الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشرين هوية وطن

الحمزة نوري

2020 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


حدثني صديقي، " أستاذ في العلوم السياسية " إنهُ في أحد الأيام قام بإجراء إختبار ل25 طالباً ومن سؤال واحد فقط؛ من رئيس وزراء العراق؟ في وقتها كان عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق منذ شهرين، كانت عدد الإجابات الخاطئة 20، والصحيحة 5 إجابات فقط!!
بصراحة صدمني حديثهُ، كنتُ أعلم أن هناك عزوف كبير لدى الشباب وخوف من الدخول في العمل السياسي، لكن لم أعتقد أن الأمر يصل الى طلبة العلوم السياسية والذين من بديهي أن يكون لديهم أهتمام بالعمل السياسي أو على الأقل ملمين بهِ، كيف يجهلون من هو رئيس وزراء بلدهم!!
إن هذا الموقف يجعلنا نستنتج أن حالة الإحباط التي أصابت هذه الفئة كانت كبيرة جداً، وفقد الشباب كل أمالهم بعمل تغيير ديمقراطي، بسبب فشل الحكومات المتعاقبة ضمان أي حق أقتصادي وإجتماعي وسياسي لهم.

(إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال) فقد إستعاد العراق هذه الشريحة المغيبة، وصدحت حناجرهم في ساحات الإحتجاج، بشعار عفوي لم يسبق لهُ مثيل، الشعار الذي رفعهُ أبناء هذا الحراك الشعبي الشبابي، ونادوا بهِ جميعهم من مختلف الأديان والطوائف (نريدُ وطن) الوطن الذي اضاعتهُ الحكومات المتعاقبة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
شهدت هذه الإحتجاجات تحولاً جذرياً في مستوى شعور الفرد بعراقيتهِ، وهذا هو من أبرز مكتسبات تشرين، وهذه الإستعادة هي من أصدق إيجابيات هذا الحراك.

بالإضافة إلى أن الحملة التي أطلقها المحتجّون (صُنع في العراق) لمقاطعة البضائع المستوردة ودعم المنتوج الوطني، ساهمت بإزدهار ٢٣ منتجاً محلياً، كذلك تم إفتتاح عدد من المعامل وإنعاش أخرى كانت متضررة من الإستيراد، وحققت الصناعة العراقية ما يقارب ٨٥ مليار دينار عام ٢٠١٩ وحدهُ بحسب وزارة الصناعة العراقية.

وكذلك إتجاه العديد من نشطاء في المجتمع المدني العراقي وقيادات شبابية في الاحتجاجات، لتشكيل كيانات سياسية مختلفة، إستعداداً لدخول الإستحقاق الإنتخابي المقبل، ويسعون أن يكونوا بدلاء ناجحين للأحزاب والتيارات الحاكمة أو على الأقل مشاركين في العملية السياسية، وهذا ما أشرنا إليهِ بأن ما قبل الإحتجاجات لم يكن كما هو بعدها.

بغض النظر عن بعض الاحداث السلبية التي رافقت الإحتجاجات، إلا أنها كانت علامة مشرقة في تاريخ العراق الحديث، وهي أجمل ما شهدتهُ البلاد منذُ سنوات.

الرحمة والخلود لشهداء تشرين، والمجد لكل متظاهر سلمي إحتج ووضع العراق نصب عينهِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟