الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضامن التركي!

دارا حصري

2020 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الضامن! ماذا يعني الضامن؟ هُوَ الضَّامِنُ لَهُ: الكَفِيلُ بِهِ، الملتزم به. الملتزم بأن يؤدي ديناً على غيره بسبب غير الكفالة. منذ بدأت الثورة السورية في أيامها الأولى لم تخفي تركيا نواياها بدعم المعارضين لحكم الأسد، وأعتبرت المطالب هي حق شرعي وِفق الشرائع الدينية والدنيوية، وسرعان ما دخلت الأخيرة على الخط مباشرة. دعمت تركيا مجموعات مسلحة في مختلف الجغرافيا السورية وموّلت تأسيس فصائل ومدتهم بالأسلحة والذخيرة (أختارت قادتهم من التركمان بعناية فائقة)، من جهة أخرى أقحمت الموالين لها في المعارك مع النظام وفتحت أبوابها لتستقبل المعامل المفككة ومحطات الطاقة وصولاً إلى التنك والنحاس المسروق من كابلات الهواتف والكهرباء. وبما أن الثورة تحوّلت إلى منافسة بين الفصائل " من يستطيع تجميع أكبر قدر ممكن من الأموال" فإن التركيز أنصب على الهدف الأول وتناسوا الظرف الذي أتى بهم وخلقهم. بعد عدّة جولات وصولات وتفريغ حلب من المعامل، وبعد عدة مؤتمرات ظهر أسم تركيا كضامن! وبعكس مفهوم الكلمة بزاوية ١٠٠٪ فإن الضامن التركي كان مختلفاً تماما، أول ماقام به الضامن التركي هو عزل وتحييد الضباط المنشقين وتجميعهم في معسكرات مغلقة وضمان عدم حركتهم أو سيطرتهم على أي قرار، ضمنت تركيا ذلك ونفذت وعدها إلى الآن. كانت الخطوة الثانية إبعاد الحقوقيين والقضاة وكل من ينبعث منه رائحة الحرية " لهم رائحة تخنق الأتراك" وعملت على تصفية من يحملون هذا الخطر، فجاءت بإشخاص جهلة راكضين وراء مصالحهم الآنية ومتعهدين على الوفاء ومبرمجين على تنفيذ الأوامر السلطانية الصادرة من الباب العالي والأمير المفترض "أردوغان". ضمنت تركيا تسليم الغوطة على سبيل المثال، ولم تتوانى عن تجييش الشارع العربي للحقد ضد الكورد، حينها كانت المفاوضات تنص على إبعاد الفصائل من محيط دمشق، الشعب الذي لم تهزمه الأسلحة الكيماوية ولم يستطع النطام إجبارهم على الأنهزام وترك بيوتهم فعلتها تركيا بمنتهى السهولة. ضمن الضامن التركي حصر الفصائل المقاتلة ضد النظام في إدلب، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يؤكد بضرورة انسحاب قوات النظام من جميع المناطق التي سيطرت عليها منذ أبريل عام 2019، متوعدا بطردهم منها في حال عدم انسحابهم، ولكن ماذا فعلت تلك النقاط التركية؟ في الحقيقة هي كانت تراقب عن كثب! لم تفعل سوى مراقبة تقدم قوات النظام والروس وسيطرتهما على كامل ريف حماة الشمالي خلال الأشهر الفائتة، وبل نفذت الأخيرة وعودها التي ضمنتها في الأتفاقيات مع الروس وهي ضمان عدم فتح جبهات حلب "التي سلموها للنظام في وقت سابق". ضمنت تركيا إشغال عقول السوريين وتحريضهم ضد الكورد وثم الكورد ،أما النظام السوري فهذه قضية ثانوية والضروري الآن هي التجييش ضد من بقي من الكورد، وهناك جبهات جديدة وواجبات ضرورية في كل من ليبيا وأذربيجان. في بداية أنطلاق الثورة السورية كانت المخابرات التركية هي الضامنة لدخول عناصر حزب العمال الكوردستاني إلى عفرين، ومن جهة أخرى فتحت حدودها لمن يريد أن يأتي إليها لاجئاً. عندما أتفقت المخابرات الدوية على ضرورة سحب العناصر المتشددين من كل أصقاع العالم كان الضامن يرسّخ كل أمكانياته البحرية و الجوية والتدريبية لضمان دخولهم بسلام للجحيم السوري ولكي يقضوا على الفصائل والقادات الغير ملتزمين بالتعليمات (الضامن). هذه بعض الأمثلة عن الضامن، فإن كان هكذا هم الضامنين فعلى اللغويين أستبدال المعنى.
الضامن التركي هو الكفيل بتنفيذ كل مايعجز عنه النظام السوري كما يضمن تقدم النظام، وكل هذا فقط ليضمن أمنه المزعوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب