الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تذكار سفر والدى الى السماء

حنا جرجس

2020 / 10 / 10
الادب والفن


اليوم كان قداس تذكار سفر والدى الى السماء
و قد رحل عنا يوم الثامن من اكتوبرمنذ ست سنوات
و هنا اقول الحكمة قد سافرت و العلم و المعرفة معة
فقد ترك والدى مكتبة سخية فقد كان يقرأ بالانجليزية بطلاقة و فى معارف كثيرة جلها الثقافة و الزراعة و الجغرافيا و الاقتصاد و البترول و تاريخ العرب وهندسة السيارات التى عشقها رغم انة لم يمتلك سيارة و ادت بة من احترافها علميا وكانت وقتها تضاهى العلم الالكترونية الأن الى ان قابل السيد طة القائد المباشر لجمال عبد الناصر فى حرب 48 وتعامل مع عبد الناصر البكباشى وقتها حينما انقذ سيارة لفريق من الامم المتحدة-- الوليدة وقتها -وكانوا مراقبين للهدنة كانت قد تعطلت و عرف عيبها و اصلحها و اخرجها من غرس كان قد الم بها اذ انة وفى سن 19 سنة و بتمكنة من عدة لغات كان قد عين رئيسا لورش الصيانة للمركبات كتب والدى ايام مشروع الاصلاح الزراعي و توزيع الفدادين الخمس ان تفتيت الارض الزراعية سيدمرها لان الفلاح حينما تصغر في عينة الارض كمساحة تصغر قيمتها
ونادى بتعمير الصحارى الغربية و الشرقية فقد جال معظم صحارى مصر ومن ضمن اقوالة ان المصريين يعيشون على خمسة بالماءة من ارض مصر وان الدولة مقصرة فى ذلك اذ ان الشباب مغامر وليس الكهول واعوام المغامرة هى بين الخمسة عشرة و الاربعين فاذا اعطتهم الدولة ارض الصحراوات غربها وشرقها بحق الانتفاع وبدعم منظم ستجنى الدولة الكثير اولها تفتيت و خلخلة التواجد فى المدن اذ ستنشأ مدنا جديدة وتجمعات سكنية ومناجم و تعدين وزراعات و شواطئ وسياحة ومغامرات وهو الرواج الاقتصادى
ومن اقوالة ايضا ان الساحل الشمالى كان مزرعة الشعير للعالم كلة و الدولة الرومانية بالذات شاهد وان كمية امطارة كافية لزراعة شعير يعطى مصر اكتفاءا ذاتيا من الخبز اذ ان خبز الشعير تعيش علية اوروبا بالكامل وهو ينموا فى اقل من ثلاثة شهور و دقيقة صحى للغاية و يكافح مرض السكرى و امراض الكلي اذ انة اقل ضررا من القمح فى تلك الناحية
رحم اللة اب كان نعم الاخ اذ اننا كبرنا وهو مازال شابا فقد انجبنى فى سن التاسعة عشرة و كنت طفلة الثانى
اذ احتمل غباءنا وجهلنا فى حكمة واحتواء و محبة لا نظير لها
علمنى احترام العمل اليدوى وكل ما يصنع باليد رغم اجلالة للعلم و الفكر
رحمك اللة يا والدى لقد كنت سياجا منيعا افتقدناة هذة الايام و اقول لاخوتى و العائلة تعيشوا وتفتكروا
انا احبة فى هذة الصورة و كان وقتها قد تعافى من كبوتين كبيرتين و تماسك فيهما كالجبل و الطود الاشم
الاولى كانت بعد ان سحلة بتكتك وهو الذى لم يركب تكتكا فى حياتة ولا انا بالطبع من جراء ذلك الحادث الذى و بخطأ طبي متعمد - بالاهمال و الغطرسة للاطباء فى مستشفى التأمين الصحى تسببت فى غرغرينة فى القدم وقرر رئيس القسم هذا نفسية تحويلة لجراحة التجميل وهى الاسم المتستر فى هذة الحالة للبتر لمشط القدم فقمنا انا واخى بتهريبة من المستشفى و استغرق بعد ذلك عملية دقيقة بلا بنج لاستئصال كل ملليمثر بة الغرغرينة تحسبا لرجوعها المدمر و استلزم ذلك جَلَد الابطال بلا بنج ولم يفتح فاة فى جلد نادر
اما الجرح فكان وقتها فى انساع وعمق فنجان الشاى الكبير لان القدم كان متورما جدا وكان مخيفا و استغرق الشفاء عاما كاملا من التمريض و العلاج و الغيارات اليومية قمت بها كلها بعد الثلاثين يوم الاولى التى تطلبت اهتمام طبي عالى

المهم انة كان فى هذة الصورة ينظر بعمق فى عمق البحر و الافق قال لى بعدها فى حديث خاص " انا عايز اعيش" وملء صدرة قوة واصرار محب للحياة Zest of lif
لحظة تصويرى لة فى هذة اللقطة كنا فى رمضان وقت الصيف او قرب الخريف تمنيت لو انى قفزت داخلة لاشاهد معة شريط الذكريات الذى كان يراة هو وحدة هناك معلقا فى الافق شبة الغائم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش