الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناعة القطيع في تونس : جريمة دولة ؟

مضاء رشد الباي

2020 / 10 / 9
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


"في هذه المدينة لم يقتلونا بالرصاص بل قتلونا بالقرارات " غابريال غارسيا ماركيز
قد يكون عنوان المقال عنوانا تحريضيا و شكل السؤال المطروح لا يمت بصلة للسؤال الاستفهامي بل هو سؤال يفيد التأكيد و قد تغيب الموضوعية أو ما يسمى بالحياد في كلماتي و أرائي و أيضا ستغيب القوالب الجاهزة و المتعارف عليها في كتابة المقالات الصحفية وكل هذه الغيابات هي نتيجة لغياب دولة قطعت مع فكرة أن للمواطن الحق في الحياة و الصحة و طبقت المفهوم البراغماتي للعمل السياسي و لكنها أخرجت هذا المفهوم الفلسفي العميق في رداء ساذج ، تافه و قاتل في بعض الأحيان، الدولة التونسية أو لنخصص القول "النخبة السياسية " أو أصحاب القرارات السيادية في تونس وضعوا الشعب في جدلية تعتمد أساسا على المغالطات المنطقية فبين حق الحياة و حق الصحة أصبح التونسي حائرا تائها بين العودة إلى الحجر الصحي و الذي سيؤدي إلى الموت جوعا و بين العمل والذي سيؤدي أيضا إلى الموت ولكن بفيروس لم أعد أريد ذكر اسمه ، الحكومات التونسية أغلقت الحدود ثم فتحت الحدود دون فهم الأسباب مثل هذه القرارات المشوّشة والسفسطائية تدل عن ضعف سياسي و اتصالي لل"نخبة التونسية"
اليوم تطبق الدولة مفهوم " مناعة القطيع" لتقول بشكل ضمني كلكم ستصابون بالفيروس والبقاء للأقوى، عندما يتحول الشعب إلى جرذ تجارب فأعلم أنك في دولة لا تحترم شعبها بل تضع شعبها بين المطرقة والسندان وتقنعه بقراراتها وتلزمه بحجة " العنف الشرعي " تقبّل الغباء السياسي والمتوارث بين الحكومات والسياسيين التونسيين منذ انطلاق الشتاء العربي سنة2011.
تونس هي ثاني دولة في سرعة انتشار الفيروس عالميا حسب الإحصائيات العالمية و التي لن أذكرها لأنها كثيرة وكل من يشكك في هذه المعلومة عليه بالبحث ليتأكد أن ال"نخبة السياسية" حكمت على الشعب التونسي بالموت الرحيم بحجة أن الوضع الاقتصادي يفرض إبقاء الوضع على ما هو عليه و"العودة إلى الحجر الصحي أمر لم يعد ممكنا" والحل هو احترام البروتوكول الصحي ولبس الكمامات و التباعد الجسدي و استعمال معقم اليدين حسب تصريح رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي و قامت هذه الأخيرة بالتملّص من المسؤولية لفائدة السلط المحلية و الجهوية لاتخاذ تدابير وقائية ساذجة مثل الإغلاق للجزئي أو إعلان حظر تجول في توقيت أساسا لا يمثل وقت ذروة، هذه السلط بدورها تعرف تخبطا وضعفا في استشراف المستقبل الصحي والبيئي.
لم يعد من الممكن الحديث عن دولة بمفهومها الواسع بل أصبحنا نتحدث عن مختبر تجارب سينتهي به المطاف إلى الإغلاق لأن الفئران التي يطبقون عليها تجاربهم ستموت كلها دون استثناء ليس بالفيروسات بل بالقرارات. فقبل طلب تعقيم اليدين وإغلاق الأفواه بالكمامات وجب تعقيم القرارات وتعقيم النخبة السياسية وتعقيم العقول واحترام الإنسان وحقه في الحياة الكريمة والصحية فما نعيشه اليوم يمثّل حالة الفوضى تفضح الجهل بنواميس العمل السياسي وإدارة الأزمات ويدفع ثمن هذه القرارات الشعب والفرق الطبية وشبه الطبية. ونكبتنا اليوم في "نخبتنا" وأرجو أن تكذبني الأيام القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي