الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن تشي غيڤارا أيضا

أحمد السويسي

2020 / 10 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في ذكرى غيفارا،،،،

حدثني احمد بن بلّة عنه كثيراً، عن صداقة جمعتهما و حوارات طويلة دارت بينهما يوم كان رئيساً،،،
جاء غيڤارا من القاهرة الى الجزائر بعد ان بقي اياماً في ضيافة عبد الناصر يتناقشان في مختلف القضايا وخصوصاً في مشروع غيڤارا بفتح جبهة ثورية ضد الامبريالية في القارة الافريقيه. كان يعرف مقدار العلاقات التي تتمتع بها مصر لدى حركات التحرر الافريقية وكان يريد ان يسمع راي عبد الناصر وبن بلة فيما ينوي القيام به،،، كان راي الاخير واضحاً :" انك لن تستطيع ان تنقل تجربتك الثورية في امريكا اللاتينية الى افريقيا بدون مقدمات وعليك ان تكون حذراً من حساسية قد تخلق لدى الافارقة ان رجلاً ابيض جاء يقودهم في عمل تحرري وهم بالكاد بدأوا بانتزاع استقلالهم من الاستعمار الاوروبي بنضال وتضحيات جمة"
ولكن غيڤارا، يقول بن بلة، كان شديد الايمان بان الممارسة الثورية ستكون كفيلة بايقاظ الوعي الثوري لدى الافارقة الذين لن يتاخروا عن الانخراط في حركته ما ان يروا فاعليتها على الارض ويحسون بحقيقة اهدافها وتوجهاتها،،، كان حالماً بالثورة يناقش محاوريه بقناعة تامة بنجاحها، يقضي ساعات طويلة في النقاش ويبدي الكثير من الموهبة في الاستماع الى محاوره .

كان غيڤارا مصاباً بالربو وقد اصابته نوبات شديدة منها اثناء زيارته للجزائر وكان بن بلة يهرع به في كل مرة الى الجبل في منطقة جافة حتى يرتاح .
سأله مرة : "تشي انت طبيب وتعلم تماماً حالتك الصحية فكيف ستكون قادراً على محاربة نوبات الربو وانت في أدغال افريقيا الرطبه؟ " اجابه ممازحاً : الكفاح المسلح له الافضلية في هذه الحالة ونوبات الربو لا تظهر الا في حالات الاسترخاء" .

لم يلق غيفارا تشجيعاً لا من عبد الناصر ولا من بن بلة على المضي في مشروعه الافريقي ولكنهما تعهدا بتقديم كل ما يلزم من دعم في حال الاصرار عليه،،، وبالفعل بدأ حركته الثورية في الكونغو مع حفنة قليلة من الرفاق الكوبيين وبالتنسيق مع حركة باتريس لومومبا الذي كان قد تم اغتياله في العام 1961… كان يرأس الحركة وقتها لوران كابيلا الذي اصبح فيما بعد رئيساً لجمهورية الكونغو الى ان تم اغتياله . وقد خرج غيفارا بانطباع عن هذه الجماعة بانها قد تحولت الى مجموعة قطاع طرق اكثر منها مقاتلين. وكان يعيب على كابيلا عدم تواجده في مواقع القتال وبالتالي فان مجموعته لا يمكن ان تساهم في عمل ثوري …وسرعان ما ادرك غيڤارا ان الظروف في افريقيا لا تتسع لحلمه فغادرها ولكنه لم يغادر حلمه بالثورة الدائمة فانتقل الى بوليڤيا،،،

يقول بن بلة : " عرفت الكثير من المناضلين من شتى انحاء العالم ولكنني لم ار انساناً متمسكاً باحلامه الثورية مثل تشي غيڤارا "
ويقول عنه جان بول سارتر: " ان غيڤارا هو الانسان الاكثر كمالاً في عصرنا الراهن "
واختارته مجلة تايم بين ال100 شخصية الأكثر تأثيراً في عالمنا في القرن العشرين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي