الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة سيميائية د.هدى توفيق تكتب: - تسيالزم إخناتون يقول-.. لذة الكشف

طارق سعيد أحمد

2020 / 10 / 16
الادب والفن



دراسة سيميائية
.هدى توفيق تكتب: " تسيالزم إخناتون يقول".. لذة الكشف

صدر الديوان الشعري (أشعار بالعامية المصرية). بعنوان تسيالزم إخناتون يقول. للشاعر طارق سعيد أحمد. عن الهيئة العامة للكتاب _ مصر_ القاهرة_ ط1 2017م. ليكون بدء القول بكلمة الغلاف بذاك النص:
وشك منحوت على صخرة
نصها غرقان
والنص التاني جبل في صحرا
إنت ليه؟!
وإزاي ؟!.
ثم يأتي تصدير تحريضي بواقع لسان حال الشاعر : لا أنصح كل من استسلم للنمطية، أن يقرأ هذا العمل؛ فهو لكل حر أراد أن يحقق وجوده.. إليك أنت.(1) لنستطيع أن نقول بتماه ياله من (عنواناً مراوغًا). حتى نتابع أقوال إخناتون داخل تسيالزم رؤى تلك النصوص، التي رغم أنها انطلقت تحت مسمى أشعار بالعامية المصرية لكن تتجاوزالتحديد والنمطية، والتجنيش الشعري؛ الذي يفرقها عن فضاءات قصيدة النثر إلى حد ما وليس كثيرًا، وشعر التفعيلة، والقصيدة العمودية، وكل تنوعات الشعر المؤطرة، فقد دعانا الشاعر بحذر ونصيحة فنية إبداعية؛ كمدخل للقراءة والتلقي، بمفهوم مغايرعما سوف نقرأه وما قد قرأناه من سابق القول الشعري لتلك النصوص المختلفة على حد قوله، لنكتشف الجديد والمعادِ والمتمرد على كل تقليدي ونمطي. منفتح على (لذة الكشف)(2) الآنية بتفعيل مهارة (غواية العنوان)(3) حيث ( يرى بعض من نظروا للنص في حالة ثبات أما الخطاب فيتم من خلال التفاعل بين اثنين : باث ومستقبل او ملق ومتلق وكأن موضوع الخطاب ليس شئ معطى وإنما هو شئ ينبه القارئ مسترشدًا بالنص وإن كان ذلك فإن أول المطلوب من المبدع هو دقة اختيار العنوان أو تأسيس العنوان، لأن أول ما يجب أن يثير وعي المتلقي وذهنه هو قراءة العنوان، فهل هو عنوان يثيردهشة ما، وما نوع هذه الدهشة ؟).(4) _( ومن هنا يصدق قول امبرتو ايكو: إن على العنوان أن يشوش الأفكار ولا أن يحصرها ).(5) ليصبح ( العنوان يشكل طاقة دلالية هائلة بل هو جزء من لعبة الدلائل ، التي تختزل ما أراد الشاعر أن يوحي به بدالين فقط).(6) العنوان هنا مركب الاشتقاق والمعنى حيث ينقسم إلى شقين: الشق الأول: (تسيالزم) المشتقة من المصطلح الأم السريالية أو سيرالزم؛ الذي يفضي بالمعني الشائع عن مفهوم فن السريالية. ذلك الفن التصويري الذي مثل موجة لفن بصري، يُشير إلى الغموض والاحتجاب خلف المعان الحقيقية، لمفهوم الفن بشكل عام مما يوحي بالغموض، والا بهام في أحايين كثيرة. ممن لا يتقن لغة تفكيك شيفرات هذا الفن، أو حتى ممن أمعنوا في ترسيخ مفهوم السريالي الغامض البعيد المنال والتفهم، كل على حدا. عند إبراز تأججها الفني ومعطيات التناول بأسحار الفن و ألغاز الحياة، التي تصب في شاكليتها على وجه العموم. بينما الشق الثاني: (إخناتون يقول) وهو ملك مصري فرعوني قام بتطبيق مفهوم التوحيد الديني في العصر القديم في مواجهة تعدد الألهة في ذاك الوقت، لتصبح لإله واحد. وناضل الجميع من المؤسسة الدينية المتشددة وغيرهم؛ من أجل تحقيق رسالته الدينية والروحية .إذا ما العلاقة السيميائية بين السريالية التي انشقت منها مفردة تسيالزم، ورسالة إخناتون الدينية إخناتون يقول داخل تلك النصوص الشعرية؟!، وخاصة أيضا أنها جاءت تحت مسمى ومضمونًا لأشعار بالعامية المصرية. فكما قامت فكرة السريالية على الغموض الشفاف، والمصداقية الفنية، وكذالك رسالة هذا الملك المصري الفرعوني؛ لتؤسس لفكرة التوحيد والوجود الإلهي الواحد الأحد. دون تنويه بالتأكيد عن مدى الصحيح والخطا في رسالة كليهما،وأن ما يشغل اهتمامنا هو مدى الإخلاص والإيمان بالفكرة بتمريرالكيفية، والمحاولة الصادقة من أجل تحقيق الهدف السام والنبيل من وجهة نظرهم على الأقل . دون اعتبارًا للنتائج ومظاهر تواجده ونفيها مع مرور السنون. ومن هذا المزيج بين المعاصر والقديم توحي إلينا بفكرة الشاعرعن مختلق نصوصه الشعرية التي أوعز إلى تثبيتها، وهي الشمولية والتوحيد أيضا لفكرة الإبداع والتخييل الشعري. بمنطق أن الفن واحد الهدف الكبيرالمتمثل في تعبيراته وتجلياته ما دام يأتي بإبداع؛ ليعبرعن خوالج الفنان المبدع دون شرط التقيد بشرطية تجنيس الشعر، والتزام التقفية والوزن في مناح الأشكال الشعرية من شعر التفعيلة، للعمودي، وغيره. وصولا للنصوص النثرية وأشعار بالعامية المصرية ، وقد أكد الشاعر مباشرة والذي كان بمثابة مكمل لهذا (العنوان المراوغ)(7) بالتصدير السابق الذي نوهنا إليه في بدء القول، وأنهاه بضميرله دلالة هامة في تفعيل حس المتلقي، وخاصة أنه تكرر بعد ذلك في عدد من النصوص التالية، أقصد ضمير المخاطب (إليك أنت).(8).إذا ( العنوان في مثل هذه الحالة يصبح مفتاحاً تقنياً يحس به السيميائي نبض النص وتجاعيده وترسباته البنيوية وتضاريسه على المستويين الدلالي والرمزي).(9). لكن الجديد هنا أن الشاعر لم يتركنا نتوه ونضيع في تأويلات هذا العنوان المركب. ( المراوغ)(10)، بإصدار ما هو أشبه بكلمات استرشادية لكيفية قراءة هذه النصوص، وبدأها بلا الناهية والحاسمة (لا أنصح) بعدم قراءة هذه النصوص الشعرية لأي شخص ما زال ينتمي إلى النمطي، والعادي، والمألوف لأنها ببساطة هي نصوص تحررت من كل هذه القوالب الجامدة في التناول القراءي. ولا نتقيد بقوالب شعرية منمطة محددة لما يطرحة هذا التاطيرمن مؤطرات فنية وموسيقية، وعروضية معروفة الاستخدام والتناول لمن يلهوه قول الشعر. فالشاعر يدعوك أن تتمرد ولا تستسلم مثله حتى لو كان هذا المعتاد والمألوف. وإن كان هذا لا يلغي مدى فنية التناغم والانسجام الموسيقي داخل إيقاع هذه النصوص.ف التمرد و عدم الاسستلام لا يلغي بالطبع مدي أهمية التأني والتحدي في استخدام كل الأدوات الفنية الممكنة لابلاغ الصورة الشعرية. ما دامت الموهبة والتمكن من استخدام كل جديد مع استيعاب القديم، لتمتزج داخل البنية النصية بشكل إبداعي ومتحرك بفنية واقتدار.وقد أكد تلك الإشارة باستخدام ضمير المخاطب (إليك أنت). فهو يتقمص دور جده الهمام والمناضل والمحارب العظيم الملك إخناتون المصري الفرعوني القديم؛ عندما وجه رسالته السماوية للجميع أي أيضا (إليك أنت)، واستخدام ضمير المخاطب مرتبط بوظيفة انفعالية وافهامية بتوجيه رسالة ما من أجل هدف كبير ونبيل. كما استخدم الفعل المضارع عندما استخضر (إخناتون يقول). كدلالة معنوية وحضارية كبيرة مدعيًا أن إخناتون يقول : أي فعل حاضر في الوقت الأني وكأنها حيلة تستحضر(إخناتون يقول) أشياء مما قالها في الوقت الماضي لنستفيد منها في الوقت الحاضرعلى لسان حال هذه النصوص الشعرية. هذا الإنعاش الحضاري للذاكرة بمثابة وثبة إبداعية وفنية لتنشيط الوعي المعرفي والثقافي في اطار فني ومبدع؛ من أجل تلقي حاضر جديد هكذا تسستفيد الأمم من عصور مجدها القديم في استلهام أمجادها وحضارتها القديمة التي صبغت التاريخ منذ ألاف السنون إذا: ( إن العنوان عبارة عن رسالة ، وهذه الرسالة يتبادلها المرسل والمرسل إليه بحيث يساهمان في التواصل المعرفي والجمالي ، وهذه الرسالة مسننة بشيفرة لغوية يفككها المستقبل، ويؤولها بلغته الواصفة (الما وراء لغوية). وهذه الرسالة ذات الوظيفة الشاعرية أو الجمالية ترسل عبر قناة وظيفتها الحفاظ على الاتصال ).(11) والاتصال هنا تاريخي وقيمي ومعرفي وجمالي بالاتصال بين فن معاصر أي السريالي وقديم باختيار أحد ملوك الحضارة المصرية القديمة إخناتون الذي صال وجال، وظهر نبوغه واختلافه عمن سبقوه ولاحقوه أيضا. حتى أصبح رمز ديني وروحي لا يغفله التاريخ اطلاقًا.كل هذا داخل نصوص بالعامية المصرية تمتاز بشفافية الغموض، وصدق التناول، وتماه في الحاضر المهمش والكابوسي والتمرد عليه. تحركها ذات شاعرة حائرة وضائعة بين ملكوت الإبداع ،وتناول المفردات الحياتية التي نعيشها أنا، وأنت، وهو، وهي، والجميع، باستخدام لعبة الضمائر في أغلب نصوص الديوان؛ لتوحي بالمشاركة والتلاقي بين أبناء البشر جميعا. هذا بالإضافة الهامة هنا أن تلك العنونات (تكسر أفق التوقع).(12) بما يجلب العنوان من نتظيرات غير متوقعة داخل فحوى ومعان النص الداخلي، فتتجاوز ليس فقط وحدة التأطير، والتجنيس الشعري. بل أيضا عنوان النص الشعري نفسه. بحيل فنية وتراكيب لغوية تنبض بالحس الانساني، والهم العام. لتبحث في مدى تحقيق العالم الانطولوجي الذي يبرزعلاقة هذه اللغة بالعالم من خلال تأويلات الرمز، وتعدد اشتقاقية لمعان المفردات اللفظية؛ لتحمل أكثرمن تأويل داخل مخيال النص الشعري، واطروحات الفن التخييلية ليتحول من مجرد لغة محلية ذاتية (أشعار بالعامية المصرية) إلى لغة جامحة التناول، بالتعبيرعن المشاعر، والاحاسيس الوجدانية الجوانية المتوجسة دوما تحت وقع الشعور بالخطر والتجاهل، والتهميش، والاغتراب.. وإن كان هذا (طبيعة الابداع تقوم على التخييل والإيحاء والترميز.أي انتاج الدلالة).(13) ولكن هذاأيضاً سيؤدي إلى سؤال هام وهو الاستفهام عن إشكالية المفردات في مدى طرحها، وتوظيفها داخل الإيقاع الشعري؟! خاصة بعد احالتها لهذا العنوان المركب الدلالي والوظيفي في أن واحد (تسيالزم إخناتون يقول). وتحديداً أشعار بالعامية المصرية مما يمكن أن ندعي عليه (إشكالية التلفظ).(14) تحت مسمى ( اعتبارات دلالية حول كلمة "التلفظ" : المعنى الأصلي :كل الألسنين مع ذلك يتفقون على المعنى " الحقيقي " المناسب اسناده لهذا المصطلح )._ بنفنست : " التلفظ هو تحريك اللغة بواسطة فعل فردي ( استعمالي)._أنسكومبر ودكرو" التلفظ سيكون بالنسبة لنا نشاط لغوي يمارسه المتكلم في الوقت الذي تكلم فيه" (لكن أيضًا من طرف الذي يسمع في الوقت الذي يسمع فيه). بحيث أن العامية المصرية هنا تتجاوز عن قصدية تلك التسمية واللغة الأم. بتلك التسمية والادعاء الذي أصبح منافيا للتحديد ومتجاوزًادعاء التسمية (أشعار بالعامية المصرية). بمدى ما حققه من فصاحة ، وقربها من الوجدان الانساني بشكل عام دون الوقوع في فخ التنميط. كما نوه التصديرمن مغزاه الفني والإبداعي ليتمحور في فلك فلسفة اللغة؛ لتخرج لأفلاك أوسع من كونها لهجة فقط .فتعبرعن فلسفة الوجود والرسالة الواحدة والموحدة. كما فعل ملك مصر العظيم الجد إخناتون. وكما طرحت الرؤى السريالية البصرية من ابهام، وغموض، وتجاوز بالبحث عن ما وراء المعنى الخفي، والبعيد المنال في دائرة المسكوت عنه، والمحتجب في بؤرة اللاوعي داخل العقل البشري. لهذا الكائن المعقد على كل المستويات بدوافعه، وانفعالاته، وسلوكياته داخل اللغز الأكبر المسمى الحياة. بالغوص في عوالمة الأخرى الواسعة والخفية عن عيوننا المباشرة. وبذلك تكون وظيفة العنوان مركبة التأثير كما أن العنوان مركب الاشتقاق (تسيالزم إخناتون يقول). بحيث تكون وظيفة مرجعية بالإحالة لرمز السريالي، والملك الهمام إخناتون. ليحيلنا الشاعر إلى اتخاذ هذا الموقف الوجودي أيضا في تلقي أشعارة التي تحوي أفكارًا وتمثلات شعرية ووجودية مثل فن السريالية ورسالة إخناتون، وكلها تعترف وتقول بأن المقياس والمعيار الأساسي لأي فكرة أو فن هو مدى التفرد والإبداع والفنية التي تحكم العمل الفني أوالرسالة (دينية ، أدبية، علمية ). أي الإبداع مادام توجهه الأساسي هو الفن من أجل الفن. رغم غموضه ولو بعض الشئ، لكنه فن ورسالة ذات هدف و توجه. كما أشار في بدء التصدير(إليك أنت). ومن هنا ندرك معنى القول ( العنوان يعلو النص ويمنحه النور الازم لتتبعه).(15).مع الملاحظة أن هذا العنوان تسيالزم إخناتون يقول). من العنونات التي (تكسر أفق توقع المتلقي إلى حد كبير)(16). (ولعل الذي يحدد هذا أو ذاك هو طريقة تعامل المبدع مع اللغة وقدرته على التصرف بها تصرفاً يرتفع بمستواها من المستوى المعجمي إلى المستوى الإبداعي الخلاق ، وقدرته على خلق علائق جديدة فيها يناعة الأفكار ، وطراوة المعنى وحدة الصورة، وبهذا وحده يكون المبدع قد تحول باللغة من مستواها الذهني المجرد إلى مستواها الإبداعي الخلاق).(17)
يحتوي الديوان على تسع وعشرون نص شعري، ويحقق ما يمكن أن ندعي عليه (إحالية أو مرجعية ( بحيث تغدوالعلاقة بين العنوان والمحتوى منطقية،أوتكون إحالية أو مرجعية).(18) في نطاق( امتلاكه فضاء أكثر اتساعاً من فضاءات العمل وأشد منه ازدحاماً).(19).نص (إلى أنا)7). (أنا) ضمير المتكلم التي تعبر عن ذات مفردة تشعر بالضيق، والتبرم من السأم، والثبات، والجمود، والفلس الحياتي. وامتثلات ضمير المتكلم جامحة عن هواجسها منذ بداية النص التي تعترف بحسم أنها من بداية الأمرلم تكن إلا أوهام، وأساطير ينسجها الإنسان، كخيوط العنكبوت الهشة السهلة الزوال قائلا على لسان حاله :
اللحظة من البداية احتوت أساطير
وكلمتين حلوين
وغابات بتجري فيها كتل دخان
منقوش عليها
أول حرفين من اسمك
بينما كانت بداية النص كالتالي :
اتهرت نظرتك الثابتة على أشياء
متحركتش سنتيمترواحد
أو مالت برأسها على وجدانك
اللي نبت على أطراف مشاعرك مزيف.
ويتوالى الفعل المأزوم في طرح عذابات الأنا التي هي وجه فصيح عن كل المعذبين والمنهارين من قهر الحياة بوجه عام .وفي (نص تحوي (٢٠) يتساءل بعذوبة الوقع الشعري الساحر كيف سيكون شكل الكتابة ؟! مع ذات متأزمة وتشعر بالمرارة، والفقد مع مرور الزمن، وبالذات زمن اللحظات البريئة :
مر الزمن قدام
شوارعنا القديمة
قدام عيوننا التعبانين
مرمُر
ياه لبراءة المنظر.
هذا المنظر الذي رغم كل قسوته ومرراته ، لكن الشاعر يحاول ترصده وتفريغة بشحنة شاعرية حتى لو كان قبحاً ومراراً وأسى لا طائل له فيكتب نصه:
كل ما أحاول أكتب
أرسم شجر جامح
متحددين بره الصور
ملعونة لحظات الهوس
وحنينه جدا
وبحاول أبدأ من جديد.
والمحاولة هنا مرادف متعالق في الدلالة الوظيفية لمفردة تحويل أي تحويل المسار، والاتجاه وليس في المعنى الحرفي بالضبط. حيث فعل أحاول يدل على النية والشروع في القيام بعمل ما، ويوحي بالبعث واستيقاظ شئ خامد وكسول . ويشتق منه مفردة (تحويل) أي تحويل الأمر للإتجاه الأفضل. مما يشير إلى همته وعزمه أثناء المحاولة من أجل تحويل هذا السواد واليأس إلى بداية جديدة. فالمفردات تتعالق من أجل ايقاع موسيقي داخل النص بجرس متداخل ومتناسق؛ ليحقق فكرة أشمل وأهم في المسار الإبداعي للنصوص. وهو الانسجام الهارموني والتوافق النغمي داخل البنية النصية للنص.فتكون الفكرة أعم من مجرد رؤى اتساقية بين العنوان والنص باتباع المنطقية المعتادة أو المألوفة، وإن كان منطقية الفن والإبداع لها قانونها الخاص، وهي بالتأكيد منطقية، ولكنها خاضعة للضرورات الإبداعية والالتباسات الفنية، وخاصة أننا نلاحظ منذ بدء قراءة هذه النصوص أنها دوما ما (تكسر أفق المتوقع). باستحدام حيثيات فنية بما يجود به النص الشعري من اشكاليات تنتظر حلًا. (وإذا كان العنوان لدى السيميائي بمثابة سؤال اشكالي ينتظر حلاً ، فإن النص هو بمثابة إجابة عن هذا السؤال الإشكالي ، وذلك بإحالته على مرجعية النص ، وفي احتوائه على العمل الأدبي في كليته وعموميته.إنه دليل على كون سيميائي هو النص في حد ذاته ، وفوق ذلك يُعد مرجعًا يحيل على مجموعة من الدلائل (العلامات) معلنا عن طبيعة النص ،ومن ثم عن نوع القراءة التي تناسب هذا النص (1) ).(22)، وهنا بالتحديد داخل هذه النصوص الشعرية ليس تناقضًا أو تعارضًا. إنما هي أشبه مما يمكن أن ُيسمى (شعرية مراوغة). لتتماثل المراوغة في كلا الحالتين: (الشعر مراوغاً / العنوان مراوغاً ).(23) (فإن لغة الشعر تأتي لإبطال المعنى الأصلي أو تشويشه ؟ بمعنى تقديمه برؤية مختلفة).(24) (ومن هنا ندرك معنى القول القدماء " أعذب الشعر أكذبه " لعلهم أرادوا أكثر مراوغة ).(25)
2_ لعبة الضمائر التي تشكل تنوع حركي وانتقالي بين ضمير المتكلم، والمخاطب، والغائب أو التوصيف الفردي مثل ( مطرود / اطرش / ملعون /اخرس/ وشوش/ ميت / ممل ... والتي جمعيها تؤدي لتوجه واحد الدلالة والتوظيف، التي قد استخدمت منذ بدء التصدير "إليك أنت " ثم في نصوص متعددة: إلى أنا / هو / كالوس... كلها تؤدي إلى تعزيز فكرة التوحد والتماه مع الأخر، والمشاركة، والتفاعل والمؤازرة؛ من أجل فكرة واحدة ومضمون واحد. حتى لو تعددت الرؤى وهي الامتثال لقانون الإبداع، ومنطقية الشعرالتي تقودها نصوص شعرية بالعامية المصرية. هذا التفاعل بين الذات الكاتبة، والمتلقي باستحضارأغلب الضمائر؛ الذي بالتالي يُعزز: دلالة التواصل اللساني، والتفاعل الإنساني، والايقاع البصري والموسيقي. بلغة شعرية تتجاوز فضاء التنميط والتأطير الشعري. كما ذكرنا من قبل نموذج نص (حلم).(٢٦): كل ليلة ينام على سريري حلم
تنبش عينه تفاصيل وشي
كراكيب من أيام ما كان الشجر أسود
والضل أبيض
أيام ما كان في خلق بيوتهم من ازاز
وقلوبهم من ازاز
ودموعهم من ازاز
كل ليلة ينام على سريري.
ويستطرد الشاعر في تجسيد صورة بصرية شديدة القتامة، والوطأة عن شجر تحول لونه إلى الأسود، وبيوت وقلوب ودموع تحولت إلى زجاج، وقد تحولت الصورة البصرية للوحة تشكيلية تنبش في الأحلام المجهضة، وكابوسية التصويرالعذب. ويتمدد الحلم في الوصلة الثانية، وهوفي كل ليلة يحاول أن يلملم شتات نفسه من مشاعر الانكسار والهزيمة؛ بالهروب الواسع في فضاء الحروالبرئ والنظيف والمطلق. أثناء محاولته التحليق بعيدًا عن الضجر والملل واليأس والاحباط كما أشار المبدع وأكد في التصدير الأولي ( .... هذا العمل فهو لكل حر أراد أن يحقق وجوده ...إليك أنت ).(٢٧) وتدور الدائرة المغلقة مرة أخرى حتى نصل لنقطة الصفر. وهي نية الانتحارغيرالمؤكدة، ولكنه هاجس كابوسي يأتي على المخيلة المحطمة والمنهارة في لحظة يأس وندم. قائلا على لسان حاله وحالنا جميعاً. الذي كثيرنا أيضا ما تراوده تلك اللحظات البشعة التصور والمميتة والموجعة للغاية :
وساعات بقول يمكن المرة دي يغرق
كل ليلة
هو هو /
وأنا قررت أنتحر )(٢٨) نص (تحريض).(٢٩) تحريض على استمرار المحاولة للنهوض، للبقاء دون كلل أو ملل. دون إلغاء الوجود ونية الانتحار:
إلحق شوية نور
قبل ما تجف الحكاوي والعيون
وتساوي ثواني صمت
أمواج حنان .
ويسترسل في انسجام شعري وموسيقي لاذع المرارة ناعم الحضور رغم مرارته:
اعتذر عن الكرنفال العظيم
صادفك إنت لوحدك
والحيطان ملهاش ودان
ولا شبابيك .
.ونص ( 9صور)(٣٠) الذي يوجد جزء منه على غلاف الديوان الشعري:
وشك منحوت على صخرة
نصها غرقان
والنص التاني
جبل في صخرا
إنت ليه؟!
وإزاي؟!.
وتأتي الإجابات في حساب المختزل الشعري الإبداعي بصورة (1) ثم صورة (3) ثم صورة (5). وليس الحساب الرياضي المعتاد. فيتكون نص (9 صور) من صورة (1): تتالف من صورة بصرية موغلة في التعبيرعن التخبط والحطام الانساني:
بتعيش على الحلم
مش فيه
وتمد ببصرك
وتمد لحد ما تجري
إنت ليه بتحَس بالشوارع والحيطان والكراسي والبيوت
إغسل وشك
دمك غرقني
فكرني بخدود وشفايف
معرفش دلوقتي لونها إيه؟.
وتتوه الذات الشقية المعذبة في بحر من التساؤلات، والحيرة، والشكوك من كل مادي ومجرد نعيشه يوميا بعبث ولامبالاة. لكن عيون الشعر تلتقطه وسط كل شئ من: الشوارع، والحيطان، وحتى الكراسي. وأيضا داخل الوجوه المنحوته بأخاديد القهر، والحرمان، والكبت. لتفضفض بها المخيلة الشعرية؛ بفنية وإبداع من خلال وجه منحوت على صخرة ، نصفها غرقان والنصف الثاني جبل في صحراء. وبين الغرق ليس في المياه وإنما من اليأس، والاكتئاب، والتصحر، والجفاف، والعطش. يكون الهلاك الأكيد، والفناء الروحي والمعنوي، والانزواء وسط تلك الأجواء الماحقة والساحقة والشديدة التداعيات. على الوجود الفعلي لذاته المقهورة. فيتدخل المبدع الذي يمثل دور كالساحر بتقديم مزيج من طرح المشكلة، وتقديم الحل في أن واحد. حين يأمره في المقطع التالي بلوم وعتاب بالتنحي عن هذا التكريس من الاحباط واليأس؛ وذلك بأن يتمرد عليه بأي طريقة في صورة (5) تلك الصورة البصرية المتأججة في تخيلاتها وأوصافها الصادمة. ليعترف بحسرة وعتاب ممتزج بالسخرية الاذعة في أخر الأمر:
بقيت ممل أكثر من شروق الشمس
ومن غروبها
اكتر من زمن محبوس في لوحة
أكتر من طعم لسانك
وعيونك دايما شايفه مربعات بالأبيض والأسود
وإنت كل اللي بتعرف تعمله
تاخد خطوة لقدام.
وتتوالى أسئلة الكينونة مع هذا الوجود الضائع التائه دون ملاذ أو مرفأ أونجاة، وكأن النصوص الشعرية تمتد في معنى طويل؛ لترصد مدى تلك الاخفاقات والالتباسات التي يعيشها الانسان مع ذاته الشقية، ومع الأخرين بصور بصرية ومشهدية عالية التخييل والتوصيف. تطغى عليها تصورات شعرية مباغتة، وكما كسرت العنونات أفق التلقي كما ذكرنا من قبل. إلى أنه من الممكن أيضا أن نطلق عليها بمثابة (قناعًا).(31 ). (ولذا وجدنا احسان عباس لا يتردد بأن يصف القناع بأنه شخصية تاريخية يعبر الشاعر من خلالها عن موقف (1) .في حين قال عنه البياتي مستفيدًا من ت. س.إليوت : إنه الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر عن نفسه متجردًا من ذاتيته ، ومضفيًا على صوته نبرة موضوعية تقريبًا أو شبه محايدة ، ومبتعًدا عن الغنائية والمباشرة.(1)(32 ). نماذج ذلك: (موسم الحصاد).(٣٣)
بقايا من صحرا
بتروح معاك في أي مكان
وقتها ابتسامتك هتبقى لمين؟!
والعالم من حواليك من غير مرايات
إدفن دماغك في طين
واستنى مكعبات المطر
ونص (ميت)(٣٤) مع استمرارالتنوع بين استخدام الضمائرالتي أثرت التنوع الحركي والانفعالي، لمجمل النصوص الشعرية منذ بداية التصدير، كماأشرنا من قبل(إليك أنت). وكان هذا واضحًا إلى حد كبيرفي نص ميت :
إلتفت لي بهدوءك المدهش
خليني أقول لك
إنت مت كام مرة وقد إيه هاتعيش ميت
ونص (حوار خاص).(٣٥) .الذي ينتهي كالعادة بسؤال جديد تابع لسابقه المتعدد والمتواجد في أغلب النصوص الشعرية؛ لنغوص في متاهة التساؤلات، فهي ليست أسئلة لها إجابات واضحة وشافية ومفهومة ، إنها أكبر من مجرد أسئلة عابرة ، تستفهم عن البيان والتبيين لمنطق الأسئلة المطروح ، بل إنها تساؤلات الشك والبحث عن الحقيقة حتى نصل ليقين، وإن كانت تلك الاستفهامات الهائلة الطرح في تساؤلها داخل الأثواب الشعرية في تلك النصوص بالذات. لا تنتظر إجابات قاطعة. فالجد إخناتون الذي يتقمصه المبدع مهموم بحالة التأمل، واستباق لرؤى الحياة والوجود بالتحليل والنظرة المتبصرة، والعميقة المغزى والمضمون. نموذج نص ( حوار خاص ):( بدات حياتنا كده / وما عرفناش احنا ولاد مين؟). و(نص تيوليب).(٣٦) ونص (وشوش).(٣٧) حتى نصل لنص (بنفسج)(٣٨). (إلى عاشقة البنفسج.. أمي الطيبة). ورغم أن زهرة البنفسج. تلك الزهرة المبهجة والمضيئة. والتي ترمزهنا إلى الأم الطيبة التي تعشقها أيضا. لكن هذا كان (قناعًا مراوغًا).(39) ظاهره اللطف والجمال والطيبة. خاصة عندما ارتبط بذكر الأم الطيبة العاشقة له، بينما داخله يحوي تفاصيل موجعة حتى مع تلك الأم الطيبة، لكي يشكو لها قهره وحزنه وبكاءه؛ الذي لم يعد يعرف أيهما أجمل بالنسبة له من كثرة ما اعتاد عليه، فألفه وأحبه وجَّمله لرؤاه الذاتي والشخصي، بل وبدأ يشاهد بكائيات الأخرين من حوله. ويعقد مقارنة بينهما أيهما أصبح أكثر جمالًا بالنسبة له؟! بكاءه أم كل ألوان البكاء الأخرى؛ التي ملأت عالمنا من شرقه لغربه حتى بات له مائة لون ولون. وهذا التضاد أفرز المعنى الخفي والحقيقي من جوف الشعر. فمن يعتاد على شئ يصبح مصيره وقدره، ويتحول للحظة فارقة من قبح إلى جمال. هكذا تفضفض وتصور لنا مخيلة الشعر. أن ترى البكاء أجمل، وله ألوان تقرح بالمزيد من البكاء والبكاء والتألم، ليتحول لجمال حتى لو كان بكاءًا. وذاك التساؤال الصادم عن ماهو؟! أجمل البكاء! بكاءه أم بكاء الأخرين المتعددة والمختلفة الألوان. التي أيضًا تدخل في إطار المحاولة، وتحويل، والفرار، والهروب، وكل المعان الملتبسة في أغلب النصوص، ولكن بأشكال متنوعة؛ لتُمثل إشكالية تحتاج إلى تساؤلات، ولكن دون أجوبة عن تلك الانهيارات المتوالية والصادمة لأفق المتلقي على الدوام فهي: (كانهيار غيمة رمادية / نقطة نقطة/ على وردة بنفسج / مابين جبال الثلج). لأن بجمالية الشعر وجموحه الخلاق قد أخبرنا في أول القول النصي :(الثلج زاحف على كل تفاصيلها / تحت ضوء قمر وردي/ حبسني جوايا لحظة واحدة / حركت شلال صخور جوه قلبي / ودمعتني ماس/ تفتكر صوت بكايا أجمل / ولا صوت ألوان بكائية). وتتوالى النصوص المؤججة بروح الضياع، والاخفاقات من نماج نصية: ك (عبث / تعاويذ / اخرس / مطرود / وسط البلد/ سودا / هو/ عدل / ط /3فقط/ صورتك). / والتنوع بين ضمير الغائب كنص (هو)(٤٠) والمخاطب كنص(صورتك).(٤١) موجهًا أقواله الشعرية إليك أنت :( بُص / شوف كويس / صورتك على الصفحة / إيه رأيك ؟/ ... لو مصدق اللحظة دي / اخرج من هذا الجسد المرعب / وادخل من الورقة). واستخدام الأرقام الشعورية مثل نصوص : 9صور / ليه / كالوس / عدل / إقرأ... نموذج نص:3فقط (٤٢) (وشوشة الثواني / للدقايق/ الساعات / زخرفة ضوافرالتاريخ / بالرموز واللؤللؤ الأسود/ منحنيات الكون / أنا / الخمرة اللي ناطة / من خد لخد. /2/ ثقوب/ بيمرمنها الصمت / متخفي / في صورة صمت / مهول/ تجلى المجد / في لون عيني / فكك قيود / الارتفاع / العرض / والطول / أنا الصدفة / محمول على البصر / كل أما بص / الشرق / الغرب / الشمال / الجنوب / أنا الشكل.
.لنجد هنا (أن اللغة الفردية. ليست أخيرًا إلأ وهمًا منحرفًا شيئًا ما "(6) : تفاؤل من هذا النحو والسنن المشترك سيكون إذن للمرسل إليه، حيث يتملكه المرسل تكيفيا). يعبد الطريق أمام الالتباسات والشكوك وإخفاقات التواصل. آخرون بالعكس حذرون اتجاه هاته الإخفاقات ، يناصرون أحادية تصورية حذرية، كما هو الشأن بالنسبة للويس كارول ، الذي يعلن الإرتباط بالمنطق الرمزsymbolique " أعتقد أن كل كاتب له الحق الكامل في إسناد المعنى الذي يريد لكل كلمة وكل عبارة يريد استعمالها).(43)
لنصل هنا لسؤال إشكالي وهام أثناء تداعيات التفحص والقراءة كمتلقي:( فهل العنوان تساؤل يجيب عنه النص إجابة شافية أم مؤقتة؟وما دور التأويل في التلقي من ثم؟ تبدو مواجهة سؤال العنوان من الصعوبة بمكان لا تقل عن مواجهة سؤال الإبداع نفسه ، أو الإبداعية ذاتها، وهي تعانده وتراوغه، قبل أن تسمح له بولوج بعض منافذها في لحظات سديمية غامضة . (1)).((44) إذا ولا بد أن نضيف بشكل محدد أثناء قراءة هذه النصوص الشعرية بالذات. سؤال أخر في مواجهة سؤال الإبداع أيضا. هل اللغة ( أشعار بالعامية المصرية ) كانت عائقًا في منح تلك النصوص الاستلهام الإبداعي، والتخييل الشعري الفضفاض ما دام ( اللسان وسيلة للتواصل إذ يشتمل على كثير من الغموض والحشو وعلامات نوعية ليكون وسيلة جيدة للتواصل)45) وهذا مع العلم أنه ( لقد بدا الشعر الحديث منفتحًا على الرمز والإيحاء بل والغموض الشفاف أحيانا،الذي يعبر عن رؤيا ترغب في التكتم على نفسها،والتمنّع عن قول حقيقتها لكل واحد.(1) ).(46)، وهذا بالتأكيد يشمل الفضاء الشعري بوجه عام دون محدد للسان الذي هو وسيلة للتواصل بكل تنوعه اللغوي حتى المحلي(أي اللهجة) النابعة من المصدرالأم وينتمي كليًا للثقافة، والجغرافيا، والتاريخ، والبئية التي أنتجته. ف (من جهة للأخذ بعين الاعتبار خاصية المكون المعجمي حيث تلتقي التشعبات اللهجية بكثافة، من المؤكد مع ذلك أن بعض التوافق يتاسس حول الدلالات، التي تمكن من المفاهيم جزيئا على الأقل ( وتشييد مواد المعجم)؛ حيث الكلمات لها في اللغة معنى واحدا أو على الأصح معاني ثابتة نسبيا ومتبادلة بين الاشخاص).(47)
إذا النتيجة : سنعدل عن تعريف اللسان بطريقة صوسير(Saussure) باعتباره سننا أي آلة للتواصل.(instrument de communication) لكن سنعتبره لعبة أو بكيفية أدق إرساءً لقواعد لعبة ، واللعبة ترتبط بكيفية شاملة بالحياة اليومية). (48) كما أشار المصدر في البداية بأن التواصل اللساني: 1_ يجب أن تفهم العبارة في معناها الواسع نسبيًا . أوسع مما هو عند لاينز lyons الذي وضع تعريفًا لها :" نقل قصدي للأخبار ، بمساعدة نسق من العلامات محدد سلفًا ... والتي يمكنها أن تتجاوز الإطار الضيق لما يصطلح عليه مونان G MOUNIN "سيميولوجيا التواصل في مقابل سيميولوجيا الدلالة").(49) وتطبيقًا على هذه النصوص التي تطرح هذا التجاوز بين سيميولوجيا دلالة العنوان المركب الاشتقاق الدلالي والوظيفي ( تسيالزم إخناتون يقول)، (ببعدهما الرمزي والدلالي). الواسع التأويل في مقابل سيميولوجيا التواصل اللغوي داخل النصوص الشعرية ( أشعار بالعامية المصرية). لتتجاوز بالفعل ( إشكالية التلفظ).(50) من الذاتية في اللغة لتمنح متسعًا من القراءة والتأويل. كنموذج نص (إقرأ). الذي يمثل بلفظ إقرأ طرح قوي ومعني لتشكيل لغوي فصيح باستخدام فعل أمر حاسم وقاطع إقرأ. مصدره تناص قرأني موحي بجلال اللفظ واستيفاءه المعنى الكامل والتام المعني، بالمغزى الأهم والأعم والأوفر إيحاءًا، ورمزية واسعة الدلالة مرتبطة بمدى تمكن اللسان في فعل التواصل، وايصال الرسالة للمتلقي والقارئ العادي. دون أن يتلازم هذا بتوجه لغوي مؤطر، وممنهج ما دام حقق فكرة الانتماء والصدق الفني للفكرة الخالصة، وهي أن الفن الإبداعي هو فنًا خالصًا من أجل الفن بالتمام والكمال. ومن ثم سيميولوجيا التواصل في (أشعار بالعامية المصرية). في مقابل كل العنونات التي كسرت أفق كل التوقعات تتجاوز مما اصطلح عليه مونان بمساعدة مفهومات أعمق وأوسع التأثير بتعزيز منطق الشعر الداخلي الذي لا محدد أو تحديد له بفضاء العالم أجمع. كما أشرنا في بدء القول ونموذج جلي على ذلك التجاوز السيميولوجي نص (اقرأ).(٥١) :
خبي عيونك في جيبك/ اقرأ / اقرأ/ برجلك الحافية/ ملامح البحر/ قبل ما يبقى لونه وردي/ وينتحر القمر جواه / ويعيش /يتسكع في البلكونات / وجناين الموج /الدافية ......../
(2)
تجويف مشاعرك /ماشي فيه/ عنكبوت أخضر/ غازل لبيوته في كل مكان / صايد تفاصيلك
(3)
تنهي بفعل المقاومة / اقرأ / اقرأ
(4)
إنت الزمن الباقي / المكان الوحيد / اللي تقدر تمشي فيه خطوتين /إنت / مافيش داعي لطرح الأسئلة / بطيئة التأثير / وتسمية حياتك / حياة / أو موت / حدد ألوان قوس قزح / قصّف رموشك / على أد النظرة الأولى / إنت مش محتاج تكون / عنيد / اقرأ / اقرأ.



هوامش المصادر:
(1) انظر المصدر تسيالزم: ص5.
(2) انظر المصدر: سيمياء العنوان/أ.د.بسام موسى فطوس_ أستاذ النقد الحديث .قسم اللغة العربية_ جامعة اليرموك. (إربد ـ الأردن). ط1: 2001م ، طبع بدعم من وزارة الثقافة_ عمان_ الأردن.
(3) المرجع السابق:ص60.
(4) المرجع السابق: ص60.
(5) المرجع السابق: ص49، هامش داخلي: (2)انظر: أحمد الصمعي،امبرتوايكووحدودالتأويل،ندوة صياغة المعنى وتأيل النص ، منشورات كلية الآداب بمنَّوية، 1992م،ص464.
(6) المرجع السابق: ص55.
(7) المرجع السابق:ص63.
(8) تسيالزم:ص5.
(9) المرجع السابق: ص58/ هامش داخلي / انظر: جميل حمداوي / السابق، ص: 96.
(10) المرجع السابق: ص63.
(11) المرجع السابق: ص50.
(12) المرجع السابق:ص53.
(13) المرجع السابق: ص60.
(14) انظر المصدر: في التداولية المعاصرة والتواصل.ترجمة وتعليق د. محمد نظيف.أفريقيا الشرق2014م_ المغرب. إشكالية التلفظ: صص 74_ 75.
(15) المرجع السابق(سيمياء العنوان) _ ص54/ هامش داخلي اظر: عبد الفتاح كليليطو، الغائب دراسة في مقامات الحريري، ص27.
(16) المرجع السابق: ص53.
(17) المرجع السابق: ص61.
(18) المرجع السابق:64.
(19) المرجع السابق: 65.
(20) تسيالزم: ص٢٠_٢١
(21) تسيالزم: ص8_9.
(22) المرجع السابق:ص61.
(23) المرجع السابق:63.
(24) المرجع السابق:63.
(25) المرجع السابق:64.
(26) تسيالزم :صص10_ 11.
(27) تسيالزم:ص5.
(28) تسيالزم:ص12.
(29) تسيالزم:ص13_ 14.
(30) تسيالزم:ص15_ 18.
(31) المرجع السابق: (سيمياء العنوان) صص95_100.
(32) المرجع السابق: ص95. هامش داخلي (2)/ اتجاهات الشعر العربي المعاصر، عالم المعرفة، ص 154./هامش داخلي (3)/ تجربتي الشعرية، الجزء الثاني من ديوان البياتي، بيروت، ط3، 1973م، ص37.
(33) تسيالزم:ص19_20.
(34) تسيالزم:ص21_22.
(35) تسيالزم:ص23_25.
(36) تسيالزم:ص26.
(37) تسيالزم:ص28.
(38) تسيالزم:ص33.
(39) المرجع السابق: ص95.
(40) تسيالزم:ص56.
(41) تسيالزم:ص42.
(42) تسيالزم:ص60_62.
(43) انظر المصدر: في التداولية المعاصرة والتواصل .ترجمة وتعليق:د.محمد نظيف. أفريقيا الشرق2014م _ المغرب. صص46_47. هامش داخلي(6)./6_هاته ملاحظتنا، نسجل أنه سنة 1961 اعتبر جاكوبسون jakobson (أشار إليه ديفزين 1969_ أن المحاولات التي استهدفت إنشاء نموذج لغوي دون اعتبار المتكلم أو المستمع مهدد بتحويل اللغة إلى خيال مدرسي لاهوتي. Fictio_ scolastique في عشر سنوات غير الخيال la fictionنهائيا حقله ... توبة جديرة بالملاحظة ومعلنة عن هذا " التحول" الذي تحدثنا عنه في المدخل.
(44) المرجع السابق: ( سيمياء العنوان). ص53. هامش داخلي/(1) انظر: رشيد يحياوي. ص101.
(45) انظر المصدر:في التداولية المعاصرة والتواصل .ترجمة وتعليق: د.محمد نظيف._أفريقيا الشرق2014م_ المغرب الفصل الثاني _ اشكالية التلفظ_ كيربرا أوريكيوني.ص44.
(46) انظر المصدر(سيمياء العنوان). ص96. هامش داخلي/ (1) انظر:لحظة المكاشفة الشعرية، ص190.
(47) انظر المصدر: في التداولية المعاصرة والتواصل.ص48.
(48) انظر المصدر: في التداولية المعاصرة والتواصل.ص43.
(49) انظر المصدر: في التداولية المعاصرة والتواصل.ص41.
(50) اانظر المصدر: في التداولية المعاصرة والتواصل. ترجمة وتعليق : د. محمد نظيف/ الفصل الثاني _ كيربرا أوريكيوني _ (إشكالية التلفظ). صص41_ 82.
(51) تسيالزم: ٧١_ ٧٢








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع