الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدث يتبع الدولة، وليس العكس!

حاتم بريكات

2020 / 10 / 23
الفساد الإداري والمالي


أمام أي أزمة في البلاد العربية عادة ما يُطرح السؤال التالي: أين كانت الحكومات عندما كانت هذه الأزمة في مرحلة النمو؟

ما زالت الدولة هي التي تتبع الحدث على شكل ردات فعل وليس العكس ( الحدث يتبع حركة الدولة التخطيطية)، فكلنا نعرف أن جوهر الإدارة هو التنبؤ وحصر الاحتمالات المستقبلية للحصول على أفضل تخطيط، وأن أسهل شكل من أشكال الإدارة هو إدارة ردات الفعل التي لا تكلف من يمارسها أي جهد للتخطيط وتحوله إلى حكم ساحة في ملعب كرة القدم؛ لا يتدخل إلا عند حدوث خطأ فقط.

باعتقادي أن الإدارة التي تعتمد على ردات الفعل هي بيئة خصبة لما يلي:
أولاً: التكسب السياسي من المشاكل، إما بالتضخيم أو التضييق.
ثانياً: تصفية الحسابات والانتقام والتجريف السياسي.

ثالثاً: تتويه الرأي العام وتحويله إلى رأي عام متهيِّج دائماً وجاهز للتوجيه.
رابعاً: إعطاء مناعة للمشكلة الإدارية حيث ستضبط هده المشكلة إيقاعها البنيوي مع إيقاع ردات الفعل لنحصل في النهاية على فوضى وتراكم للمشاكل.


إدارة ردات الفعل أيضاً تعفي المسؤول من المساءلة المتسلسلة، فعدم وجود الخطة الإدارية كمرجعية وأداة قياس يعني عدم وجود أداة لمحاكمة المسؤول الحالي من قبل المسؤول الجديد، وعدم الاكتراث من قبل المسؤول الحالي لما سيقع على كاهل القادم وهكذا...


أفهم التخطيط على أنه نقيض أدارة ردات الفعل، والتخطيط منظومة علمية يجب أن تكون مسنودة بالدعم والاهتمام من الدولة، وعلى أعتقد أن كلمة تخطيط في ذهن السياسي العربي تعني التخلي عن جزء من الهيبة السياسية لصالح بعض الخبراء والأكاديميين والمختصين، وهذا يتنافى مع جوهر الزعامة والقدسية والشيخة التي يتمتع بها السياسي العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا