الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة في فلسفة التنوير

ابراهيم زورو

2020 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في سياق العلاقة بين النص والخطاب! هناك تواتر مستمر بينهما من حيث أن العقل يخيم بكثرة حول النص ويحتضنه، بينما يقل في الخطاب، أو لنقل بين الكتابة والحديث كآبة مستمرة ومتواترة، لذلك ترى لدى شعوب الشرق كثرة الخطابات التي فيها الشحنة العاطفية كثيرة وغالباً تكون خالية من العقل، وتتميز شعوب الشرق لأنهم بهكذا الخطابات لأنهم الديانات تعتمد على العاطفة وتبث فيها الروح، حتى أن المدارس تبقى قريبة من سياق الخطاب وتنبذ الكتابة، أن الرياضيات التي تعتبر ام العلوم كلها تبقى هي الآخرى تنفر من شكل الكتابة في ذهن دارسيها ولا يعتبرون حل المعادلة الرياضية نصاً جميلاً يسير مع العقل والتفكير إلى نزهة جميلة! وبالدليل القاطع في هذا السياق نرى صفات المجتمع العربي أنه ينشد العاطفة على حساب التفكير والعقل، وما يزال المجتمع العربي يعتبر أن الدولة والحكومة مصطلحاً واحداً، وأن الثقافة ترفاً فكرياً لا نحتاج إليها في حياتنا، فهو مع الثقافة قلباً وقالباً لكنه يجسد شيئاً آخر، أي هناك تناقض في جل مواقفه، يقول شيء ويفعل عكسه، وملكة التفكير عنده جديدة لم تدخل في سوق العمل أبداً، وأن المجتمع تعلم أن يكون ارتجالياً وكأنه أرض خامه وبور ليس بحاجة إلى سوق التفكير لأنه أصلاً لا يعاني من عقله، يهمس بينه وبين نفسه أنه لا يعرف ما هي العلوم الإنسانية وما إلى ذلك في هذا السياق!. لا اعتقد أن هناك قوة في الكون تستطيع أن تجعله فقط ليكون إنساناً بمواصفات بشرية! أن أي مجتمع بحاجة ماسة إلى حماية نفسه من القوى البشرية أو الطبيعية كي يعيش بسلام، يقول سبينوزا أن مجتمعاً حتى يكون قادراً على حماية نفسه يجب أن يبنى على أسس سليمة وقانون سليم وفكر سليم كي يستطيع أن يدافع عن نفسه ويقطع علاقاته مع القوى البربرية التي لا تعرف معنى الحقوق والواجبات. ويتابع سبينوزا أن الحكم على ذلك المجتمع يجب أن يكون من قبل شخصيات على قدر كبير من الأهمية والفطنة العلمية ويكون أكثر استقراراً وأماناً يرفضون الحظ والعوامل الطبيعية لخلقها، وإذا حاولنا أن نطبق ما قاله سبينوزا في هذا المنحى فيعتبر أمر الشرق عجيب وغريب! نرى قائداً عسكرياً دكتاتورياً أمياً لا يفقه في العلوم الاجتماعية بشيء يذكر، تراه أما أن يبقى رئيساً أو ينتهي المطاف به إلى السجون، هذا إن لم يقتل على يد أمي آخر، وهذا الدكتاتور أو الشرطي أغلبهم إن لم نقل جميعهم هم رجالات تابعين للدولة الكبرى التي عينتهم حارساً لمصالحها الاقتصادية في بلادنا! فلن ترى غالباً دكتاتوراً قومياً يقتل من أجل أن يضع شعبه في بداية الطريق الصحيح والمؤدي إلى السلام ويكونوا اصدقاء للعقل في جل تصرفاتهم، والمثال الواضح على كلامنا ذو اتجاهين، الدكتاتوريات العربية، ومعارضيهم، الأول ضد شعبهم على طول الحياة أن قصرت أو امتدت، وهم ليسوا قوميين إلا لغاية في نفس ديمومتهم الأبدية على رقاب هذا الشعب المسكين، والقوة المعارضة غبية بدليل أنها تتفاجأ بأن العرب يذهبون إلى اسرائيل، هنا نكتشف بأن العقل الذي نحن بصدده لا يقيم في الوطن العربي فهو مستورد من باقي الدول ذات المصالح الاقتصادية فهي اي الدول ذات الشأن تصدر العقل على قدر مصالحها، وتراقب كمية العقل التي صدرت لهم، كي تبقى الدكتاتوريات تلبي مصالحهم حسب الطلب، وإن لم يطيعوا فهم يساعدون المعارضة كي تنتصر على الدكتاتوريات بنفس الخصائص التي تهم مصلحتها الاقتصادية، لو كان العقل متوفراً بين ظهرانية هذا المجتمع لكان الاجدى بالمعارضة أن ترفض ما يأتي من الغرب تماماً من حيث أن الغرب لا يرون أن للشرق عقلاً ولا يقيمون لهذا الأمر وزناً، لأنهم يعلمون جيداً الفرق بين الكتابة والخطاب الذي تكلمنا عنهما آنفاً، ونحن نرى في المعارضة السورية خير دليل على تعاملهم مع النظام بنفس الادوات والمواد المتوفرة لدى النظام نفسه، المعارضة التي كانت ضد اسرائيل لأنها اغتصبت اراضي فلسطينية أو الجولان السورية فها هي تذهب إلى تل ابيب لتحصل على رخصة قيادة سوريا، وكذلك جعجعة المعارضة العربية حول تطبيع العلاقات (الأمارات والبحرين) مع اسرائيل، إذا كان رهانكم على تلك الدكتاتوريات كانت واقعية فلما اظهرتم بمعارضتها ياترى! فمنذ نشؤء الدولة السورية وحتى الآن لا اعتقد حَكَمَها رجل سليم يعتقد بأن شعبه هو ملاذه الوحيد، وقس على ذلك الدكتاتوريات العربية، مثلاً ما يشاع اليوم حول صدام حسين أنه يحق أن ينال لقب أمير العرب أو لجهة قوته، ألستم كنتم ضده عندما كان في الحكم اولاً، فمن المؤكد فهو قاتل ثانياً، وثالثاً من الضروري هو صناعة غربية انتهت صلاحيته ليرموه على زبالة التاريخ! ورابعاً تتباكون عليه اليوم! نفهم من هذه الامور شيئاً واحداً، أنكم تحكمون بالخطابات التي تنبذ العقل الجدلي ليربط الاشياء ببضعها البعض! وحتى نرى أن دكاترة الجامعات قسم الفلسفة ينتهجون الطريق ذاته! وكأن الفلسفة لا يمكن أن تعيش بأراضي التي لا تعرف الحرية كما هو موجود بأرث فلسفية حول هذه المقولة، وقد رأينا جميعاً في الحالة السورية أن الرجل مثل ساروت خرجوا مع موكبه ربما عشرات الالوف بينما بجنازة طيب التيزيني كان بضع اشخاصاً لا غير، رغم مواقفنا من طيب التيزيني فهو رجل له كتبه ووجوده في الشارع الثقافي الذي لا يقع في الوطن العربي ابداً، وكانوا يهجمون بالجملة على شخص ادونيس الذي كان له موقفاً من الحالة السورية، نعم الشعب أو المعارضة التي تؤله شخص مثل ساروت أمي على حساب الفكر، فمن الطبيعي أن الخطابات التي ألقيت على قبره دليل أن العقل كان سجيناً في مكان ما من هذا العالم، والذين كانوا يؤلهون ساروت قد قبضوا بضع دولارات فقط، ومن الطبيعي جداً أن نرى الائتلاف السوري يقف تركيا ضد بني شعبه ويقول عنهم بأنهم الانفصاليون؟ ولم يخطر ببال أحداً يابن عاهرة ماذا تفعل أمك في مواخير الاسد وأنت تحرس مواخير اردوغان، الذي يحيا بدون عقل فهم حراس المواخير وأن اختلف الشخصيات والالسن والقوميات لا فرق. قارنوا على سبيل استئناس فقط: وجهة نظر المحامي هيثم المالح وبين رجل شارع وتافه وأمي وراعي بقر، اتركوا لكم حكم القيمة، بالمقارنة أن أول من حكموا سوريا كانوا كورداً. واغلب العرب لهم مواقف غير مشجعه من القضية الكوردية، فهم يهللون ويصفقون لأي صوت ماعدا الذين يملكون حق الحياة، علماً أن العاقل يكره التصفيق إن لم يكن للفرح وكفى!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغيّر استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية داخل أراضي روسيا الم


.. مسؤول أوكراني: قتيل وأضرار في عدة مباني إثر هجوم صاروخي روسي




.. ما مستقبلُ نتنياهو بعد الإعلان الأميركي عن مقترح الصفقة؟| #ا


.. وضع -خطير- في جنوب لبنان.. قصف إسرائيلي مكثف على البلدات الح




.. جريدة -معاريف-: الجيش الإسرائيلي يدرس 3 خطط بخصوص -محور فيلا