الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيّ الأخير يشتري قميصاً

سعدي يوسف

2006 / 7 / 10
الادب والفن


ظلَّ الشيوعيُّ الأخيرُ ، هو ، الفقيرَ ...
فإنْ تَدَبَّــرَ أمرَهُ يوماً ، وصارَ الـمالُ يملأُ جيبَهُ
( تأتي مصادَفةً )
تأبّطَ مالَــهُ
ومضى يبدِّدُهُ : المقاهي والمطاعمُ ،
والصديقاتُ اللواتي صِرْنَ قد أحبَـبْـنَهُ تَوّاً …
ورُبَّـتَـما تَـذَكَّــرَ أمْـرَهُ
– أن يشتري ، مثلاً ، قميصاً !
………..........
….………….
……………..
كمْ أحَبَّ السوقَ !
تلكَ الواجهاتِ ، وباعةَ السِّـلَعِ المزوَّرةِ
الصبايا العاملاتِ
وذلكَ الصعلوكَ عند المدخلِ الخلفيّ للبارِ العتيقِ …
وكم أحَبَّ مصاطبَ السوقِ !
العجائزُ ، والسكارى الصبحَ ، والأطفال …
والشجرُ الذي ما زال يعبَقُ بالندى الليليّ …
ينتبهُ الشيوعيُّ الأخيرُ :
ألم أجيءْ كي أشتري شيئاً ؟
قميصاً رُبَّما ؟
……………..
……………..
……………..
يدنو من البارِ العتيقِ
يمازحُ الصعلوكَ …
يدعوه إلى كأسٍ ، وصحنِ فطائرٍ بالـجُـبْنِ
ينتبذانِ زاويةً .
ومثلَ البرقِ يقتنعُ الشيوعيُّ الأخيرُ بأن لونَ قميصِـه أبهى
وأن تجارةَ القمصانِ ليستْ شأنَـهُ ؛
أن الحياةَ تريدهُ حُرّاً ، وأحمرَ
أن لون قميصهِ سيظلُّ أحمرَ
قانياً ،
ولْـتَسقط القمصانُ
إنْ كانت ستَعْرِضُ بَـيعَـه ، هوَ ، في مَزادِ السوقْ …



لندن 5/6/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف