الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليُرفع عاليًا صوتُ اليسار العربي ضد الإجرام الإسرائيلي الأمريكي

محمد نفاع

2006 / 7 / 10
القضية الفلسطينية


في الحلقة الاجرامية الحالية لاسرائيل ضد الشعب العربي الفلسطيني، والاستفزاز الخطير، او من المفروض ان يكون خطيرا ضد سوريا ولبنان والعالم العربي والانسانية، كان ولا يزال من المتوقع والمطلوب ان يسمع العالم كله صوت قوى اليسار في العالم العربي، واقول اليسار ليس لاننا لا نقدر ونثمن جدا المظاهرات التي قامت في السودان والقاهرة وتركيا والمغرب لكن بالاساس بدعوة ومبادرة الحركات المتدينة، او احزاب الحركات الاسلامية، وهي نشاطات مباركة وهامة، بل لان صوت اليسار العربي ايضا ضروري جدا بطروحاته وتجربته في النضال وهي تجربة غنية ولها المصداقية لانها على العموم ذات خط واضح وبرنامج مقبول على الجميع من علمانيين ومتدينين وقوميين ومثقفين تقدميين ولا يمكن لاحد في ارجاء المعمورة ان يتهمها بالطائفية والاصولية؟ والسؤال اين هذا الصوت بنكهته الانسانية والتقدمية والذي من شأنه ان يساهم في التأثير على الرأي العام في اوروبا مثلا؟
الا يكفي ما تقوم به ماكنة الاحتلال الاسرائيلي من جرائم وقتل وتجويع وتعطيش وخنق وحرمان لرفع الصوت بالمظاهرات في الساحات والشوارع خاصة تلك التي تحمل اسماء هامة مثل شوارع وميادين التحرير والجلاء وصلاح الدين وعمر المختار؟ ودعونا نقول بين الجد والهزل ان النظم العربية او بعضها على الاقل لا تمنع مثل هذه النشاطات. صحيح انها لا تبدي رضاها عن ذلك، لكن هذه النشاطات لا يمكن وضعها في خانة خيانة عظمى لدولها وحكوماتها. الصحيح انه لم يفت الاوان، فمنذ 1948 هنالك موضوع يجيز التظاهر الدؤوب واذا اصغينا فعلا الى تصريحات الملوك والرؤساء العرب او معظمهم من يومها حتى اليوم وكذلك وسائل اعلامهم من كلمات وجمل نارية حارقة فعلى الشعوب الا تكتفي بالمظاهرة بل يجب ان تعلنها ثورة تحرير احتراما لتلك الخطب النارية من القادة! فهذا هو التعبير عن محبة الشعوب لملوكها، وتستطيع هذه الجموع ان تدعي بأن نشاطها جاء بتوجيه مثابر من اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والمعالي والسمو ولا تنزل هذه الخطب على ارض سبخة قاحلة، بل على ارض معطاء، او قد تكون هنالك فعلا مظاهرات ونحن لم نسمع بها؟ وان الفضائيات العربية العدنانية والقحطانية لا تنقلها الينا!! وهي التي لا تمل ولا تكلّ عن دلق كل المعلومات والتصريحات بمنتهى الامانة الصحفية والموضوعية المقرفة والمسيلة للدموع وعصارة كيس المرارة ومسيلة لاشياء اخرى في جسم الانسان، فهي محايدة بشكل تحسد عليه بين المقاومة الشعبية العراقية والغزاة الامريكان والانجليز وكل قوات التحالف، وهي محايدة الى حد كبير بين الفلسطينيين واسرائيل، والعديد من هذه الفضائيات يعبر عن عروبته ضد كل خلل واليكم مثلا:
في الاسبوع الماضي جرت مظاهرة في حيفا دعا اليها رفاق الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ضد الجرائم الاسرائيلية، وقد شارك فيها اليهود والعرب، ولكن المراسل العربي الاصيل والذي يحمل اسما عربيا عريقا يسبق مضر ونزار قال: قامت المظاهرة بدعوة من الاحزاب العربية!!
فمن يخدم هذا الدجل!! وحتى عندما اقتبس من تصريحات النواب العرب لم يتطرق الى نواب الجبهة العرب، وطبعا ليس للنائب الجبهوي اليهودي، بل تلمس التصريح الابرز لنائب آخر وحيد، فليكن الاقتباس مبنيا على مثنى وثلاث ورباع مثلا فهذا حسن وتخلص رائع. يا عيب الشوم على هذه الغاية العمياء وهذا الرخص.
نعتقد ان المرحلة الحالية لا حل لها الا اذا وضعت الشعوب المستهدفة والمحتلة ارضها واوطانها كل ثقلها في المعركة. واليكم هذه الحقيقة: كل القرارات والوساطات المجاملات لم تحتّ ولم تقطع في العدوان الاسرائيلي، فقط في لبنان عندما تسلمت الجماهير قرار المقاومة واوقعت الخسائر في صفوف المحتلين نجح الامر بشكل باهر، وهكذا حدث في الفيتنام وهكذا حدث في غزة، صحيح ان التضحيات كبيرة لكن النتيجة كانت كبيرة، وهذه ليست دعوة لا سمح الله لسفك الدم، بل دعوة الى المقاومة المبنية على حق شرعي جدا وواضح جدا غير قابل لتأتأة البعض، ولا لمواقف البين بين، ولا لوقاحة الامبريالية الامريكية، هذا هو السلاح الوحيد الذي لا يهاب الاباتشي وال ب 52 وال ف 14 وما فوق، ولهذه الشعوب يجب ان يكون محرك ومنشط ومن هذه المحركات اليسار وحلفاء اليسار فهذه في الواقع قضية الجميع، لان الجميع مستهدف من خيرات وارض وخاصة البترول، وكذلك الايدي العاملة الرخيصة وتحويل هذه الاوطان الى سوق استهلاكية لنظام العولمة والرأسمال والاحتكارات والاحتلال والاستيطان وكلها سلسلة واحدة من حلقات خطيرة وتزداد خطورة.
كيف تستطيع شعوب في امريكا اللاتينية جارة الولايات المتحدة الامريكية ان تقول لا؟ اعتقد ان احد الاسباب هو هذه النكهة اليسارية في السياسة والفكر والموضوع الطبقي والمطعم بالكرامة الوطنية والشخصية.
نقول هذا الكلام ليس من باب المزاودة على احد ولا من باب التدخل في الشؤون الداخلية، بل لان هنالك حاجة ماسة جدا لمثابرة الصوت المبدئي والمثابر في تصعيد هذه الهجمة العدوانية لاسرائيل وامريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-