الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم

فوزي بن يونس بن حديد

2020 / 10 / 20
كتابات ساخرة


احذروا إسرائيل فإنها تُهديكم طُعما مسموما بدعوى أنه صداقة أو هديّة أو تطبيع أو غيرها من المسمّيات، فما تفعله إسرائيل اليوم مع الدول العربية هو مقدّمة لاحتلال جديد وسيطرة على المنطقة برمّتها، فإسرائيل الدولة اليهودية التي لا تؤمن بالسلام مُطلقا كيف تستكينون لها بهذه السهولة وتقعون في فخّها، تسارع إسرائيل اليوم الزمن وتسابقه من أجل طيّ صفحة العزلة الدولية والدخول إلى البلدان العربية عبر هذا الطُّعم المسموم، هو مزيّن من الخارج لكنه يحمل السمّ الناقع داخله، حتى إذا تجرّعه أحد شعر بلذة في بدايته تُنعش وجدانه وأركانه وجوارحه، وبعد أن يمرّ من المريء ويصل إلى المعدة يبدأ في الانتشار وبعدها يشعر المرء بالآلام والأوجاع وينتشر في مفاصله كافة ويقضي على الخلايا السليمة كلّها، فتتأوّه بعدها وتموت خلية خلية حتى يقضي السمّ على كل جميل في هذا الجسم فلا يبقى بعدها إلا هيكلا عظميّا لا فائدة مرجوّة من ورائه ليموت بعدها تحت وطأة السم رغم التحذيرات التي وصلت إليه ورغم الإنذارات الواحد تلو الآخر إلا أن المرء مصمم على تجربته لأنه رآه جميلا وهو يهرول وراء الشهوات.
هكذا هي الدول التي سارعت للتطبيع، وتريد علاقات واسعة مع إسرائيل، هذا هو حال الدول العربية التي تريد أن تجرّب التطبيع وما ترى فيه من جمال ظاهري، كأن تخص إسرائيل بن زايد أو بن سلمان بجوائز وهدايا ومسميات جوفاء، بأن يفوز بجائزة أصدقاء إسرائيل من الموساد أو تفوز الدولة بأنها صديقة لإسرائيل، والمقابل سوف يكون ثمينا وثمينا جدا لا يدركه بن زايد ولا بن سلمان الآن، ولا غيرهما، فإسرائيل لا تلعب مع التاريخ ولا تريد إلا استعادة الأرض والتاريخ دون مقابل، تريد السيطرة على المنطقة وثرواتها وما تملكه من خزائن، هي تسعى إلى أن تكون دولة قوية في المنطقة، دولة عظمى جغرافيّا وماديّا وعسكريّا وتكنولوجيّا، علمت أن القضية الفلسطينية انتهت ولا حديث عنها بعد اليوم وليس هناك من يدافع عنها، وبالتالي ستفرض إسرائيل على الفلسطينيين في اللحظة الحاسمة إما الانخراط في الدولة اليهودية أو الرحيل أو السحيق، وعندئذ لا حراك مع العرب حتى بالتنديد والشجب والتعبير عن الحزن الشديد لما يفعله العدو في المنطقة.
إسرائيل دولة مسمومة لا تؤمن بالسلام، والتاريخ والقرآن الكريم شاهدان وكافيان على ما نقول، وما تفعله الدولة الصهيونية اليوم من استيطان وتهجير واعتداء على الأراضي والمزارعين والصيّادين إلا تضييق على الحياة في فلسطين المحتلة التي لم تعد محتلة في نظر من يريد التطبيع، وما تفعله ينبذ كل قول تدعي فيه إسرائيل السلام، فالسلام مقابل السلام مع الدول العربية تعبير زائف عن السلام لأن السلام عند إسرائيل يعني الاحتلال والسيطرة والزحف على مقدرات الدول وتشتيتها وتمييعها لتصبح دويلات لا قيمة لها، والخوف كل الخوف أن يأتي اليهود يومًا على الحرم كما أتوا على القدس الشريف، والخوف كل الخوف أن ترى اليهود ينتشرون في السعودية، يبثون سمومهم وطُعومهم الغبية وتتلقفها الأفواه المعتوهة لتجد نفسها تعيش في سراب وخراب، يخربون بيوتهم بأيديهم وبعدها يجلجلون وينادون من يقذهم من براثن اليهود المستعمرين المحتلين الغاصبين.
أفيقوا بني الإسلام، أما تعلمون أن اتفاق ابراهام الذي زعم ترامب أنه النبي الجامع للديانات عند توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات وربما السعودية في الطريق لا صحة له ولا قيمة له، لأن الشعوب العربية والإسلامية ترفضه رفضا قاطعا ولأن إبراهيم عليه السلام دينه الإسلام بنص الكتاب العظيم، "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" فإبراهيم عليه السلام مسلم وكل الأنبياء مسلمون لا يهود ولا نصارى، وما تجرأ عليه اليهود ونتنياهو وترامب اليوم هو نوعٌ من السفسطة الكلامية التي تخدع الأحمق ولا تخدع الأريب، ويهرول نحوها الخِبّ الضليل، وقد ورد في الأثر : "لست بالخِبّ ولا الخِبّ يخدعني" فمن هو الخِبّ اليوم ومن يخدع من؟ بعد أن فرشت إسرائيل خيوطها العنكبوتية لتتساقط الدول العربية في شباكها الواحدة تلو الأخرى ناسية أنها شباك مؤلمة لن تُطعم إسرائيل فيها عدوّها ومن كان عدوها إلا السمّ الناقع، وهذا ما نؤمن به يقينا، فلا تطبيع ولا علاقات ولا شعارات مزينة بزينة الابتلاع والاحتواء والاستعمار، وقد حذرنا المولى عز وجل من اليهود لأنهم مخادعون، منافقون، مستهترون، استعماريون، انتهازيون، محتلون، كاذبون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع