الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مملكة الرعب والخوف

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كل الشعب المغربي يجمع على ان المملكة الشريفة ، إمارة أمير المؤمنين ، هي حقاً مملكة الرعب والخوف ، لكن الشعب لم يعد يخاف شيئا كالسابق ، لان ليس له ما يخسره غير الاغلال التي تقيد معصميه ، وحان الوقت لرفع التحدي والتصدي ، وتحدي كل الظلم وكل الحگرة المسلطيْن عليه .
لقد اصبح للبوليس السياسي اليد الطولى ، في فبركة وتزوير المحاضر البوليسية ، للإيقاع بالمناضلين ، وبفاضحي الفساد المستشري في الدولة ، لرميهم في السجون المختلفة ، بتهم مفبركة لا يصدقها عقل حليم ، وما اتي بها زمان .
ان هذا النوع من التهم الباطلة ، والمفضوحة ، والمكشوفة ، بسبب تفاهة ورداءة المجرمين الواقفين وراءها ، لم تكن في عهد الحسن الثاني ، لان المناضلين كانوا يحاكمون بناء على التهم المنسوبة ، والتي حصلت فعلا ، كالانتماء الى منظمة غير مرخص لها مثلا ، وهي تهم سياسية ، وتهم التعبير عن الرأي ، وحرية التفكير ... ، ولم يكن البوليس يُلبس المناصل تهما تتعلق بجرائم الحق العام ، كما يحصل اليوم ، لتشويه المناضلين ، والمس بسمعتهم ، وخدش كرامتهم ، لإسقاط تضامن وتعاطف الشعب المغربي معهم ، وتشكيك الرأي العام الحقوقي في التهم المنسوب اليهم من قبل البوليس ، وتعارض التهم مع دفوعات المناضلين المُكذبين لتلك التهم المفضوحة لوحدها ، بسبب رداءة الواقفين وراءها ، هواة وليسوا احترافيين .
وهذا طبعا ما فطنت له كل منظمات حقوق الانسان الدولية ، وفطنت له الأمم المتحدة من خلال لجنة حقوق الانسان التابعة لها ، وفطنت له الدول الديمقراطية التي تركز في تعاملها مع الأنظمة ، على احترام حقوق الانسان ، واحترام الحق في حرية التعبير ، والكتابة ، وابداء الرأي ، وحق التجمهر السلمي ، وتنظيم الوقفات والمسيرات المنادية بالحقوق ، والرافضة لدكتاتورية وللبوليسية المقيتة الغير مقبولة على الاطلاق ..
فإذا كان البوليس السياسي الغبي والرديء ، يعتقد ان ما يقوم به من جرائم في حق المناضلين ، وفي حق الشعب المُجوّع والمُفقر ، وفي حق فاضحي الفساد ، وفي حق الداعين الى بناء الدولة الديمقراطية ، التي تنهل من القوانين الدولية ، وتتماشى مع المعايير الدولية الديمقراطية .... ، يمر مرور الكرام ، ولا احد يراقبه من قبل منظمات حقوق الانسان ، ومن قبل المشتغلين بالحقوق والحريات ، المنتشرين بعناوين مختلفة بالسفارات وبالقنصليات وغيرهما ، سيكون واهما مثل النعامة التي تدفن راسها في الرمل ...
ان كل ما يحصل ويجري في ميدان حقوق الانسان ، هناك عيون تراقبه وتسجله ، كما هناك قنوات اتصال خاصة ، تفضح جرائم البوليس السياسي في الاعتداء على الناس ، بطبخ الملفات البوليسية الكاذبة في حقهم ، لرميهم في سجون المملكة الشريفة ، او عند ممارسة التعذيب والجلد في حقهم بالمعتقل السيئ الذكر ، " مسلخة " المعارضين الموجود بمدينة تمارة والمعروف باسم " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني " " DGST " ..وبالحضور المباشر والشخصي لحلقات التعذيب ، المدير العام المدعو عبداللطيف الحموشي ، واني مستعد ان اعطيه أسماء الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب بحضوره بالمقر السيئ الذكر .. ومن هذا المنبر المحترم اقترح تغيير اسم " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، ومراقبة انفاس الشعب المغربي DGST " ليصبح اسمها الجديد " مسلخة الشعب المغربي Battoire du peuple Marocain " ..
لقد الحق هذا الجلاد المجرم المتفنن في جلد وتعذيب الناس بالمسلخة ، وفي فبركة المحاضر البوليسية المزورة لرمي الناس ظلما في سجون المملكة الشريفة ... ، إساءة وضررا كبيرا بنظام محمد السادس الذي يدعي كذبا انه يخدمه على طريقة المنافق صاحب جملة " خادم الاعتاب الشريفة " المدعو الشرقي ضريس ،لأنه خدش بأظافره الجارحة والوسخة ، الديمقراطية التي يتغنى بها نظام الملك ، امام الراي العام الحقوقي الدولي ، كما الحق ضرارا كبيرا ، واساءة خادشة لتوصيات " هيئة الانصاف والمصالحة " ، وتعهد نظام محمد السادس بضمان الحقوق والحريات ... عندما عاد البوليس الفاشي الى الاعتقال السياسي ، والى محاكمة الكتاب ، والمثقفين ضمير الامة ، وسجن الصحافيين على آرائهم بمحاضر مطبوخة ، والتعذيب بالمسلخة للمختطفين بروح سادية / بسيكوباطية / وسوسيو باتية ..
ان هذه اللعنة التي تسبب فيها هذا المرجم الجلاد المريض بغريزة الشر والأذى للناس ... لنظام الملك ، قد ابطلت وفندت كل مساحيق حقوق النسان ، التي تغنى بها النظام منذ سنة 1999 ، وتم الانقلاب عليها منذ 16 مايو 2003 .. واصبح النظام بالنسبة للمجتمع الدولي ، يجسد البوليسية في ابشع واقبح صورها ... ففرق بين الأنظمة البوليسية الاوربية الناعمة التي تخدم قيم مجتمعاتها ، وتخدم شعوبها ، وتخدم مدنيتها ، وصون حضارتها وتاريخها ، وبين النظام البوليسي المغربي المتخصص في الجلد والتعذيب ، وفي الافتراس ، بالمسلخة بمدينة تمارة ، وفي طبخ المحاضر البوليسية الكاذبة لرمي الناس في غياهب السجون ... فهل البوليس الأوربي ، وبكل الأنظمة الديمقراطية ، يقوم بمثل هذه الاعمال الخسيسة التي تقوم بها المافيا البوليسية الرديئة بإشراف وتوجيه الجلاد المدير العام المدعو عبداللطيف الحموشي ؟ ..
ان الممارسات الاجرامية لهذا الجلاد المجرم ، الذي اقترحه فؤاد الهمة على الملك كصديق وكمستشار له ، الحقت ضربة قوية بالقلب النابض والحساس ، والمحرج للدولة ، الذي هو ميدان حقوق الانسان ، الذي تنازعه فيه جبهة البوليساريو ، حين تدعو الى توسيع سلطات المينورسو ، لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالأقاليم المتنازع عليها ..
ان هذه الضربة التي تسبب فيها للمغرب هذا الجلاد المجرم ، الذي سهر شخصيا مع الوزير المنتدب في الداخلية السابق الوسخ المدعو الشرقي ضريس ، على ادخالي السجن بمحضر بوليسي مزور ، قد عكسها موقف الأمم المتحدة من النظام المغربي الذي ترشح لعضوية مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ، حيث لم يحصل المغرب سوى على صوت واحد من بين 191 صوتا معبرا عنها في انتخابات مجلس حقوق الانسان ، التي جرت بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 13 أكتوبر 2020 ..
وبالرجوع الى التصويت الذي جرى باروقة الجمعية العامة يوم الثلاثاء الماضي 13 / 10 / 2020 ، لشغل عضوية حقوق الانسان بمجلس حقوق الانسان ، أعلنت الجمعية العامة عن نتائج الأصوات المعبر عنها كالتالي :
1 ) المجموعة الافريقية : كانت هناك أربعة مقاعد ، تنافست عليها اربع دول هي :
ا – دولة السنيغال وحصلت على ما مجموعه 188 صوتا .
ب – دولة ساحل العاج / الكوت ديفوار وحصلت على ما مجموعه 182 صوتا .
ج – دولة ملاوي وحصلت على 180 صوتا .
د – دولة الگابون Le Gabon وحصلت على ما مجموعه 176 صوتا .
ه – دولة المغرب وحصلت على صوت واحد .... فضيحة سياسية للنظام ، وضربة لكل ما راكمه النظام من شعارات في ميدان حقوق الانسان ..
2 ) وبالنسبة لمجموعة دول آسيا والمحيط الهادي ، تبارت خمسة دول على أربعة مقاعد ، وكان عدد الأصوات التي حصلت عليها كل دولة عضو كالتالي :
ا – دولة باكستان وحصلت على ما مجموعه 169 صوتا .
ب – دولة أوزباكستان وحصلت على ما مجموعه 169 صوتا .
ج – دولة النيبال Le Népal وحصلت على ما مجموعه 150 صوتا .
د – دولة الصين وحصلت على ما مجموعه 130 صوتا .
ه – دولة السعودية وحصلت على ما مجموعه 90 صوتا ... أي النظام السعودي اصبح متقدما على النظام المغربي ... 90 صوتا للسعودية .. مقابل صوت واحد للمغرب ..
3 ) اما مجموعة دول اوربة الشرقية ، فقد تبارت دولتان على مقعدين هما :
ا – دولة أكرانيا وحصلت على ما مجموعه 166 صوتا .
ب – دولة الاتحاد الروسي وحصلت على ما مجموعه 158 صوتا .
4 ) وبالنسبة لدول اوربة الغربية تبارت دولتان على مقعدين هما :
ا – دولة فرنسا وحصلت على ما مجموعه 167 صوتا .
ب – المملكة المتحدة وايرلندا وحصلتا على 165 صوتا .
4 ) وبالنسبة لدول أمريكا اللاتينية وبحر الكرايبي ، تبارت على ثلاثة دول على مقاعد ثلاثة هي :
ا – دولة المكسيك وحصلت على ما مجموعه 175 صوتا .
ب – دولة بوليفيا وحصلت على ما مجموعه 172 صوتا .
ج – دولة كوبا وحصلت على ما مجموعه 170 صوتا ..
الى جانب هذه اللعنة ، والفضيحة الحقوقية والسياسية بالأمم المتحدة ، سبقتها لعنة وفضيحة أخرى بمقر الاتحاد الافريقي ، عندما رشح النظام المغربي سبعة مرشحين للتنافس على رئاسة المفوضيات المتعددة بالاتحاد المذكور ، والطامة الفضيحة ، والصدمة المدوية ، كانت حين تم رفض ستة مرشحين ، وبقي مرشح واحد ووحيد يتنافس على رئاسة مفوضية الزراعة ، وللأسف حظوظه اكثر من ضئيلة ...
اذن كيف لم تصوت ولو دولة واحدة على ترشيح المغرب لعضوية مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ؟ اين هم اصدقاءه ؟ اين اللوبي الذي يرشيه في قضية الصحراء من اوربي وامريكي ؟
اين الدول العربية ؟ وأين دول أمريكا اللاتينية ؟ وأين دول آسيا ؟ وأين اصدقاءه الافارقة بالاتحاد الافريقي الذين طالبوا بحل نزاع الصحراء باعتباره قضية تصفية استعمار ؟
امّا موقف ممثل السويد وألمانيا ... الداعي الى تقرير المصير في الصحراء ، والتأكيد على احترام حقوق الانسان بها ، فهي الصفعة القوية التي لطمت وجه النظام ... ولنا ان نتصور اليوم ، وامام هذا الإفلاس السياسي والحقوقي الذي مني به النظام على جميع الأصعدة ، لو تم طرح الجمهورية الصحراوية للاعتراف بها بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، او لو طرح مشروع قرار على الجمعية العامة يدعو الى تنظيم الاستفتاء فورا .... ماذا كان ستكون النتيجة ؟
فكل دول الجمعية العامة ، وبما فيها فرنسا واسبانيا اللتان لم تصوتا لصالح ترشيح المغرب لعضوية مجلس حقوق الانسان ، اكيد ستصوت امّا لصالح الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، او سيصوتون لصالح تقرير المصير ...
هذا ما جناه الجلاد المجرم المدعو عبداللطيف الحموشي ، وكل من والاه ، وحرضه من العصابة للتفنن في ارتكاب جرائمه ضد الناس ... على المغرب ، وعلى نظام محمد السادس الذي يعتبر المسؤول الوحيد عن كل ما حصل ، لأنه هو من قبل بهذه العيّنة المريضة بالبسيكوباطية والسادية ، وسلمها مصير المغرب والمغاربة ، الذي يوجد اليوم في كف عفريت كطنجرة تنتظر التفجير ..
فحين يسيئ هذا الجلاد بأفعاله الاجرامية المتسلسلة ، ويعتدي على الناس بتوظيف إدارة البوليس DGST و DGSN ، ويشاركه جرائمه القدرة وزير الداخلية المدعو عبدالوافي لفتيت ( خادم الدولة ) .. فيقوم بتحريض المجرمين للاعتداء على الناس ... ومس سمعتهم ... وطبخ المحاضر البوليسية المزورة لرميهم في غياهب السجون ... وكل ما يجري مضبوط ومراقب من قبل عيون مخفية تراقب الكبيرة والصغيرة ، وترفع تقاريرها الى الجهات المعنية المختلفة ... اكيد ومن الطبيعي ان تمتنع كل دول الأمم المتحدة من التصويت على ترشيح المغرب لعضوية مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ، لأنه لا يستحقه ... وطبيعي واكيد ان يرفض الاتحاد الافريقي المرشحين الست الذين قامر بهم النظام لترأس المفوضيات المتعددة ، وطبيعي واكيد ان تكون حظوظ ترأس مفوضية الزراعة اكثر من ضئيلة ...
يجب محاكمة كل المجرمين الذين تسببوا بجرائمهم وبصبيانيتهم ، في كل ما حصل بالأمم المتحدة ، وبالاتحاد الافريقي ، وعلى رأسهم المجرم الجلاد المدعو عبداللطيف الحموشي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ