الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق السلام .. قراءة تاريخية(40)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)

2020 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أوراق السلام.. قراءة تاريخية (40)


فشل السلام صناعة سودانية

لا أدري لماذا ارتبط الفشل في ذهني بصناعة السلام في السودان؟ تُرى هل هنالك علاقة بين الاثنين؟ أما الأمر له علاقة مباشرة بالذين يدعون أنهم صناع السلام؟
الحقيقة الإجابة على هذه الأسئلة، وتلك التي تدور في أذهان الكثيرين واضحة وبينة رغم تشابك وتعقيدات أسئلة ملف السلام، وتكتسب درجة وضوحها من الذين يدعون صناعة السلام في بلادنا، وما أكثرهم بل ما أكثر طلاب السلطة والثروة والمال الذين يتسترون بملف السلام من أجل الوصول إلى أهدافهم الذاتية الضيقة. هذا ليس تجني أو تنمر على أحد بقدر ما هو حقائق واضحة لمن أراد أن ينظر بتجرد وحيادية.
إن المتتبع لملف السلام والحرب في السودان يجد كل شيء إلا السلام فهؤلاء التجار كسبوا من الحرب الجاه والمال والنوم الدافئ في فنادق العالم على حساب الشعب السوداني الذي خُلق ليدفع فاتورة الحرب والسلام من رزقه وقوت عياله.
لقد أدرك تجار الموت والحرب أن التجارة في آلام وأحزان الناس هي التي تحقق الأرباح وتحصد الثروات، وتأكدوا أنه إذا خسرت تجارة الحرب فإن تجارة السلام لا تخسر أبداً، فتجارة السلام لا تكلف كثيرا ويحق لأي أحد أن يدخلها إذا أمتلك قليلا من الجرأة وبعض الحمقى الذين يحملون السلاح باعتباره أقصر الطرق إلى الثراء.
هنالك أكثر من اتفاقية ومبادرة سلام، أو إعلان مبادئ ولكن المحصلة النهائية (صفر كبير) إذ لا يوجد سلام إلا في ذهن تجار السلام من حملة السلاح والحكومة، وفي تلك الأوراق الصفراء الباهتة التي لا تقدم أو تؤخر.
والسؤال الافتراضي هل تنجح جوبا فيما فشلت فيه غيرها؟
بالقطع الإجابة (لا) جوبا لا تحقق السلام المنشود الذي انتظرناه كثيرا، بل هي محاولة أخرى يائسة من محاولات التجار فقط مهمتها تمكين ما يسمى بحركات النضال المسلح من (مص) دم شعب السودان إلى حين ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة. لأن أي سلام لا ينبع من إرادة الشعب السوداني فهو سلام زائف يلبي رغبات وتطلعات تجار الحرب والسلام.
جوبا تعيد ذات المشهد الإنقاذي لكن تحت شرعية الثورة ودماء الشهداء لذلك فهي مثلها مثل المائدة المستديرة وكوكادام، واتفاقية السلام السودانية، وابوجا والدوحة والقاهرة وطرابلس فهي تشترك مع الجميع في الفشل لأن طريق السلام الذي سلكته جوبا هو ذات الطريق بكل منعرجاته وتعرجاته ومصالحه الذاتية الضيقة.
لا تفلح جوبا رغم ما صُرف فيها من مليارات ووقت وجهد لأن بدأت (متعثرة وغلط) وبالتالي لا تستطيع العبارات الرنانة أن تحولها إلى سلام حقيقي وواقعي، بل يفضل سلام جوبا واقع مزيف ومصنوع بطريقة محكمة في الفشل وسرعان ما نعود إلى متلازمة الحرب والسلام وتلك اللعنات المصاحبة لها، باختصار جوبا تعني إطالة أمد الفترة الانتقالية وبالتالي إطالة معاناة شعبنا الصابر أو كما قال (حمدوك).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل