالى 100 بلد. اخذونا لمشاهدة الريف النرويجى.و كان معنا زميل مصرى ,كان مثل غالبية المصريين مرحا .راينا شابة مزارعة فى عشرينيات العمرو هى بالشورت, وتضع فى اذنيها ميكريفون جهاز التسجيل و تسمع الموسيقى, و هى تقود فرحة التراكتور .التفت الى صديقى المصرى و قال , الله ! دى فلاحة و اللى عندنا فلاحين !.د احنا متبهدلين خالص يا راجل!
ضحكت طبعا من المفارقه, و لا اذكر ما قلت له, لكن هذا المنظر على بساطته كان من المناظر الاولى التى جعلتنى افكر بالسؤال الحضارى .,لماذا تقدموا و ما زلنا نراوح مكاننا ! (بل اسوا بكثير الان ! )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي