الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي شيء نكتب؟

ميشال شماس

2006 / 7 / 9
الصحافة والاعلام


منذ أخر مرة كتبت فيها، وأنا أسأل نفسي عن أي أمر أكتب؟ فلم يبق أمر أو موضوع أو حدث هنا أو هناك إلا وكُتب عنه عشرات لا بل مئات، إلا لم نقل آلاف المرات؟
فقد كتبنا عن النفايات النووية في صحيفة "نضال الشعب" الشيوعية حين لم يجرؤ أحداً على ذلك، كتبنا كما كتب غيرنا عن حرية الرأي والصحافة والإعلام وحقوق الإنسان وعن الديمقراطية والعلمنة والمواطنة، وعن رفع حالة الطوارئ، وعن إطلاق الحريات العامة للناس،وإطلاق سراح المعتقلين، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي وإلغائه نهائياً من القاموس السياسي، وعن الإصلاح السياسي والإداري بما يؤدي إلى تفعيل الحياة السياسية وإصدار قانون عصري للأحزاب السياسية، وقانون جديد للانتخابات، ورفع الهيمنة عن النقابات المهنية، وكتبنا عن الرشوة والراشين والمرتشين والأغنياء الجدد الذين يظهرون فجأة بقصورهم وفيلاتهم الفخمة وشركاتهم المتعددة، وعن تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وعن الانتهاك المستمر لمبدأ تكافؤ الفرص ولسيادة القانون والمساواة أمامه، والنهب المستمر الذي يتعرض له المال العام كنتيجة حتمية لانتشار الفساد وغياب المحاسبة الجادة، وأكدنا أن إصلاح القضاء لا يكون بصرف /81 / قاضياً خلافاً لأحكام الدستور ولاسيما المادة 28 دون أية محاسبة أو محاكمة، بل برفع الهيمنة عنه وضمان استقلاله وحياده ورفده بعناصر كفأه ونزيهة.
كتبنا وكتب غيرنا عن خدام وقصور الفساد التي بناها منذ أن هرب على الحمار متنكراً بزي فلاح في حرب حزيران عندما كان محافظاً للقنيطرة إلى حين استلامه منصب نائب الرئيس، وعن اكتشاف أعضاء مجلس الشعب "المتأخر" لفساد خدام،والشجاعة التي أبدوها في مهاجمته بعد أن تأكدوا من فراره خارج البلاد..!
كتبنا وكتب غيرنا عن سياسة استرضاء التيار الديني المتنامي والسماح له بالنشاط العلني، وحجب هذا الحق عن قوى المجتمع المدني وأحزابه، وحذرنا من مخاطر استمرار هذه السياسية على مستقبل التعايش السلمي الذي يتغنى به السوريين.
وكتبنا أيضاً عن المقاومة اللبنانية وعن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكذلك عن اغتيال الرئيس الحريري وجورج حاوي وسمير قصير وجهاد جبريل وكل الاغتيالات المرفوضة التي حصلت في لبنان، ودعونا إلى تصحيح العلاقات السورية –اللبنانية على قاعدة الاحترام المتبادل بما يحفظ استقلال وسيادة ومصالح الدولتين وعلاقتهما التاريخية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ.
وعبرنا كما عبر غيرنا عن رفض الاعتقالات التي طالت عدداً من المثقفين على خلفية التوقيع على إعلان بيروت دمشق، كما تم استهجان فصل موظفين من عملهم على خلفية توقيع أو تأييد ذلك الإعلان. فمن غير المقبول إطلاقاً محاربة الناس في لقمة عيشهم.؟! واستغربنا أيضاً حملة تخوين هؤلاء المثقفين التي قادها نجاح واكيم والمكتب السياسي للقوميين السوريين الجدد.
كتبنا حتى عن خبر تحجب الفنانة المصرية حنان الترك أمام عدسات المصورين، هذا الخبر الذي احتل حيزاً كبيراً من اهتمامات الشباب العربي المنشغل أساساً فقط باللواتي يتحجبن أويتعرين. وكتبنا أيضاً عن المنتخب السوري لكرة القدم، وكيف ومتى يصل إلى نهائيات كأس العالم..؟
وأما حديثنا عن الفساد فقد احتل المساحة الأكبر في كتاباتنا ومقالاتنا ومازلنا نتحدث عنه، حتى أصبح الحديث عنه مكروراً ومملاً، بينما الفساد يسير مخترقاً كل الحواجز، دون أن يجرؤ أحد على اعتراضه.
وبعد عن أي شيء نكتب، بعد أن أصبحت كتاباتنا مضيعة للوقت وهدراً للمال، عدا عن الخطر الكامن في كل سطر وكل جملة؟ فهل نستمر بالكتابة رغم كل ذلك ؟ أم نلتفت إلى أنفسنا ونحصنها من خلال التمسك بالقيم الإنسانية والأخلاقية والروحية النبيلة، وأن يكون رائدنا الصدق والأمانة في تعاملنا مع الأخرين، رغم هذا الفساد الطاغي.. لعل وعسى ننجح يوماً في تشكيل جبهة عريضة ضد هذا الفساد الأخلاقي والمالي والسياسي الذي تحول إلى وباء خطير..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ