الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة برنارد لويس وجو بايدن لتقسيم العراق وما اتوقعه إذا لم يسقط النظام الإيراني

احمد موكرياني

2020 / 10 / 7
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


منذ سقوط السلطنة العثمانية التركية المغولية واصطناع دويلات عربية من الخليج الى المحيط والشعوب المنطقة تعاني من الحروب والاضطهاد والقتل والتهجير والانصهار القومي والثقافي الإجباري والاضطراري، والأنظمة السياسية الحاكمة في هذه الدويلات تتجه من سوء الى اسوء ولا نستغرب من السماع استهجان الشعوب بكل طوائفه للوضع القائم في كل هذه الدويلات وامتداح الوضع السابق له، ففي العراق، فان الشعب العراقي الآن يترحمون على حكم صدام حسين رغم جرائمه، وفي عهد صدام حسين كانوا يترحمون على عهد عبدالكريم قاسم، وفي عهد عبد الكريم قاسم كانوا يترحمون على العهد الملكي وهكذا دواليك وهذا الحديث ينطبق على كل الدويلات العربية.

ان تقسيم المستعمرات السلطنة العثمانية التركية المغولية تمت وفقا للمصالح الاستعمار البريطاني والفرنسي واتفاقية سايكس بيكو، فلم يكن للشعوب المنطقة رأي فيها، فلم تكن غالبية الشعوب المنطقة عربية بل إسلامية، ولكن بسبب استخدام اللغة العربية وانتشارها في الدول الإسلامية من العراق الى شمال افريقيا فاعتبرت القومية العربية الصفة الطاغية على الشعوب المنطقة، ففقدت الشعوب الأصلية في مواطنها حقوقها للمستعمرين العرب اللذين استعمروا المنطقة تحت راية الإسلام.

ان ما يجري الآن في العراق من تطهير مذهبي هي صورة واقعية تعكس ما جرى على المنطقة تحت الافكار القومية العربية الاستعلائية الناصرية والبعثية التي تأثرت بالفكر القومي التركي في أواخر السلطنة التركية العثمانية المغولية ولكن الأتراك اقاموا دولتهم التركية القومية العنصرية على أراضي مغتصبة من الكرد والأرمن واليونانيين ولم يفكروا بالعودة الى وطنهم الأم في جبال آلتاي في منغوليا لتطويره، أي انهم ابناء عقوق تخلوا عن وطنهم الأم تركوه ومازال وطنهم متخلف كما تكروه قبل 900 عام, فالأتراك في جبال التاي يتنقلون على البغال ولم يتحضروا بحضارة القرن الحادي والعشرين.

ان القبائل العربية البدوية هاجرت مع الفتوحات الإسلامية من الجزيرة وهي معروفة بأسمائها وفروعها، ومازالوا الكثيرون منهم يعيشون حياة البداوة يلبسون الغترة والعقال والرداء الصحراء في العراق وسوريا والأردن وفلسطين ويكثرون من لبس ملابسهم البدوية كنوع من اظهار القوة والمنعة عند شعورهم بالقوة في المناطق التي هاجروا اليها، ويطبقون القانون العشائري (الفصل العشائري) على منتمين إليهم وعلى الآخرين عندما تضعف سيطرة الحكومات المركزية كما هو الحال الآن في العراق.

في عام 1983 نشر برنارد لويس خطته لتصحيح حدود سايكس بيكو للمنطقة بحيث يكون هذا التصحيح لصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فمن ضمن خطته أقترح تقسيم العراق الى دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة، ودويلة سنية في وسط العراق حول بغداد، ودويلة كردية في الشمال.

نعود الى خطة تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم فدرالية: سنية وشيعية وكردية وفقا لخطة جو بايدن، مرشح الرئاسة الأمريكية، التي أعلنها في عام 2014، وما اتوقعه الآن إذا بقي النظام الإيراني المذهبي الصفوي حاكما في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن.

أولاَ: لا يمكن لخطة برنارد لويس ولا جو بايدن تطبيقها الآن بسبب المتغيرات الديمغرافية المذهبية التي حصلت في العراق بعد مؤامرة إنشاء وهزيمة داعش للأسباب التالية:
1. وجود المليشيات المسلحة الإيرانية في معظم المحافظات العراقية عدا أربيل ودهوك.
2. سيطرة المليشيات المسلحة الإيرانية على الطريق الواصلة من إيران الى سوريا ولبنان، أي ان العراق مقسم بشريط حدودي غير رسمي من اقصى شرق محافظة ديالى مارا بمحافظة بغداد وبمحافظ الأنبار الى الحدود السورية.
3. لن تسمح المليشيات المسلحة الإيرانية بأرض مفتوحة بين محافظتي الأنبار والموصل كإقليم سني حفاظا على الشريان الواصل من مقرات الحرس الثوري في إيران الى المليشيات المسلحة الإيرانية في سوريا ولبنان.
4. بغداد عاصمة العراق تحت سيطرة المليشيات المسلحة الإيرانية وتمتد حدود سيطرتها الى سامراء لتشمل مرقد الإمامين الهادي والحسن العسكري ومغارة الغيبة.

ثانيا: إذا بقي النظام المذهبي الإيراني الصفوي فاعلا في إيران والعراق فأتوقع ان يكون تقسيم العراق الى خمسة أقاليم او دويلات:
1. الإقليم الشيعي:
• بغداد.
• محافظ سامراء (الإمامين)، تؤسس محافظة جديدة باسم محافظة الإمامين.
• محافظة كركوك بعد تعديلات لحدودها الإدارية على ان تبقى الابار النفط ضمن الإقليم الشيعي.
• محافظة ديالى.
• المحافظات الجنوبية بضمنها محافظة البصرة.
2. الإقليم السني الجنوبي: محافظة الأنبار.
3. الإقليم السني الشمالي: محافظة نينوى.
4. إمارة بارزاني في أربيل ودهوك.
5. إمارة طالباني في السليمانية وحلبجة.

كلمة أخيرة:
• ان العراق أمة مسلوبة الإرادة من كل مكوناتها، وحرامية العراق لا حياء ولا شرف لهم، سرقوا قوت الشعب العراقي وحريته وثقافته وتقاليده، وهم عملاء لإيران ولقوى أجنبية، والحكومة الحالية عاجزة عن دفع الرواتب للمتقاعدين والموظفين.
• دولة العراق الآن ليست دولة إسلامية ولا عربية بل دولة فارسية صفوية تدار من قم، والمرجع الديني الذي يعين الحكومات العراقية ليس عربيا وانما فارسيا ولم يولد في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات