الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتبى هو البصرة ... والبصرة هي مجتبى

صلاح جبار ابوسهير

2020 / 10 / 11
الادب والفن


البصرة هي المدينة الجنوبية التي تمتلك ثلاثة انهر ، نهر شط العرب ونهر النفط ونهر الإبداع الأدبي والثقافي والعلمي ، ولم أكن اقصد في المقال إن اختزل البصرة بتأريخها العريق والناصع بنجاح شاب يافع حاز على المرتبة الأولى على محافظته والثاني على العراق ، انه ابن اختنا الطالب مجتبى عبد الهادي دريبي محارب والذي توفيت والدته قبل سنتين ، لكنني أردت إن أتكلم عن ابن اختنا وميزاته الحسنة ونبوغه العلمي والأدبي .
الجلوس قرب هذا الشاب البصري ومن أصول مدينة سوق الشيوخ يجعلك تقف أمام طموح شاب يبحث عن الرؤيا والصورة الشعرية للسياب ، والبراعة في كتابة القصة والرواية لمحمد خضير وغيرها من الأسئلة والأسماء اللامعة في الثقافة العراقية والعربية، فالحوار معه ملئ بالمتعة وأنا أتلذذ بالقرب منه حينما استمع إليه بتلهف ومحبة الخال لابن أخته الموهوب ، فهذا الشاب السابق لعمره ، هو نتاج لتربة البصرة الفيحاء التي قدمت للثقافة العراقية والعربية أسماء لامعة و مهمة كنازك الملائكة وسعدي يوسف ومحمود عبد الوهاب وغيرهم .
لعل قصة مجتبى وعائلته ، وكيف هربت تلك العائلة في ليلة ظلماء من مدينة سوق الشيوخ إلى البصرة قصة مؤلمة وهذا الهروب هو نتيجة حتمية لإعدام عمه محمد وقتل جده في منزله ، مما اضطرت تلك العائلة الصغيرة إن تترك المدينة فورا بعد مضايقات جلاوزة النظام لهم ، حدثتني أختي المرحومة والدة مجتبى بعد مجيئ من المنفى لغربة دامت عشرون عاما (تقول هربنا ليلا وأنا لا املك إلا عباءتي وحقيبة سوداء فيها ملابس أطفالي فأرتينا أن نسكن في منطقة الفقراء وهي الحيانية وسكنا في بيت بسيط لايملك ابسط مقومات السكن) .
كنت عندما أزورهم قبل وفاة اختنا أرى تلك المرأة الصابرة تدير عدد ليس بالقليل من الأولاد والبنات ، كانت عندما تريد تلك المرأة شراء الألبسة لهم تعرف قياسهم واحدا واحدا ، وتـأتي بتلك القياسات طبق المواصفات وهم يلتفون حولها كفراخ البط ، وأثناء وفاتها وأثناء إقامة مراسيم الفاتحة في منطقة الحيانية لم أرى مجتبى كإخوانه يذرفون الدمع بصورة لا ارادية بل كان ذلك الصبي أكثر صبورا كالجبل الأشم يستقبل زملائه وأساتذته المعزين ، وبعد انتهاء مراسيم الفاتحة رأيته ينتابه الحزن والالم لأنه كان أكثر تعلقا بوالدته الراحلة ، والتي كانت تتمنى إن ترى ولدها المتفوق مجتبى متفوقا على أبناء مدينة البصرة الفيحاء ، وقد كتب مجتبى عبارة بعد سماعه بالنجاح ( إن نجاحي يعود بالفضل إلى تلك إلام التي علمتني أبجديات الكلام فهي المعلمة الأولى واهدي نجاحي لها).
إذن مجتبى هو البصرة .... والبصرة هي مجتبى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????