الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشارلز لام

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2020 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


كتب تشارلز لام مقالا عن نفسه للاجيال القادمة يقول فيه:-
.تشارلز لام – ولد فى اينر تمبل فى 10 فبراير سنة 1775 وتعلم فى مدرسة (كريستس هوسيتال ) واشتغل بعد ذلك كاتبا فى قسم الحسابات فى شركة كريست انديا هوس ، واحيل على المعاش عام 1825 بعذ خدمة ثلاثة وثلاثون عاما.

واصبح بعد ذلك رجلا حرا ، وهو لا يذكر شيئا ذا قيمة يستحق الذكر فى حياته ، فيما عدا انه امسك مرة بعصفور وهو يطير، وهو اقل طولا من المتوسط ، وملامح وجهه فيها بعض الشبه باليهود ، وان كانت ديانته لا تمت اليهم بصلة .

وهو يتأتى بفظاعة ، ولذلك يميل الى ان يحمل حديثه فى المناسبات التى تعرض له من حين الى حين ، بمثل غريب ، او بنكته تافهة ، بدلا من كلام محدد المعانى فيه غذاء للروح او تهذيب للخلق .

ولقد كان فى يوم من الايام مدخنا نهما للتبغ ، ولكنه اصبح بعد ذلك مثل البركان الذى خبت ناره ، وتنبعث من فوهته نفثة من الدخان بين ان واخر

وهو مذنب فى اقحامه على الناس ، قصة نثرية تسمى " روزاموند جراى "
واسكتشا دراميا يسمى " جون وودفل " وقصيدة وداع للتبغ ، ومقطوعات شعرية مختلفة ، ومادة خفيفة من النثر جمعها فى جزئين صغيرين واطلق عليهما فى تعاظم اسم " اعماله " بينما لم يكونا فى الحقيقة الا ترويجا عن نفسه فى اوقات فراغه .

اما اعماله الحقيقية فيمكن رؤيتها على الرفوف فى شارع ليد نهول ، وهى تملاء حوالى مائة صفحة من القطع الكبير ، وهو كذلك اليا الحقيقى ، الذى جمعت مقالاته فى كتاب صغير ، نشر منذ عام او عامين ، وهو اكثر شهرة من ذلك الاسم الذى لا معنى له ، عن شهرته بسبب شيىء كتبه أو يرجو ان يكتبه تحت اسمه الحقيقى .

ولقد كان كذلك اول من لفت انتباه الجمهور الى الكتاب المسرحيين القدماء من الانجليز ، فى كتاب سماه ، " نماذج من كتابات كتاب المسرح الانجليز الذين عاشوا قريبا من عصر شكسبير " ولقد نشر هذا الكتاب من حوالى خمسة عشرة عاما .

وباختصار فان فضائحة ونقائصه سيؤخذ فى الاشارة اليها الى اخر كتاب لمستر ايكوت ، ثم انها لن تروى على حقيقتها ، ولقد مات عام 1800 وهو مأسوف عليه اشد الاسف .
امضاء تشارلز لام 18 ابريل 1827
ولا نحتاج الا ان نضيف ثلاثة او اربعة اشياء الى هذا السجل ، من قبيل كان تشارلز لام هو المسؤل عن العناية باخته الحبيبة مارى ، التى قتلت امها فى نوبة من الجنون ، وامتدت فترة عنايته بها ثمانية وثلاثون عاما من سنة 1796 حتى مات 1834.

وقد جسم الفراغ بثقله على صدره بعد تركه العمل ، ولكنه استمر فى كتابة اسكتشاته ، ولعله تفوق على نفسه فى المجموعة الثانية ، اخر مقالات اليا ، ولقد مات مأسوفا عليه اكثر مما كان يحلم به ، من اناس لم يعتادوا ان يولى احدهم الاخر اقل اهتمام ، لان لام كما وصفه لوكاس وهو خير من كتب ترجمة لحياته – حيث قال تشارلز لام ، احلى واعقل واكثر كتاب النثر الانجليز انسانية

والان الى مقاله العبقرية الحقة وسلامة العقل

بعيد عن العلاقة التى تؤكد وجود علاقة حتمية بين القوة الخارقة على التصور والتعبير ( وهى العبقرية بلغتنا الحديثة ) وبين الجنون ، فاننا على العكس – نجد ان اكبر من يملكون القوة ، هم اسلم الناس عقلا بين كتابنا ، ان من المحال ان يتصور العقل ان شكسبير كان مجنونا ، هذه العبقرية الشعرية التى تقدم صورة رائعة من الموازنة بين جميع الخصائص والقدرات ، يستحيل ان تكون من مجنون لان الجنون يقلب النسب بما يسببه من توتر
ويصف كارل احد اصدقائه الشعراء فى بضعة ابيات من الشعر يقول فيها ما معناه :-
ان قوة خارقة على التصور والتعبير قد حبته بها الطبيعة
واستطاع ان يقهر بها كل شيىء ما عدا ملكة التقدير عنده
فسطعت هذه الملكة عنده كقمر السماء
لتتحكم فى حركة ذلك البحر الخضم تحته

ان اساس هذا الرأى الخاطىء ( بجنون العباقرة ) ، هو ان الناس يحسون بنشوة علوية عند سماع الشعر العظيم ، وعلى ذلك فهم يعتقدون بجنون الشاعر لعبقريته ، ولكن الحقيقة ان الشاعر يحلم وهو فى تمام يقظته ، ولا يسمح لموضوعه ان يسيطر عليه ، بل هو الذى يتحكم فيه ، وحتى حين يترك نفسه نهبا لفوضى العقل الذى اضطربت فيه المقاييس فهو لا يترك الجنون يسيطر عليه ، بل هو من يسيطر على الموضوع ، هكذا هم اصحاب المواهب العظيمة .
فليجرب اكثرنا رومانسية بعد متعة ليل بطوله قضاه فى منام رائع جامح ، يجرب ان يعيد تفكيك الحلم او الرؤية فى الصباح ، ثم يحكم عليها بعقله الواعى .
ان ما خيل اليه فى منامه ان كان حلما سريعا لايحتاج الى ترابط ، سيجده حين يفحصه فى هدوء الواقع ، قد صار شيئا مفككا مهلهلا، لا عقل فيه ولا منطق ، بحيث يحس بالخجل لوقوعه فريسة لهذا الوهم الذى جعله وهو فى النوم ياخذ المسخ على انه اله .
ان التنقل من مشهد الى مشهد فى القصة الشعرية التى تسمى مغارة مأمون ، لا يقل عنفا عما نراه فى اشد احلامنا اغراقا فى الغرابة، ومع ذلك فاننا نقراها ، وفى قراءتنا لها ونحن فى كامل يقظتنا وعقلنا الواعى فاننا نغرم بها .
والى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح محور توتر بين مصر واسرائيل وضغوط لإعادة تشغيله


.. رفح: القاهرة تتمسك بانسحاب إسرائيل...هل يمكن العودة لاتفاق ا




.. شاشة الجزيرة تستحضر آلاف المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة


.. غزة.. ماذا بعد؟| في ملعب من باتت كرة الاتفاق المقترح في خطاب




.. القسام: مخلفات كمين سابق استهدف قوة خاصة إسرائيلية