الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرطان جديد يهدد الاسرة

حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)

2020 / 10 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


حمالة اوجه اصبحت هذه الطفرة العجيبة للعلم والتكنلوجيا ، كنت دائما ما اصفها للكثير من اصدقائي من انها كالتمر والعنب خلقن للفائدة وبيدك انت تستطيع ان تنتفع بهما او ان تجعلهما مسكرا فيتحولان من فائدة الى نقمة عليك وعلى مجتمعك ، هكذا كل مابأيدينا اليوم من برامج وانترنيت وتكنلوجيا اصبحت طيعة سهلة لا يستطيع احد ان يمنعك منها او ان يكون حائلا بينك وبين ما تريد وتفعل ، واصبحت الرقابة المجتمعية دون جدوى بظل التطور الهائل والابتكارات الضخمة التي لايمكن السيطرة عليها. لقد سائت العلاقات بين الاسرة الواحدة واصبح لكل فرد من افراد العائلة له اسرة افتراضية يندك فيها ويسير وفق ابجدياتها ويدافع عن تقاليدها وتطلعاتها ، وخرج معنى الطاعة من جغرافية البيت واعمدته وهما الابوين الى جغرافية اوسع تضم العالم باسره اذ اصبح من الصعب ان تتماشى اسرتك مع هواك وعاداتك وتقاليدك التي تربيت عليها وورثتها من مجتمعك واهلك وتدينك .
اليوم يتفاجأ من يريد ان يعرف الحقيقة المرة عندما يقرأ التقارير العالمية التي تتحدث عن نسب الطلاق والجرائم التي تصاحب ذلك الفعل في بعض الاحيان ، فيصيبك الذهول حين تعلم ان المحاكم والقضاة شغلهم الشاغل هو الطلاق والمشاكل الزوجية وانها تعدت المعقول خصوصا في المجتمع العربي والاسلامي ومنه بالطبع بلدنا العراق حيث انهارت تلك العرى التي كانت تزدان بها الاسرة العراقية وتخلخلت بيوت الطاعة وصار للشيطان مأوى مستديم في اروقة البيوت وبين جدران غرف النوم وصارت سفاسف الامور هي الشغل الشاغل في دواوين النساء والرجال ونوادي الواتساب ومقاهي الفيسبوك هي من مصدر الالهام ونواة الحل والعقد ، فما الذي يدفع زوجين في ايامهما الاولى على النفور من بعضهما ولم يمضي الا ايام على زواجهما ، ومن يجبر فتاة في ريعان شبابها ان تهرب الى وجهة بعيدة انتقاما من اهلها وبغضا لزوجها ، او ان يجعل الزوجة وهي بالكاد لم تفطم رضيعيها التوأمين فتقود زوجها الى محكمة البلدة لتجبره على الطلاق بعد ان تدفع اليه طفليه وتسرحه بأساءة وليس بأحسان ، من يصدق ان تقدم فتاة مع عشيقها لترتكب مجزرة بحق زوجها وتخفي جثته من على وجه الارض ، مصائب وكوارث تحصل مع أسر تكاد لا تصدق من عظمها وقساوتها .
معظم اسباب الطلاق تافه لاترقى الى الحد الذي يستوجب ذلك ولو رجعت الى اسباب الزواج ومقدماته لوجدتها اسباب تافه اشد من تفاهة طلاقهم فيمكنك بعد هذا كله ان تكتشف مدى الوضاعة التي حلت في بناء الاسرة فاصبحت البيوت بيوتا عنكبوتية سريعة بنائها وسريعة هدمها ....فلابد ان يأخذ المجتمع حذره من هذا التردي وان لا يعتمد على اصلاح الاعوجاج بتوالي الايام والسنين بل لعل ماسيأتي قد يكون اشد وقعا واكثر ايلاما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل